(الأزهر الشريف) الموروث والصرح العلمي التاريخي الكبير الذي ورثه العالم الإسلامي عن الفاطميين ولكونه أزهر وكونه فاطمي سمي بالأزهر الشريف.،ورغم انه موروثا ومرجعية إسلامية عالمية إلا أن البعض في العالم الإسلامي المرتبط المتخبط يراه موروثا إسلاميا ومرجعية سنية.، وقد شهد التاريخ للأزهر بالاعتدال والدعوة إلى التسامح والعقلانية والوسطية والدعوة إلى الحوار ولم يشهد له التاريخ بإثارة أي نوع من أنواع الفتنة بين أبناء امة الإسلام ويشهد له التاريخ بأنه قد أجاز التعبد بالمذهب الجعفري.،وقد أدان الأزهر الإرهاب والتطرف و داعش وجرائمها وإرهابها.
العراقيين البسطاء ومن أي مكون كانوا يستسلمون لكل قادم بقوة وسطوة السلاح والسلطة خوفا وحرصا على حياتهم وأموالهم وأعراضهم وقد بينت الأحداث على مدار السنوات الماضية إلى اليوم مدى تضرر العراقيين السنة من القاعدة ووليدتها داعش ووفقا للنهج الانفعالي الذي يدار به الصراع في العراق فان من كل من سكت على داعش في مناطق وجودها وكل من بقى ولم يخرج من تلك المناطق مدانا وخاضعا للحساب والعقاب ومشكوك في أمره في أدنى التقديرات في منطقة حسبت على أنها ساحة معركة وعلى هذا الأساس ساد منطق التوتر ورد الفعل الانفعالي والثارات وأحكام دون العرفية بدلا من ضبط النفس والتروي والتعامل القانوني وضبط الأمن وترك الحساب إلى البينات والأدلة والثوابت لا الافتراءات بعد الانتهاء من داعش وفي مشهد مبكي يظهر سيدات عراقيات من مناطق تحررت من داعش يظهرهن حاملات للسلاح معانقات مرحبات بأبنائهن من الجنود العراقيين ويأتي فعلهن الفطري من منطلق الحاجة للامان والخوف من سوء ظن القادم المحرر لهم وذلك ليس بفضل منه بل هو واجبه وكأنهن بعناقهن وترحيبهن هذا وحملهن للسلاح يقولون للجنود لا تقتلونا لا تؤذوننا نحن أهلكم وقد استضعفونا فلا تستضعفونا..هذا فعل من فرط الخوف.،والقادم الانفعالي لا يخضع لمؤسسة نظامية تعمل بمنطق الدولة ولها توجيهها المعنوي المهذب لسلوك الفرد المقاتل وإنما يخضع عشوائي عبثي ولا رادع للمقاتل في ساحة اختلط فيها الحابل بالنابل سوى ضميره ومنبته وطهارة حليب رضاعته ولا تخلو ساحات الحروب من دمار فما بالحروب العشوائية التي يخضع فيها الجندي إلى تدريب وتهذيب.
الإعلام والمنظمات الدولية يسوقون الدمار بمناطق قتال داعش (المناطق السنية العراقية) التي يبدو أن منها من استصرخ بالأزهر خاصة بعد وفاة مرجعها الشيخ حارث الضاري واستجاب الأزهر للنداء بعد نفاذ صبره.
