تحدثنا في الجزء الاول من هذا المقال عن دور الاطراف المختلفة في خلق داعش والمساعدة على ولادته ودعمه ليتحول الى عاهرا فاسدا مفسدا في المنطقة وكيف ان كل الاطراف مارست اللواط السياسي معه قبل ظهوره مع اعداد العدة لرجمه عندما تحين ساعة تصفية الحسابات وتقسيم الغنائم وفي هذا الجزء سنواصل شرح دور بقية الاطراف في هذه اللعبة الكونية الكبرى, وسنبين كيف ان داعش سيشغل المنطقة لعدة عقود قادمة.
دعم بشار الاسد لداعش:
من عجائب الدهر كما قلت في الجزء الاول ان يجمع داعش النقائض, فرغم ان التنظيم يهدف الى اسقاط النظام السوري ظاهرا الى ان انسحاب القوات السورية سابقا وحتى قبل ظهور داعش الى الواجهة قد مهد الطريق لولادة ابن الزنى الداعشي وكما قلت فان النظام السوري كان يمارس اللواط السياسي مع التنظيم الداعشي في مرحلة رياض الاطفال وكان قد اخترق التنظيم وادخل فيه عناصراً تبدوا متشددة هدفها توجيه سلاحها الى الفصائل الاخرى واشغالها عن قتالها للنظام بالقتال فيما بينها بحجة تثبيت حكم التنظيم في المناطق المحررة اولا ثم التوجه الى دمشق وهذا ما تم, فقد انشغلت الفصائل السورية الاخرى بقتال داعش وجبهة النصرة تاركة ظهرها مكشوفا للنظام السوري الذي بدأ يزحف بعد ترتيب اوراقه وحقق انتصارات مهمة على الارض دفع الكثير من الدول الى اعادة حساباتها وتخفيف اللهجة ضد النظام السوري, ولا يهم بشار الاسد ان تسقط نصف سوريا كما لا يهم المالكي ان يسقط نصف العراق طالما ان هذاالنصف هو معادي له فهناك تشابه عجيب في الادوار والافعال بين المالكي وبشار وكان المخرج والمخطط هي الجهة نفسها حيث تتكرر اللعبة بنفس الادوات والخطوات, وهكذا كان لظهور داعش انقاذ للنظام السوري حيث سيضطر العالم الى التعامل معه بالحد الادنى خاصة بعد تسليمه لترسانته الكيمياوية وانتهاء الخطر السوري على اسرائيل تماما وبذلك تكون فكرة اسقاط النظام السوري ابعد من اي وقت مضى.
الدور الروسي الداعم لداعش:
روسيا وجدت في داعش ظالتها فرغم ان روسيا داعمة للنظام السوري بقوة وداعش هدفه المعلن اسقاطه اي انه بالنتيجة معادي للتوجهات الروسية الا ان الضغط المتزايد من الاتحاد الاوربي واميركا على موسكو بسبب الازمة الاوكرانية دفعها الى التفكير في وسائل لتخفيف الضغط فقامت بغض الطرف عن سفر الشيشانيين الى سوريا عبر تركيا وبذلك ضربت عصفورين بحجر داعش الاول التخلص من المسلحين في الشيشان والثاني تخفيف الضغط الغربي عليها بسبب اوكرانيا وستعمل روسيا على شراء عينات من الاسلحة الاميركية من داعش باموال ضخمة لكشف اسرارها وتطوير مضاداتها, علاوة على هذا فان وجود داعش له تاثير على واقع الاقتصاد الاوربي بشكل او باخر وسيبدد فكرة ان اوروبا منطقة امنة بشكل مطلق للاستثمار وما تراجع اليورو الى ادنى مستوياته منذ سنتين الا دليل بيّن على ذلك, اضافة الى ان كلف تسليح الكرد والمعارضة السورية ستثقل كاهل الميزانية الاوروبية مع استمرار الخطر الداعشي على اوروبا والتي تعاني اساسا من خطر الدخول في ركود اقتصادي جديد مشابه لما حصل عام 2008.
