23 ديسمبر، 2024 6:42 ص

داعش في الصفوف الابتدائية..!

داعش في الصفوف الابتدائية..!

تبدو القصة غريبة بعض الشيء،فمن الجانب الاسلامي نجد ان الدواعش يعتنقون الدين الجديد بتعصبٍ ولايؤمنون باي شيء خارج اطار التشدد الديني حتى فيما بينهم،ان اخطأ احدهم هدر دمه وصلب في مشانقهم الواهمة، وحتى سلوكياتهم لها امتداد مع الانسان القديم،الفرق بينه وبينهم هو انهم يرتدون قطع قماش اكثر من ما كان يرتدي الانسان القديم.
مامعروف ان تطور الفكر للدماغ البشري بطبيعة الحال هو تسلسلي وصولا الى حالاته المتكاملة في الفترة التي نعيش بها وهو نتاج المعرفة المتزايدة نسبة الى التجارب والاكتشافات التي تدور من حولنا بشكل سريع وهو مايجذب الانتباه في الدول الاجنبية الاخرى حينما تصنع من اللاشيء اشياءً كثر لانها في تسابق مع الزمان ومع انفسها،في حين يجري الترتيب بصورة مغايرة لدى المكون الداعشي الغريب بحركته الرجعية لانه يحكم على نفسهِ وغيرهِ بآلية فريدة التطور تم انتقائها من ايات القرأن الكريم وتجزئتها لينتج منها بضعة سطور يخدعون بها الدواعش كل من ينجذب اليهم بحجة كتاب الله وسنته ومن ثم يوظفونها لما يخدم فكرهم المنحرف عن مسار الرسالة المحمدية فتراهم اناس طبيعيون جدا في المساجد ويصلون ويتحابون مع بعضهم في الحصص الاولى المخصصة لهم على شكل محاضرات يومية منظمة تنخرط في صلب تفكيرهم اوتنصهر مع مبتغاهم على شكل جرعات صغيرة لا تؤثر بهم ولا يشعروا بها حتى يدمنوا على صوت المحاضر واسلوبه فقط،بعدها تتركز جرعات الشهادة وتترسخ في رؤوسهم عبر طرح مبدأ الموت في سبيل الدين والارض والعرض وهنا يبدأ غسيل الدماغ وضخ الافكار المسمومة المبطنة والمطلية بجمال الجنة وما فيها من “حور العين” فالجهاد بنظرهم اقصر الطرق المؤدية لموعدهم الحوري في السماء، وهنا نخلص الى ان ادخال افة التطرف لادمغتهم يتم بموافقتهم ليكونوا قنابل موقوتة تنفجر في اي لحظة لتكون بذلك مكون “داعش” او غيره لان مستوى الفكر البدائي تغلب والمبتغى اصبح قريب.