23 ديسمبر، 2024 10:51 ص

داعش وأيام الجلاء

داعش وأيام الجلاء

أيام معدودات، التي نحتسبها في ميزان البطولة، لرجالٍ لا تلهيهم تجارةٌ ولا بيعٌ، ولا أهلٌ ولا أولاد، عن تحرير أرضنا المقدسة الطاهرة، من براثن الغزاة الطغاة، عبدة الشيطان وأعداء الإنسان، الذين عاثوا بالبلاد، فأقعوا فيها الفساد.

يبقى السؤال المهم: هل أن داعش حديثة الولادة، وستنتهي بإنتهاء عناصرها!؟

أم أن لها فكر متأصل يظهر بين الفينة والآخرى تحت مسميات عديدة!؟

وأنا أقرأ في كتاب”من روائع القصص في تضحيات الصحابة” لمؤلفهِ”ابراهيم النعمة”، والكتاب مطبوع على نفقة الوقف السني العراقي2014م، جاء في الصفحتين29 و30 منه ما نصه:

“ولقد ذهب العلماء مذهبين في حكم من سب الصحابة:

الأول: إن الساب يكون قد إرتكب كبيرة من الكبائر، وإذا إعتقد أن سب الصحابة مباح أو إعتقد بكفرهم فيصير كافراً بإجماع العلماء. يقول الإمام مالك إمام دار الهجرة: (من شتم أحداً من أصحاب النبي(ص) أبا بكر أو عمر أو عثمان أو معاوية أو عمرو بن العاص: فإن قال: كانوا على ضلال وكُفر قُتِل، وإن شتمهم بغير هذا من مشاتمة الناس نُكلّ نكالاً شديداً).

وإذا حدث أن شتم أحد الناس واحداً من الصحابة، ووصل أمره إلى الحاكم، فليس للحاكم أن يعفو عنه، بل يعاقبه بما يناسبه من عقوبة ويستتيبه، يقول تقي الدين علي بن عبد الكافي السبكي: (ولا يجوز للسلطان أن يعفو عن أحد وقع في أحد الصحابة، بل يعاقبه ويستتيبه: فإن تاب قُبل منه وإن لم يتب أعاد العقوبة، وخَلّدَ عليه الحبس حتى يموت أو يرجع).

ولقد كان عمر بن الخطاب حازماً من كل من يشتم واحداً من الصحابة. فلما وقع بين عبيدالله بن عمر بن الخطاب وبين المقداد كلام، فشتم عبيدالله المقداد وعلم بذلك عمر فماذا كان؟ (قال عمر: عليَّ بالجلاد أقطع لسانه، لا يجترئ أحد بعده، يشتم أحداً من أصحاب رسول الله، فهم عمر بقطع لسانه، فكلمه فيه أصحاب محمد فقال: ذروني أقطع لسان ابني، حتى لا يجترئ أحد من بعدي يسب أحدا من أصحاب محمد، ولعله إنما ترك ذلك للأجل شفاعة الصحابة، ولعل المقداد عفا).

الثاني: تكفير من يسب الصحابة، وبخاصة إذا كان مستحلاً لذلك، وهذا ما ذهب إليه أبويعلي الحنبلي، وهناك من فقهاء الكوفة وغيرهم من قطع بقتل من سب الصحابة.”

بالتدقيق نجد كلا الحكمين(الاول والثاني) في سب الصحابة القتل! لكن الاول حدد أسماء الصحابة المعنيين ولا أدري لماذا هؤلاء دون غيرهم من الصحابة!؟ بالرغم من ورود قصة المقداد والذي لم يدرج إسمه مالك فيما أورده من أسماء!؟

أما الثاني فلم يحدد من هم الصحابة ولا نوع السب!

اليوم إن إعترضتُ على فعل عمر بن الخطاب بقطع لسان ولده، وأقول: من أين جاء بهذا الحكم!؟ فلم يرد هذا الحكم في القرآن ولا في السنة النبوية!؟ أكون مستحقاً القتل لأنني إعترضتُ على عمر!

يبقى سؤال: من أين جاء هؤلاء الفقهاء بهذا الحكم(القتل) لمن سب الصحابة!؟ وهل أن الصحابة يختلفون عنا!؟ وبماذا!؟

جاء عن النبي كثير من الاحاديث التي تثني على المؤمن به ولم يره، لأن أصحابه رأوه وعاصروه!

بقي شئ…

على المسلمين تنقيح فهمهم لدينهم، وإلا فمصيرهم مصير “دعش” عاجلاً أو آجلا.