23 ديسمبر، 2024 4:58 ص

الطيار الاردني معاذ الكساسبة رجل عسكري يعرف تماماً ان الموت امراً محتوماً عليه سواء كان تحت قبضة داعش ام في الجو و هذا امراً واضحاً لا يحتاج الىشرح او التفسير و لكن ما يلفت الانتباه في قضية الطيار الاردني هي الطريقة التي حاولت من خلالها داعش ان تقوم بصفقة لو انها تمت لكانت حققت نصراً يفوق النصر العسكري الذي حققته على الارض فهي تعاملت بدبلوماسية ذكية الى حداً ما و قد اكمتلت العديد من خطوات خطتها و ابرزها اعلان الاردن موافقته على اطلاق سراح ساجدة الريشاوي (التي كانت طعم لا اكثر حيث لا يمكن تصور ان مثل هذه المرأة تمثل اهمية لداعش) شرط ان يحصل (الاردن ) على مايثبت سلامة الطيار الاسير و هذا الشرط كثيراً ما نشاهده في الافلام السينمائية اي انه كان مجرد مضيعة للوقت و اضافة الى ذلك نجد ان الاردن لا تملك سوى هذا الشرط لكي تحاول على اقل تقدير تخفيف الضغوظ التي تتعرض لها سواء من الرأي العام او من عائلة الكساسبة بمعنى انها غير جاده و ربما كانت تعلم ان الطيار قتل فعلاً و لكن الاردن لم تضع في حساباتها انها كانت مجرد وسيط لا اكثر أن نجحت داعش في مخططها فستحصل على رهينتها لدى الاردن (ساجدة الريشاوي) دون ان تفرج عن الطيار بل عن رهائن اليابان فالطيار الاردني قتل منذ شهر تقريباً اي قبل مقتل الرهائن اليابانيين و ان فشلت (داعش) فهي على الاقل استطاعت ان تأزم العلاقات الدبلوماسية بين الادرن واليابان خصوصاً و ان الاردن كانت شبه متأكدة من مقتل الطيار اما اليابان فكانت على يقين ان مواطنيها احياء يرزقون و لو ان داعش لم تخطأ بقتلها الطيار الاردني و سلمته الى الاردن مقابل الريشاوي لكانت داعش حققت ما تريده ايضاً اذ ستوجه اليابان اللوم على الاردن كونها لم تعمل على انقاذ مواطنيها كما فعلت مع طيارها الاسير خصوصاً وانها تملك ورقة الريشاوي التي تستطيع من خلالها مقايضة داعش للحفاظ على الرهائن جميعاً او من تبقى منهم على قيد الحياة.

و لو تابعنا موقف داعش من الرهائن الامريكان نجد انها كانت ترغب في ارهاب الولايات المتحدة الامريكية و من معها نفسياً خصوصاً و انها قد بثت طريقة ذبح الرهينة الامريكية علناً في موقف تحدي للولايات المتحدة و على الرغم من فشل محاولتها في اجبار الولايات المتحدة و ثنيها عن محاربة التنظيم الارهابي و لكنها بالفعل اثارت الرأي العام و لا يمكن بأي حال من الاحوال مقارنة احداث الرهينة الامريكية مع الاحداث الاخيرة سواء قضية الطيار الاردني او رهائن اليابان بأستثناء طريقة القتل و هو ما يعني ان داعش تعمل بهدوء تام يمكنها من تدبير اللاعيب الدبلوماسية و لكن ما ينقصها هو الصبر و قلة الخبرة و ان التحالف الدولي لم يحقق اي نتيجة تذكر رغم طلعاته الجوية و هو امراً لم ينكره البيت الابيض بل اكده في الايام الاخيرة الماضية بل ربما يعزز الشكوك في مدى جدية الولايات المتحدة الامركية محاربة هذا التنظيم و الخلاص منه نهائياً او على اقل تقدير بطىء خطواتها العسكرية في محاربته.