في تقرير مفصل لإدارة مكافحة الارهاب في جهاز الأمن الروسي FSB يتحدث فيه عن تمويل الجماعات الإرهابية في العراق وأبرزها “داعش” حيث يكشف هذا التقرير عن الطرق التي تتلقى من خلالها هذه الجماعات الإرهابية الدعم ومن مصادر مختلفة ، حيث استند التقرير الى معلومات موثقة ووثائق وصور جوية وتسجيلات صوتية وأفلام مسجلة ومعطيات من اجهزة GPS وتحليل التحركات الميدانية بواسطة GIS.
التقرير أشار بوضوح ان احدى الطرق التي تحصل بمدها داعش على المساعدات من خلال الدعم المالي المقدم من المملكة العربية السعودية ، حيث يشير هذا التقرير ان الدعم المالي يوضع في حساب شركات تجارية تابعة لمسؤولين عراقين في لندن او غيرها ، وتحت عنوان شريك تجاري ،حيث يتم نقل تلك الأموال من خلال أقساط متعددة الى حساب الإرهابي “عزت الدوري ” والذي يقوم بدوره بنقلها داخل العراق الى قادة داعش من خلال أقساط مالية متعددة أيضاً .
التقرير أشار الى طلب عدد من شيوخ الوهابية في السعودية مؤخراً من الملك السعودي تخصيص جزء من عائدات حج هذا الموسم لدعم الارهاب الداعشي ، وتقديم الدعم لعوائلهم وقتلاهم ، رغبة من المملكة في مشاركة ثواب الجهاد .
كما ان التقرير أشار الى المصادر الاخرى للتمويل ومن مصادر غربية تأتي الى مصارف في شمال العراق ، ومن ثم يوزع الى هذه الجماعات من طريق وسطاء في داخل العراق .
التقرير قدم تفصيلا حول السلاح الذي يحصل عليه داعش ، والذي يأتي من خلال المناطق التي سيطرت عليها هذه الجماعات في سوريا والعراق ، والاستيلاء على مخازن العتاد والذخيرة في الموصل ، وتوفير قسم من الدعم اللوجستي من معدات وأجهزة متطورة بالتنسيق مع الحكومة التركية ، حيث تم تزويد هذه الجماعات بأكثر من ٢٠٠ سيارة بيك آب وتجهيزها بمعدات حربية وأجهزة اتصالات حديثة تم تسليمها لداعش .
مهمة تركيا في هذا الجانب تقديم الدعم لقدرة “داعش” العسكرية والعمل على إيجاد توازن في القوة بين هذه الجماعات الإرهابية والجيش العراقي ، كما تقوم القوات التركية بتقديم قطع الغيار والذخيرة للمعدات العسكرية التي اخذها الدواعش من الجيش السوري والعراقي .
الى جانب ذلك تسعى تركيا الى جمع التبرعات النقدية وغير النقدية لصالح هذه الجماعات الإرهابية .
الى ذلك أوكل مهمة التدريب الى الحكومة الاردنية ، من حلال تدريب عناصر داعش المقاتلة ، وتدريب العناصر الاستخبارية وتزويد داعش بمعلومات عن تسليح الجيش العراقي والسوري ، ومعلومات عن بناه التحتية ونقاط القوة والضعف فيه ، وإيجاد مكامن الخلل من اجل القيام بعمليات نوعية ضد الجيشين العراقي والسوري .
هذا التقرير وضع تحت يد الحكومة العراقية والتي يجب ان تأخذه على محمل الجد ، وضرورة إيجاد الخطط البديلة في عملية التصدي لهذا المخطط الخطير ، من اجل تدمير الجيش العراقي ، وتحطيم معنوياته ،لهذا من المفترض ان يكون هناك خارطة طريق لدى القائد العام للقوات المسلحة في تعاطيه مع هذا التقرير ، وحمله على محمل الجد ، بعيدا عن التسويف واللامبالاة التي أنتجت سقوط ثلاثة محافظات بيد الارهاب الأسود .
لا يكفي ان نقاتل أناس لا نعرف من هم ، بل يجب ان نعرف من نقاتل وكيف نقاتل أناس لغتهم الذبح وسفك الدم وتشريد العوائل باسم الاسلام وهو منهم براء .
لا يمكن ان يسير الحل العسكري لوحده ،ما لم يكن هناك حلاً سياسياً ، وإعادة جسور الثقة بين جميع السياسيين ، من اجل طي صفحة مؤلمة أضرت كثيراً بوحدة الشعب العراقي وبناءه الاجتماعي ، والسعي الجاد لإحلال السلام بدل الصراع ، والبناء بدل الخراب ، الثقة بدل الخوف والتهديد ، والبدء بصفحة جديدة لربما نبني عراق ً جديد .