ئهل استثمر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش” الخطط والتحركات الجديدة القاضية بإعادة خلط الأوراق في المنطقة وإرباك واقعها السياسي والأمني في ظل تطورات الاشتباك الأميركي – الإيراني وإمكانية الخروج بحلول وسطية لأزمة النووي الإيراني عبر إحداث هزة سياسية وأمنية في العراق كانت تداعياتها فقدان محافظتين اثنتين واحدة بحوزة داعش وثانية بحوزة البرزاني فضلاً عن تكريت مركز محافظة صلاح الدين وعدة قرى ومدن فيها وفي محافظة ديالى بين ليلة وضحاها, هل استثمر الدواعش كل ذلك لصالح إعلان دولتهم الوهمية ليركبوا على ظهور من عملوا على استحمارهم وتوظيفهم لغاياتهم السياسية أم أن إعلان إقامة الخلافة هو عنوان من عناوين ستراتيجية هذا التنظيم الاساسية كان تحصيلاً حاصلاً ونتيجة حتمية بعد السيطرة على اراض واسعة من العراق وسوريا وهو أمر مخطط له لإدامة الصراع وتعميقه وإعادة إنتاج لأطر ودوائر حرب الاستنزاف وتوسيعها في سوريا والعراق وإيجاد مبررات إضافية لتنظيم داعش للدفاع عن مكتسبات و “فتوحات” جديدة لا يمكن التنازل عنها بسهولة وهو الذي سارع إلى توظيفها للدعاية والتجنيد عبر إعلان دولة الخلافة المزعومة.
داعش وهو الفرع الرئيسي والأقوى لفروع القاعدة اليوم أُريد له ان يكون تنظيماً مركزياً بديلاً عن القاعدة في المنطقة تمت التهيئة لعملية انشقاقه عن التنظيم الأم بخطوات متدرجة وإعداد قيادة تحمل فكراً متميزاً عن أصولها عملت المخابرات الأمريكية على انتقائها وتأهيلها ففي عام 1998 أُعلن عن تشكيل “الجبهة الإسلامية العالمية لقتال اليهود والصليبيين” وكانت تقوم على أساس محاربة اميركا والغرب عموماً على طريق إقامة الخلافة, أما تنظيم داعش فتقوم ستراتيجيته على أساس قتال المرتدين “السنة” والمنافقين “الشيعة” ومواجهة الجمهورية الإسلامية في إيران والوقوف بوجه ما تسميه بـ “المشروع الصفوي” ويشترك مع القاعدة الأم في السعي لتطبيق الشريعة وإقامة الخلافة أي هو مشروع “قاعدة” معدلة لإثارة حروب الفوضى الخلاقة في المنطقة وإدامة اشتعال ساحاتها .
داعش اليوم أكثر عدداً بعد إعلان دولته بفعل عامل الجذب والاستقطاب وأكثر عدة بعد ان استولى على الكثير من معدات الجيش العراقي فضلا عن التسليح العربي والغربي وهو يمول نفسه ذاتيا عن طريق ما يصدره من حقول النفط التي يسيطر عليها في العراق وسوريا فضلا عن جباية الأموال والإتاوات وما حصل عليه من أموال مصارف الموصل.
الخبراء العسكريون يؤكدون ان قوة داعش تعتمد على منظومة إدارية متمرسة تتكون من قيادات عسكرية سابقة تشرف على إدارة المواجهات العسكرية وتعتمد أيضا على إمدادات لوجستية متواصلة وفرت لها الاراضي التي سيطرت عليها عمقا ستراتيجيا فضلا عن طبيعة التنظيم الشبكية التي تسهل حركته وتفرع خطوط إمداداته مما يصعب المواجهة العسكرية معه.
هل نحن أمام حرب ساخنة طويلة ومفتوحة مع داعش أم أن المعركة لا تحتاج إلى أكثر من عدة أشهر؟ ماذا عن الفصائل البعثية والسنية المسلحة ومشروعها؟ وكيف سيتم التعامل مع مسعود البرزاني واحتلاله لكركوك وسيطرته على حقول النفط؟ ماذا عن مسار الأزمات السياسية والأمنية في العراق وإمكانية حلها وبلورة إرادة سياسية تقود العراق وتواجه المخاطر الوجودية وتمنع تقسيم العراق؟ اسئلة ستتكفل الايام أجوبتها.