19 ديسمبر، 2024 12:48 ص

داعش قتلنا بالسيف ..والتشريع يقتلنا بعقلية داعش

داعش قتلنا بالسيف ..والتشريع يقتلنا بعقلية داعش

عندما دخل الدواعش الى مناطق الموصل والقرى المحيطة بالموصل اعلنوا انهم يدافعون عن قيمهم ومبادئهم ولهذا فقد اعلنوا ندائهم المشؤوم بان على المسيحيين ان يختارو بين الاسلام او الجزية او السيف ففضل الاصلاء ابناء الوطن واصحاب الارض عبر الالف السنين ان يختاروا النزوح حيث الامان والسلام وبقاء ايمانهم والتزامهم بما يؤمنون لانهم يحترمون كلمتهم ومبادئهم فحملوا الامهم وغادرو الارض التي احبوها واخلصوا لها وبنوا ثقافتها واحبوا من عاش معهم في هذه الارض …وهكذا فازت داعش بسيفها وتهديداتها وانتصرت على المؤمنين اللذيين حافظوا على ايمانهم وتركوا دورهم واملاكهم غير ابهين بما فقدوه من مال وارض وذكريات وتاريخ واختاروا الايمان الذي عاشوا ويموتون من اجله وجاء دور البعض من السادة اعضاء البرلمان العراقي الذين صوتوا قبل ايام على البطاقة الوطنية والمادة 26 من قانون البطاقة الوطنية وصوتوا وفرضوا بقوة القانون على الاولاد القاصرين ان يتبعوا ديانه من اعتنق الدين الاسلامي من احد الابوين ؟؟؟وهذه المادة هي نفسها للمادة 21من القانون 65 لسنة 1973وهي فقرة ومادة مجحفة بحق الانسان والانسانية ولا تنسجم مع قيم الدستور وفقراته المادة 2/ثانيا والمادة 14 والمادة 37 /ثانيا والمادة 41 والمادة 42 كل تلك الفقرات والمواد ولكن البعض من المتشددين والبعض الاخر من القوى التي كان لها مكانة في قلب هؤلاء المظلومين في ساحة تملئها قيم لم تعد متوازنة حيث تم افراغ انسانيتها وحكمت على الطفل الرضيع او الشاب او الشابة بان يختار ما وضعوه له من قانون ليؤمن به …فاي حقوق مواطنة هذه وليتذكر هؤلاء العراقيين الاصلاء ان الاصوات التي منحوها لبعض تلك القوى من خارج محيطهم الايماني واوصلوهم الى كرسي البرلمان نفس هؤلاء صوتوا اليوم ضد تطلعات هذه الشريحة الاجتماعية وليكن ذلك درسا كبيرا لابناء العراق الاصلاء بان يختاروا في المستقبل من ابناء ايمانهم لان الاخرون غدروا بهم واصروا على اصدار قوانين بقوة التشريع جعلتهم في طرف اخر من اطراف الايمان وان تلك القوى التي كنا نعتبرها وطنية علمانية لا تفرق بين هذا وذاك اعلنت صراحة وقوفها ضد تطلعات ابناء العراق الاصلاء ؟ اين القوائم التي تدعي وتنادي بحقوق المواطنة اين الوطنيين في القائمة الوطنية ؟؟؟اين الوطنيين في قائمة الحوار؟؟اين الوطنيين في قائمة اتحاد القوى ..اين الوطنيين في قائمة الكتلة العربية ؟؟اين الوطنيين في قائمة متحدون ؟اين الوطنيين من قائمة التحالف المدني الديمقراطي؟اين الوطنيين في القائمة الكردية التي صوت لها الالف من ابناء شعبنا ؟اين الوطنيين في قائمة التحالف الوطني ؟اين تلك الاصوات التي كانت تصرخ باعلى اصواتها انها تقف مع حقوق الاقليات ؟؟؟اقولها وبكل صراحة ووضوح ان على ابناء شعبنا من العراقيين المسيحيين ان تكون هذه الفقرة 26 ألتي صوت عليها البرلمانيين اللذين صوتنا لهم في الانتخابات الماضية وخذلونا ووقفوا ضد حقوقنا ان تكون هذه الفقرة المشؤمة ذكرى نتذكرها في الانتخابات المقبلة .. وعلينا ان نتذكر هذا الموقف ولا ننساه لهم مطلقا لكي لا يأتون في الانتخابات القادمة ويتلاعبون بمصير شعب اصيل ؟؟لاننا لا نعتب على القوى الدينية والاسلامية التي اعلنت عن نفسها كونها تدافع عن قيم تؤمن بها وهي معروفة..وبمواقفها وتزمتها …ولكن المحزن والمؤلم هي تلك القوى التي صوتنا لها

نحن ابناء العراق الاصلاء وفضلناها على ابناء ايماننا وذهبنا وصوتنا لهم لاننا كنا نعتقد ان افكارهم تتلائم وافكارنا وتدعم تطلعاتنا ولكننا فوجئنا بهم وبمواقفهم التي ادعوها بالمواقف الوطنية وحكموا اليوم على ابنائنا بقوة التشريع للاكثرية ؟؟ كما حكم داعش بقوة السيف … انهم بهذا القراريعملون على الضغط على اهلنا بان يختاروا طرق اخرى لحماية انفسهم ومعتقداتهم وايمانهم ..مع اننا نسمع من هنا وهنالك البعض من الاصوات التي تدعوا الى بقاء هذه الشريحة الاصيلة بارضها ووطنها ؟؟؟؟؟؟؟لماذا يتباكى اليوم البعض على هجرة مكون اصيل من مكونات الشعب العراقي وهو يتصرف ويصوت ضده في التشريع وياتي ليقول له ابقى بقانوني الداعشي ؟؟؟؟؟الا يكفي هذا الظلم على شعب اصيل سكن هذه الارض واستقبل من جائه من الجزيرة العربية بكل محبة وتقاسم معه رغيف الخبز ..واليوم يصوت هؤلاء على قانون يحرم من استقبله واحتضنه من حقوق انسانية تقرها القوانين السماوية والاجتماعية وتتعارض من حقوق الانسان وحرية العبادة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ فهل نستطيع القول اليوم ان داعش قتلنا بالسيف والتشريع قتلنا بافكار داعش ؟؟