دعوا السياسة جانباً أيها الناس وخاطبوا أنفسكم بخطاب الأنبياء الذين أطلقوا أول صرخات المعارضة السياسية.
إذكروا هوداً عليه السلام الذي حارب الطغيان والتطاول في البنيان (أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ؟وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ؟وَإِذَا بَطَشْتُم بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ؟)
وشعيباً الذي أسس للاقتصاد الإسلامي (وَلَا تَنقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّي أَرَاكُم بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُّحِيطٍ)
وكتاب الله إذ حرّم الانتهاكات (ثُمَّ أَنتُمْ هَٰؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِّنكُم مِّن دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِم بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِن يَأْتُوكُمْ أُسَارَىٰ تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ!)
أيها السياسيون العراقيون..أيها التجار..يا شيوخ العشائر..أيها المتنفذون…. إلا من رحم ربي ممن يخاف مقام ربه.. اسمعوها جيداً يا من تريدون قتال داعش: (داعش مرآتكم) وأنتم تريدون قتالها ليس لأنكم تكرهونها، كيف تكرهونها وأنتم من صنعها بأعمالكم؟ لكن لأنها مرآة كشفت سوءاتكم.
لقد استعنتم بالأجنبي حكومةً لتسقطوا نظام صدام، وهم استعانوا بالأجنبي أفراداً وربما حكومات أيضاً ليسقطوا نظامكم، فما الفرق؟ الفرق أنكم حصلتم على شرعية دولية لتدمير العراق ولكنهم لم يحصلوا عليها علناً بل سراً.
أبحتم لأنفسكم الثأر من الموارد البشرية في العراق، من طيارين وضباط وأكاديميين وعلماء ودعاة ومربين، فخلطتم الحابل بالنابل وذهب البريء بجريرة الظالم. وهم فعلوا نفس ما فعلتم.
قتلتم وهجرتم وأحدثتم التغيير الديمغرافي فغيرتم نسب السكان في المحمودية وسلمان باك وديالى والحلة والبصرة وحزام بغداد، فغيروا في تلعفر وسنجار وقرى نينوى وآمرلي.
استبحتم الحواسم وسرقة بيوت المهجرين واستملاك دور الناس عنوةً بحجة أنه دار بعثي أو ضابط، فقاموا بمجاراتكم واستملكوا دور الناس في الأنبار ونينوى بذريعة أنهم موظفون وأعوان للمالكي وباعوا أثاثهم وادّعوا أنها أملاك الدولة!!
سرقتم نفط العراق وبعتموه إلى إيران براً وبحراً ليس الآن بل منذ أعوام، وما ميناء أبو فلوس وليلان و(لنشات) البصرة التي تحدث عنها سعد قصي مراسل الحرة إلا نماذج من تهريب نفط العراق، فاقترفت داعش ما اقترفتم وباعت النفط لكم ولغيركم.
داعش لن تموت بكسر المرآة أيها الخاطئون.
اذهبوا فاغسلوا وجوهكم ثم قاتلوا داعش وغيرها، ولئن كسرتموها اليوم فإن ألف مرآة ستعود لتريكم صوركم كما هي..
حين كان صدام يظلمنا كنا نقول: صدام ذنوب العراقيين جميعاً. واليوم سلط الله علينا داعش والمليشيات لتكون ذنوبنا جميعاً.
تريدون الفلاح؟
(تُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).