اليوم وبعد وباء داعش الذي يعلن عدائه للشيعة في مقدمة عداؤه للإنسانية ولا يمكن للعقلاء أينما كانوا أن ينسبوا داعش لأي عقيدة والسنة أبرياء من هذا الوباء الذي القي به في المنطقة مستغلا مواطن الأزمات كبيئة خصبة وكأنما تم إعدادها له ودخول النظام الإيراني كنظام محترف في صنع وإدارة الأزمات والصراعات بوضوح في سوريا والعراق واليمن والخليج وقبل ذلك لبنان وفلسطين وإعلانه وإقراره بتدخلاته تلك بعدة أشكال مثيرة ومستفزة ومن عدة مصادر مستويات كتلك التي يصرح بها يونسي نائب رئيس الجمهورية وقادة الجيش والحرس وليس ذلك بجديد فقد دأبوا على ذلك مستمدين شرعية حديثهم من السكوت العربي الرصين أو من السكوت العربي المبني على خوف ورعب وتهدئة وتطمينات من هنا وهناك.،ورغم استبعاد إيران في حينها من التحالف الدولي المواجه لداعش أصبحت إيران اليوم أمر واقع وفرضية أمام الجميع وإن أبوا وهذا ما يخشاه العرب في سرهم وعلانيتهم أن يصبح سلاح إيران النووي وتمددها السياسي في المنطقة فرضية أمر واقع تملي ما يحلو لها من املاءات وقد قبل الجميع بكل الجهود المواجهة لداعش إلا أن إيران ذهبت إلى ابعد من ذلك وقد بينت تصريحات الإيرانيون أنفسهم ذلك ولم يخفوا نواياهم ومن خلال تصريحاتهم هذه ورغم وضوح نواياهم التي أعلنوها مرارا وتكرارا يرفضون ردود الأفعال والمواقف الرافضة لسلوكهم ونهجهم خاصة ما يجري في العراق وما سوقته المنظمات الدولية ووسائل الإعلام من دمار وتهجير ونزوح وما صدر من تصريحات عن مقاتلين أكراد مشاركين في محاربة داعش عن منع السكان من العودة إلى بيوتهم وتفجيرها حيث كانت هذه البيوت ملغومة ويمكن تفجيرها عن بعد عند دخول الأفراد إليها،الأكراد لم ينفوا التفجير ولم ينفوا منع السكان من العودة الى منازلهم وبالتالي فإن الإقرار بمنع السكان من العودة إلى منازلهم والإقرار بتفجير المنازل أمر لابد منه فلابد من تعويض الناس عن ما لحق بهم من ضرر مادي ومعنوي.
وهنا تأتي شرعية موقف الأزهر المبني على تلك الأحداث والتصريحات وما يعلنه الإعلام وما ترده من تقارير ونداءات استغاثة وقراءات دقيقة لما يجري على الأرض كل ذلك مدعوما بما ترسله التصريحات الإيرانية الواضحة من رسائل موضحة في احد جوانبها بان إيران تدير الصراع في العراق على نحو طائفي كذلك الذي تعلنه داعش وتفعله وفي جانب أخر تظهر بأنها تستعيد حقها في هيمنة تاريخية وتدير صراعا برؤية إيرانية إستراتيجية في شرق أوسط جديد وفي جانب آخر تحارب الإرهاب وفي
جانب آخر تحارب من اجل أمنها القومي وما يهدده قادما من المنطقة وبالدرجة الأولى العراق علما بأنها باعت أسلحة بدائية ومحدودة للعراق بأكثر من عشرة مليارات دولار وهنا يأتي الجانب الاقتصادي من إدارة إيران للازمة وحاجتها للنقد الأجنبي في ظل العقوبات الدولية والاهم من هذا كله استخدام إيران للازمة من اجل المناورات السياسية مع المجتمع الدولي..هكذا بني الأزهر تصوره وهكذا أعلن موقفه الذي جوبه بحملات واسعة لا تقل انفعالية عن الانفعالية الجارية في مناطق الحرب المنكوبة كما أن مطالبة الأزهر بإرسال لجان تحقيقية أمر غير منطقي لجهة ليست مختصة وخاصة في مناطق عسكرية والأفضل دعوة لجان دولية محايدة ومحمية تستطيع دخول مناطق عسكرية للاستطلاع وكشف الحقائق.،وكان على الخارجية العراقية أن تتحلى بضبط النفس ولا تنسى أن سلطتها شهيرة بانتهاكات حقوق الإنسان ومنزوعة الإرادة منذ قيام أول سلطة من مجلس الحكم الانتقالي والى اليوم..وأن تتروى قبل موقفها موضحة أنها ساحة معارك وليست بأجواء إدارية وسياسية اعتيادية تحتمل المثالية النسبية وأن تعد الأزهر بتقصي الحقائق بدلا من التوتر الذي صنعته..إيران تصرح باستفزاز ولا تريد ردود أفعال وتفعل ما يحلو معلنة إياه ولا تريد حسابا والخطيئة بينة تعلنها أنت بنفسك لكنك تنكرها وتقول لا تقل خطيئة بل أنها غلطة وتخطاها.، والعراقيون في موقف لا يحسدون عليه.
هكذا هو الحال المبكي المضحك في العراق وسيبقى العرب على حالهم وتبقى إيران على حالها ما دامت الهزيمة (…)