يتكلم الجميع عبر وسائل الأعلام عن تنظيم أسمه (داعش ) ولكن لا أحد يتكلم كيف أتى أو كيف تكون خصوصا وأنه مرفوض من قبل جميع الفصائل المسلحة في سوريا حتى التي تتبع الى تنظيم القاعدة .
لابد أن نتذكر قبل عدة سنوات وتحديدا بعد الحرب الأمريكية على أفغانستان ومساندة باكستان لهذه الحرب من خلال تأيد الرئيس الجنرال برويز مشرف , شكلت قبائل البشتون في باكستان الممتدة مع أفغانستان (حركة طالبان باكستان) الذي كانت رافضة للحرب على أفغانستان وقامت طالبان باكستان بقطع الأمدادات القادمة من باكستان عن الجيش الأمريكي في أفغانستان والكل كان يذكر ما تظهره وسائل الأعلام من عشرات الشاحنات التي كانت تحرق على الطريق المؤيدة الى أفغانستان .
ووفقا للتسريبات والوثائق عبر المواقع الألكترونية وأبرزها موقع ويكليكيس أن الولايات المتحدة كانت عاجزة عن فعل شيء حيال هذا الأمر لأنها أذا تدخلت عسكريا في باكستان سوف تفتح جبهتين في أن واحد وأيظا سيرفض هذا الخيار من الشعب الباكستاني لأنه يمس السيادة الباكستانية . وهنا أتى تدخل المخابرات الأمريكية CIA وبالتعاون مع المخابرات الهندية التي وفرت العناصر في حين وفرت CIAالتدريب والسلاح والمعلومات وبموافقة الرئيس الباكستاني برويز مشرف الذي كان عاجز عن قتال هذه الحركة لأنها كانت مدعومة شعبيا في البداية من قبل المجتمع الباكستاني, ووفقا لهذه التسريبات ايظا تم أنشاء طالبان جديدة مهمتها التفجير والقتل داخل المدن الكبيرة في باكستان لأسقاط طالبان باكستان وتشويه صورتها من نظر المجتمع الباكستاني والمجتمع الدولي حتى تكسب الولايات المتحدة زخم لقتالها على الأرض الباكستانية . ونجحت هذه الفكرة وأستطاعت طالبان باكستان الجديدة أسقاط طالبان البشتون من نظر المجتمع كما أستطاعت أن توفر معلومات كثيرة عن قيادات طالبان البشتون وأدت هذه المعلومات الى قتل الكثير من قيادات طالبان البشتون بواسطة الطائرات من دون طيار .
لكن بعد وقت ليس بالقصير وبعد رحيل الرئيس الباكستاني برويز مشرف عن الحكم أدرك الباكستانين هذه اللعبة ,ودعت الحكومة الباكستانية الى مصالحة مع طالبان البشتون كما دعت الى وقف غارات الطائرات بدون طيار التي كانت تشنها الولايات المتحدة على معاقل طالبان البشتون ويذهب ضحيتها عشرات المدنين .
أن فكرة داعش مقتبسة من هذه الفكرة , فبعد أن عجز النظام السوري على أعادة السيطرة على المدن التي تسيطر عليها المعارضة(الجيش السوري الحر ) بعد سنتين من القتال برغم من كل الدعم الذي توفره روسيا وايران وبعض المليشيات من العراق ولبنان .
وهنا تم أنشاء تنظيم (داعش) من قبل المخابرات الروسية KGBالذي وفرت المعلومات والأيرانية والسورية الذي وفرتا العناصر والسلاح أستطاعوا من خلال أستغلال الفوضى في تنظيم المعارضة المسلحة (الجيش السوري الحر) والحدود المفتوحة لسوريا وادخلوا هذا التنظيم على الأراضي التي تسيطر عليها المعارضة السورية لتشويه صورة المقاتلين المعارضين لنظام السوري,والذي قام هذا التنظيم باستهداف قيادات مسلحة معارضة لنظام ودخوله في معارك مع المعارضة المسلحة لنظام السوري .
ومؤخرا عملت الحكومة العراقية بهذه الفكرة ايظا في محافظة الانبار لتشويه صورة الأعتصامات ضدها ,لأنها كما كانت تصرح الحكومة العراقية أن تنظيم (داعش) دخل من الحدود السورية وهو موجود في الصحراء الذي تبعد عن مدينة الرمادي 150كليو متر في اقل حساب وحتى الصور التي كانت تبث عن العمليات العسكرية كانت من الصحراء , وبعد مداهمة ساحات الاعتصام أعلنت الحكومة العراقية عن دخول تنظيم (داعش) الى المدينة من الصحراء خلال 12 ساعة فقط وان هنالك أكثر من 150 سيارة وفيها اكثر من 750 عنصر من داعش دخلوا الى مدينة الرمادي ومدينة الفلوجة .
كيف أستطاعت 150 سيارة فيها 750 عنصر ومجهزة بأسلحة مثل الرباعيات والقذائف والأسلحة المتوسطة والخفيفة من دخول مدينة الرمادي والفلوجة خلال12 ساعة فقط وأين كانت القوات الأمنية التي كانت تقاتل في الصحراء وعشرات السيطرات المنتشرة على مدخل المدن في الرمادي والفلوجة وكيف سمحت لها بالدخول .
لطالما كانت فكرة خلق التنظيمات الأسلامية هي أحد أسلحة المعارك في التاريخ الحديث بدأت من تنظيم القاعدة في أفغانستان المدعوم من الولايات المتحدة الأمريكية لقتال الأتحاد السوفيتي الذي كان يحتل أفغانستان الى المليشيات الأسلامية الشيعية المدعومة من أيران التي أستخدمت لقتال الولايات المتحدة في العراق والأن تنظيم( داعش) المدعوم من ايران ورسيا والنظام السوري لقتال وتشويه صورة المعارضة ,خصوصا وأن هذه التنظيمات تحتاج فقط الى عناصر أستخبارتية تستحوذ على عقول الشباب بسم الدين والى قطعة قماش سوداء يكتب عليها (لا اله الا الله _ محمد رسول الله) وأما السلاح فهو موجود في كل مكان .