17 نوفمبر، 2024 5:35 م
Search
Close this search box.

داعش موهوب!

غريب الاطوار تلك التي تسمى بالدولة الاسلامية (داعش). حقا هي تمثل الاسلام الحقيقي، ام ماذا؟ ان كانت تمثل الاسلام، فالكثير من المسلمين يقولون بانهم براء من دينهم و رسالة نبيهم. وان لم تمثل الاسلام، فما القيمة العقيدية و الايمانية التي تتباهى بها الكثير من المسلمين, لا سيما الدول الاسلامية، حيث نراهم ساكتين و ساكنين كالشيطان الاخرس، و داعش تقطع رؤوس المسلمين من كل حدب و صوب في بلاط الاسلام و تنتهك محرماتهم و مقدساتهم وهم مكتوفي الايدي، يتفرجون على المذابح فقط؟!

الدولة الاسلامية و بلمحة بصر و في وقت قياسي، بسطت عبر وسائل الرعب و الترهيب و التنكيل، سلطتها على بقاع كثيرة من سوريا و العراق، و من اجل البقاء و الاستمرارية لم يتوان عن القيام بابشع الجرائم تجاه الابرياء.

داعش و بخلطه الحابل بالنابل في تفسير الايات و تطبيقها (حسب تنظير علماء المسلمين في الدول الاسلامية، بما فيها سوريا و العراق!) و احراقه الاخضر و اليابس بذريعة ضعف ايمانهم و هشاشة اعتقادهم، هذا من بين المسلمين، و بقيام المجازر بحق من ليس هم مسلمين و هتك اعراضهم، اثبتت بأنها لا تنتمي الى الانسانية ولو بحبة ذرة.

و الغريب في هذه المنظومة الهمجية و القوة المظلمة، انها ادعت وضع منهاج تربوي و تعليمي جديد و اسس تربوية جديدة، تبطل محتوى ما سبقتها من المناهج و الاسس، مبتغيا وارء ذلك و حسب ادعائاتها، تربية جيل جديد، يسمو فوق كل الاجيال سلفا و خلفا.

داعش و بأمر مباشر من (خليفة المسلمين!) و من خلال نشر بلاغ رسمي، بعد سیطرته علی الموصل و قبیل اقتراب موعد امتحانات الدور الثاني للصفوف المنتهية و غير المنتهية و بدء السنة الدراسية الجديدة و اقبال الناس على المدارس. امرت بفتح ديوان التربية، كما و طالبت الخبراء و العاملين في سلك التربية من داخل حدود دولتهم الهشه و خارج حدودها، بالاستعجال لوضع مناهج تربوية جديدة، و تغير المنهاج التي تسميه ب (مناهج السوء). مطالبة الطلاب بالالتزام بمواعيد امتحاناتهم. و حثت العائلة التربوية على التسهيلات اللازمة بغية قبول الطلاب الجدد و بدء العام الدراسي الجديد.

داعش وفي بلاغها هذا ركزت على نقاط خمس، منها (اعتبار السنة الدراسية 2013-2014 سنة عدم الرسوب، البدء بفتح باب قبول الطلاب في المدارس، بدء العام الدراسي الجديد في

9/9/2014، تحديد 18/9/2014 لاجراء امتحانات الصفوف المنتهية بفروعها، فتح باب قبول الطلبة الموهوبين الذين يتجاوز معدلهم 95%).

في حين ترفض الدولة الاسلامية دراسة علوم الكيمياء و الفيزياء و اللغة الانجليزية، تدعي الموهبة و تشجع الموهوبين. هنا يولد سؤال مفاده: ما المقصود بالموهبة و الموهبين عند داعش؟

بالعودة الى ما رأيناه من مواهب الداعشيين و هم يقومون بجرائم قتل جماعية و اعتداءات جنسية على فتيات دون سن العاشرة. ندرك بأن الموهبة في فكر داعش هي، القدرة اللامتناهية على قطع الرؤوس و الاعناق و هتك الاعراض. و الموهوب من يتصدر بجدارة، سرايا الجزارين و القتلة..

اذن لكي تكون داعشا موهوبا، عليك ان تكون سفاحا بلا رحمة و قاتلا بلا رأفة و مجرما بلا شفقة و منحرفا بامتياز!

أحدث المقالات