23 ديسمبر، 2024 6:07 م

داعش في كركوك … الغاية والهدف !!

داعش في كركوك … الغاية والهدف !!

إن دخول تنظيم داعش الإرهابي بصورة مفاجئة لمحافظة كركوك لم يأت من فراغ وإنما هو أمر وكما يقال ” دبر بليل ” فمن المستحيل أن يدخل هذا التنظيم لهذه المدينة مع وجود قطعات عسكرية وأمنية وقوات بيشمركة وحشد … فكيف دخل هذا التتنظيم الى تلك المدينة شبه المحصنة ؟ أين ذهب طيران التحالف ؟ أين ذهبت العناصر الإستخباراتية ؟ …هل حصلت فجوة وثغرة بين صفوف جميع تلك القوات المتواجدة هناك حتى استطاع هذا التنظيم أن يدخل دون أن تلحظ تلك القوات تسلل الإرهابيين؟ أما من يقول إنهم مجموعة من المتسللين بين النازحين – وهذا من سخف القول – نقول له إن كانوا استطاعوا من التسلل إلى كركوك فمن أين جاءوا بالسلاح الذي بحوزتهم ؟ وهل الصور التي شاهدناها لقتلاهم تدل على إنهم متسللين ؟ أمر لا يصدق به الجاهل دون العاقل, وهنا نحتمل ونتوقع ونرجح إن هناك جهة معينة هي من أدخلت هؤلاء إلى تلك المحافظة وهذه المدينة لغرض معين وهو إحتلال هذه المدينة … وتلك الجهة هي واحدة من ثلاثة :
-إيران والحشد الموالي لها : لغرض فتح جبهة في تلك المحافظة تقوم بها مليشيا الحشد بعدما منعت من دخول مدينة الموصل وهذا من أجل أمرين الأول هو بقائها على الساحة وحفظ كرامتها التي أهينت بعد قرار عدم مشاركتها, والثاني هو من أجل بسط النفوذ والهيمنة على هذه المحافظة المتنازع عليها بين الإقليم والمركز.
-الكرد : وهو من أجل بسط النفوذ والهيمنة الكلية على تلك المدينة وعدم تسليمها إداريا للحكومة المركزية وفق مبدأ من يحرر الأرض فهي له وكل ما حرر بالدم لا يعطى إلا بالدم.
-الأميركان : من أجل تسليم تلك المحافظة إلى الكرد وبالتالي يرفض الحشد هذا الأمر وكذلك الحكومة المركزية ومن خلفها إيران لان كركوك تمثل ثروة نفطية كبيرة, وبالتالي سؤدي ذلك إلى صراع مسلح بين الكرد والشيعة – الإيرانيين – على تلك المحافظة وهي مقدمة لحرب على إيران ومليشياتها في العراق في مرحلة ما بعد داعش.
وهنا نصل إلى نتيجة وهي, إن تسليم كركوك للدواعش هو وسيلة لغاية احتلال هذه المدينة أما من الكرد والأميركان أو من مليشيا الحشد والإيرانيين, والهدف هو الإستحواذ على هذه المدينة وهذه الرقعة الغنية بالنفط, والنتيجة المحتومة هي هناك صراع مسلح كردي شيعي يلوح في الأفق وسببه ” كركوك ” في مرحلة ما بعد داعش أو أثناء مراحل حرب تحرير الموصل .
وإن تنظيم داعش الإرهابي يستغل أي جهة تدفع له أو تدعمه أو تقدم له التسهيلات, وكأن الأمر هو تبادل منفعة بين داعش وهذه الجهة أو تلك, كما بين ذلك الأمر المرجع الديني العراقي الصرخي في المحاضرة السابعة من بحث ” السيستاني ما قبل المهد إلى ما بعد اللحد ” حيث قال …
{{… المنهج الأموي الحكام والسلطة الأموية استغلت الخوارج وظفت الخوارج لصالحهم كما الآن يوظف الخوارج يوظف الدواعش من هذه الدولة ومن تلك الدولة لا تستغرب، هو عنده فكرة عنده معتقد، عنده قضية يعتقد بها، غرر به، الآن من أين يأتيه الدعم ينفذ، من الأميركان من الروس من إيران من الخليج من السعودية من تركيا من سوريا من هذا الحاكم من ذاك الحاكم من الصين من اليابان من الهندوس من السيخ من أي جهة تأتي, عنده فكرة فينفذ هذه الفكرة فاستغل الأمويون استغل حكام بني أمية هؤلاء ووظفوهم لصالحهم ولتحقيق مآربهم وتنفيذ مكائدهم فحصل التزاوج بين التكفير الأموي التكفير السلطوي الأموي وتكفير الخوارج البربري الهمجي وهذا التزاوج تجسد الآن في منظومة وتنظيم ما يسمى بالدولة أو داعش هذا تزاوج بين التكفير الأموي السلطوي الحاكم الماكر السياسي الممنهج تزاوج مع التكفير الهمجي البربري عند الخوارج …}}.
وهذا ما نجده عند تنظيم داعش, فهم عندهم عقيدة وعندهم مشروع قائم على هذه العقيدة, كيف ينفذونه ؟ يستغلون حاجة الدول الإستكبارية والإستخبارات الدولية لهم, وهذا يستغل هذا لصالحه, والنتيجة هي تحقيق أهداف الطرفين.