من شدة عشقي للغة العربية, تذكرت كان وأخواتها في كتاب القواعد, وعند سماعي مفردة داعش, وجدت أن داعش أيضاً لها “أخوات وأخوان!” ومع أن داعش ليست وليدة الصدفة, أذ جاءت وفق أرادات دولية, وحكومية؛ وبفعل فاعل منصوب بالغش والخداع!
(كان!) فعل ماضي ناقص, تنصب الأول ويسمى أسماً لها, وترفع الثاني ويسمى خبراً لها! أما (داعش) فهو فعل حالي وحاصل يطبق على أرض الواقع من قبل المتطرفين, وهو يفجر الأول ويسمى ضحية له! ويهدد الثاني ويبقى تابع له! الفرق واضح بين كان وداعش! (علم وحرب لا يلتقيان!)
وسط ترقبات الجميع, وتصاعد فتيل الأزمة, بين حكومة المركز, وقوات داعش المجرمة, يبقى المواطن ضمير مستتر تقديره الموت والتفجير والإقصاء والهلاك وكل معاني الجور والأسى, فعملية ” ثأر القائد محمد” جاءت جراء تراكم عدد من الأخطاء, وازدواجية القرار, لدى بعض القابعين على هرم السلطة.. وأودى بحياة شباب العراق الصامد, كيف لا وهم زجوا في معركة (ضد مجهول) في صحراء الأنبار, لا سيما وأن الطرف الأخر ليس لديه ما يخسره فإذا ضاق عليه الخناق ولى هارباً الى سوريا مستثمراً اضطراب أحداثها, هذا ما جعل الأمر معقد وغير قابل للتروي من قبل القائد العام للقوات المسلحة, لا سيما وأنه ليس لديه ما يخسره, مع بدأ العد التنازلي للانتخابات البرلماني المزمع أجراءها في نيسان المقبل, ناهيك عن تراجع وهجه ونقصان رصيده من قبل الشارع العراقي عموماً, والشيعي على وجع الخصوص! أما حلوله الجوهرية تلخصت بزج شباب الجيش في المأزق, موقف لا يحسد عليه أحد, ظل المالكي مكابراً وهو يستخدم سياسة الــ (فوت بيها وعالزلم خليها!)
لا أود الإسراف في الحديث, ما فعله رئيس وزرائنا (طيح الفاس بالراس!) وما علينا سوى إنقاذ ما يمكن إنقاذه, وجعل ما سيكون أفضل مما كان.
لا خلاص من تلك الإرهاصات ألا بمنح الصوت المعتدل كلمة الفصل والقرار, وتطبيق الحل الأنجع لإرضاء المغضوب عليهم.
مبادرة جاءت من القيادي الأبرز الذي يمثل الخط المعتدل, والفكر المنفتح, من رئيس المجلس الأعلى الإسلامي عمار الحكيم, مقتضاها تقويت الشرطة المحلية في الأنبار, وإعطاءهم فرصة الدفاع عن محافظتهم, وتقويت دور العشائر الأنبارية, كي يتسنى للحكومة ـ ولو بعد حين ـ كسب الصوت المعتدل في الشارع السني المحمل بالغضب على الحكومة الحالية, ناهيك عن أعمار المحافظة وتعويض الأبرياء المتضررين فيها, بموازنة مرصودة ومعلنة, وعدد من النقاط الأخرى.
لا خيار للحكومة سوى الرضوخ أمام تلك المبادرة, ومنحها حيز كبير من التطبيق, لكي ترجع كفة الميزان, الى ما يجب أن تكون عليه, ولوحظ في الآونة الأخيرة, بوادر تطبيق المبادرة, من قبل المالكي, في محافظة الموصل تحديداً’ عندما أعطى العشائر أسلحة متطورة, لحماية المحافظة, وهذا ما يقرب البعيد, ويسهل العصيب, والقادم أفضل,
لأن الحق أحق.. وأولى أن يتبع.