بعد تحرير الموصل وغالبية المناطق التي كانت تسيطر عليها المجاميع المسلحة الاجرامية التابعة لتنظيم داعش الارهابي من قبل القوات الاتحادية ودحر القوة القتالية للتنظيم في جميع مناطق تواجدها ، اعلن رئيس الوزراء حيدر العبادي عن انتهاء الحرب ضد التنظيم وسيطرة القوات الاتحادية على اخر معاقله على الحدود السورية العراقية خلال افتتاح مؤتمر الاعلام الدولي في بغداد الذي عقد في التاسع من كانون الاول الماضي في بغداد.
لكن الواقع على الارض وتحركات التنظيم في الآونة الاخير يظهر عدم صحة ما اعلنه رئيس الوزراء حيدر العبادي وان التنظيم مايزال موجودا على الارض ، مع تغيير بخططه العسكرية من القتال الجبهوي الى حرب العصابات والاستنزاف من خلال عمليات نوعية من خلال مجاميعه المسلحة هنا وهناك ومايثبت صحة هذه المعلومات هو تقرير الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق يان كوبيش الذي عرضه على مجلس الامن الدولي في بداية الاسبوع الحالي.
حيث تطرق كوبيش في تقريره الى الاوضاع الامنية في العراق خلال الفترة الاخيرة موضحا ” أنه على الرغم من دحر مايسمى بخلافة داعش، لا يزال التنظيم الإرهابي وخلاياه النائمة، بما في ذلك الموجودة وسط النازحين يشكل تهديداً”، مؤكدا ” أن المدنيين مايزالون مستهدفين في مدينة الموصل والمناطق المحيطة بها وفي عدد من المناطق المحررة الأخرى” ، ومضى كوبيش قائلاً: “ومما يعد مبعث قلق خاص، الشعور الشعبي المتنامي المنادي بالعقوبة الجماعية للأسر التي يتصور وجود ارتباط بينها وبين داعش.
وما الكارثة التي تعرضت لها قوات الحشد الشعبي يوم الاثنين الماضي في قرية السعدونية الواقعة جنوب غربي بلدة الرياض التابعة لمدينة الحويجة ضمن محافظة كركوك ، والتي ادت الى مقتل 27 من افراده في كمين نصبه مسلحو تنظيم داعش الارهابي الا دليلا قاطعا على صحة تقرير المسؤول الأممي واثبات وجود التنظيم على الارض عبر تحريك خلاياه النائمة في المناطق التي كان يسيطر عليها في الفترة السابقة.
الاعلان عن وجود مسلحي اصحاب الرايات البيضاء في سلسلة جبال حمرين والعمليات العسكرية المحدودة التي ينفذها مقاتلو التنظيم في بعض المناطق النائية من محافظات ديالى و صلاح الدين والانبار يثبت وبشكل لايقبل الشك ان تنظيم داعش الارهابي وبرغم خساراته العسكرية الكبيرة في العراق وسوريا ، مايزال موجودا على الارض وهو بانتظار فرصة او ارضية مناسبة ليعيد تنظيم نفسه ويشكل خطرا جديا على الامن والاستقرار في العراق وسوريا والمنطقة.