23 ديسمبر، 2024 10:05 ص

داعش وإعلان دولة الانبار الاسلامية ؟!

داعش وإعلان دولة الانبار الاسلامية ؟!

ضمن المخطط الدولي المرسوم لتنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام “داعش” والذي رسمته له دول عظمى بالتعاون مع دول إقليمية تريد رسم خارطة جديدة للمنطقة ، اذ يهدف هذا المخطط الى إسقاط الانبار كليا بيد الدواعش وإعلانها ولاية إسلامية تمد قوتها من دولة الموصل التي أعلن عنها فيما مضى ، والذي بالتأكيد تم برعاية وتعاون رموز وبقايا البعث الإرهابي وحواضنه من بقايا اجهزة البعث القمعية التي تسعى الى يوم الفرح الأكبر وهو اعلان دولة “الدواعش” الجديدة في الانبار ؟!!!
هناك بعض التقارير التي  تشير بوضوح الى وجود قادة الجيش الحر والقاعدة ، وهم يأملون الصلاة يوميا في مساجد الانبار ، ناهيك عن اللقاء المستمر بالناس من اجل شحذ همهم وزياده الشحن الطائفي والاقتصاص من الصفويين والقضاء على دولتهم نهائياً وإعلان النصر في دخول. بغداد قريبا ؟! .
بالتأكيد لا يمكن لهولاء من رموز القاعدة الجدد ان يتحركوا بهذه  الطريقة في الانبار ما لم يكن هناك مرتع وحاضنة تحركهم وفق استراتيجية ليست أنبارية فحسب بل إقليمية وبالتالي دولية ترسم خريطة جديدة للعراق تبدأ من الموصل وتنتهي بالانبار !! .
عقد الحكومة العراقية المنفرط منذ أشهر مضت قد اكتمل ، بالتصويت على مرشحي وزارتي  الداخلية والدفاع في مجلس النواب ، كما ان الولايات المتحدة رحبت بهذا التصويت وعدته خطوة جيدة في محاربة داعش والقضاء عليهم “ظاهراً” ، هذا التصريح الذي جاء على لسان كيري “أنهما منصبان حاسمان في إطار الجهود التي تبذل من اجل القضاء على تنظيم الدولة الاسلامية “داعش” ” ، من جهتهم يرى المراقبون عدم إمكانية القضاء على التنظيم ما لم تكن هناك جهود دولية ودعم إقليمي يبدأ بتجفيف منابع الارهاب ، وقطع الدعم الإقليمي والدولي للتنظيمات الإرهابية ، وإيقاف تدفق وتدريب المتطوعين والتي كشفت التقارير ان الاعم الأغلب من الإرهابيين هم من الأوربيين خصوصا بريطانيا حيث تشير التقارير ان خمس متطوعين كل أسبوع يغادروا الى العراق وسوريا للقتال الى جنب التنظيمات الا هابية ، كما على الدول الإقليمية خاصة تركيا إيقاف دعمها اللوجستي المقدم للدواعش ومنع تدفق المقاتلين الأجانب الى العراق ، والتنقل بين الموصل وصلاح الدين والانبار مرورا بجرف الصخر ، والقيام بعمليات ارهابية أوقعت المئات من الشهداء والجرحى بين صفوف المدنيين الأبرياء ، والتي زادت من معدلاتها خلال الأسبوع الجاري .
ومع ان الولايات المتحدة التي أعلنت عن إقامة التحالف الدولي ضد داعش ونسقت جهود الدول المنضوية في هذا التحالف  التي اعتبرت العراق من أولوياتها ، الا ان العديد من المختصين وقفوا على مكامن الخلل في هذا التحالف حيث أشروا الكثير من الخلل والغموض والتي لا تتناسب وحجم الدعم المطلوب :-
١) التخاذل الواضح في عدم تكثيف الطلعات الجوية من قبل التحالف الدولي ، كما ان ضعف التنسيق العسكري بين الأطراف جعل تحرك داعش يكون سريعاً بأتجاه احتلال أهداف اخرى داخل المحافظات السنية الثلاث ، ناهيك عن ضبابية النية في ضرب أرتال الإرهابيين ، بل الأنكى من ذلك ضرب رجال الحشد الشعبي في الجبهة الأمامية وخط الدفاع في مختلف الجبهات .
٢) التباطؤ المتعمد في تسليم الأسلحة والأعتدة المطلوبة للجيش العراقي لمواجهة هذه العصابات الاجرامية ، والتي تمتلك عناصرها من اكثر الأسلحة المتطورة والحديثة واجهزة اتصالات غاية في التطور ، خاصة في مجال الطيران الذي اصبح بلافائدة تذكر مع عدم وجود العتاد المطلوب لذلك ، مقابل ذلك التسليح السريع  للبشيمركة وتزويدهم بالاسلحة والعتاد، الامر الذي يثير الكثير من الأسئلة في جدية هذا التحالف في تطوير قدرات الجيش العراقي .
٣) عدم وجود نية حقيقة في تدريب وتأهيل الجيش العراقي ، اذ اصبح الحديث اليوم مجرد اشاعات وحديث إعلام لا اكثر ولا وجود له على الارض .
٤) كما ان التصريحات الاخيرة للساسة وقيادات الجيش الامريكي ان الخطر بدا يداهم بغداد ،و احتمال سقوطها بيد داعش الذي يفتقد الى الدقة والمصداقية ، الامر الذي يجعلنا امام تساؤل عن النية والمغزى من هذه التصريحات والتي لاتقدم التحالف الدولي واهدافه في إيقاف زحف داعش وكما معلن ؟!
هذا التحالف الدولي والذي رفع شعار “محاربة داعش” لايخلوا من اجندات سياسية خطيرة جعلت من مقاتلة داعش والذي لا نعلم كيف اصبح تنظيماً دولياً كبير مدعوم ماليا وسياسيا وعسكرياً لا يمكن لأي بلد الوقوف بوجهه ، جعلت منه خطرا يهدد أمن المنطقة ، والتهديد بتغيير خارطتها المستقبلية .
ومع ان القوات المسلحة بمساندة الحشد الشعبي ورجال العشائر تسترد يوميا وتدريجيا المناطق تلو المناطق من التنظيم الذي استولوا على مساحات واسعة من شمال غرب البلاد ، الا ان الوقت ما زال مبكرا عن الحديث عن انتصار حقيقي على داعش ، اذ ان التقارير الاستخبارية تشير ان الغطاء الجوي لطائرات التحالف اصلح غطاء لحماية داعش وليس لضرب ارتاله وتواجده ؟!!
يبقى الاختبار الأكبر انام قواتنا المسلحة البطلة ورجال الحشد الشعبي في إثبات وجودهم كحماة للعراق ومشروعه الوطني ، وسند حقيقي للعراق وشعبه الجريح ، من خلال التصدي بحزم وبسالة وصبر لهذه الهجمة التكفيرية الشرسة التي تحاول تطبيق مشروع بادين “سيء الصيت ” وفق نظرية طائفية بحتة رجالها “الارهابعثي” .