الدور الايراني وداعش:
لم تنزل القوات الداعشية في صحراء الانبار من السماء لتحتلها في ليلتين فلم نعلم ان الله انزل ملائكة الا في معركة بدر الكبرى مع النبي الاكرم ولذلك فان القوات التي قدمت من الصحراء يمكن الاشتباه بانها كانت صنعية ايرانية مالكية ومدربة جيدا وما عملية المالكي في صحراء الانبار الا لتوزيع الادوار وترتيب الاوراق وعقد الصفقات وارسالها للتنكيل باهل هذه المحافظات وهذا لايعني ان كل داعش هي صناعة ايرانية بل يمكن وصف داعش من انه ولادة ابن حرام من مضاجعة عدة دول وحكومات مع حركات اسلامصهيونية انتجت عاهرا هجينا يحمل في جيناته صفة من كل جهة اشتركت في فعل الفاحشة تلك, وعليه فان في داعش قوات ايرانية وربما انهم عراقيون دربتهم ايران يسيرون على نهج محدد مرسوم لهم وهناك مجاميع تدعمها تركيا ومجاميع يدعمها بشار الاسد ومجاميع امريكية وروسية واوروبية غربية واسرائيلية وهذه المجاميع تتولى القيادات اما وقود داعش فهم من الحمقى والمغرر بهم والمأدلجين طائفيا ومن اعمت عيونهم الحقد على الشيعة وعلى كل مخالف لهم وبل هناك من الاسلاميين السذج الذين يعتقدون بوجوب اقامة الدولة الاسلامية مهما كلف الامر. داعش اشبه بمخلوق مسخ ولد من هذا الزنى المركب, راسه اسرائيلي واحدى يديه تركية فيما الاخرى ايرانية واحدى قدميه سورية فيما الاخرى اميركية وبطنه اوروبي وظهره روسي ودبره صيني ووجهه قطري يضع على راسه شماغاً سعودياً.
وبناءاً على كل ذلك فان الدور الايراني واضح وضوح الشمس وقد يتساءل المرء كيف يكون لعمامة “الولي الفقيه الشيعي الصفوي” دور والظاهر ان داعش تكن عداءا شديدا له ولايران وتقاتل بقوة للوصول الى منفذ يقربها من الحدود الايرانية؟ اقول نعم ولكن من هي هذه المجاميع التي تريد الوصول الى حدود ايران؟ انها مجاميع تدعمها تركية واسرائيل واميركا والسعودية وقطر في حين مجاميع الدعم لايران وسوريا تقاتل من اجل حماية نظام بشار والانتقام من السنة, ومجمايع اخرى تقاتل من اجل مصالح مخابراتية غربية في سبيل تهئية الارضية لتقسيمات قادمة وفرض وقائع على الارض سيتم التعامل معها لاحقا! انها فوضى خلاقة على مبدأ كيسنجر بل انها الحرب العالمية الثالثة تشترك فيها كل القوى الكونية في العالم ولكن هذه المرة على الطريقة التقليدية كما في القرون
الوسطى حيث تخرج الجيوش الى ساحة معركة محددة والساحة في هذه الحرب هو الشرق الاوسط, وكل جهة تعرف ما تريد تتبدل فيها المواقف انياً بين عداء وصداقة على كافة المحاور المتصارعة وبين مختلف الاطراف ولا ثابت في المعادلة سوى وجود داعش والاتفاق على بقائه الى نهاية اللعبة ومرحلة تسليم الجوائز, وكانها مباراة الكل يريد تسجيل هدف في مرمى الاخر لتقوية اوراقه عندما يجلس على طاولة المفاوضات لفك الاشتباك وتقسيم الغنائم ورسم الحدود الجديدة.
لقد حقق الايرانيون من خلال دعمهم المباشر وغير المباشر لداعش اكبر الانتصارات السياسية على المستوى العالمي وربما اكثر من انتصارات الحماقة التركية الماخوذة بغرور القوة, فالايرانيون اثبتوا من خلال داعش انهم البديل الافضل في المنطقة وبدأت اصوات في الناتو والاتحاد الاوروبي تتعالى من اجل ضم ايران الى الجهد الدولي لمحاربة الفكر التكفيري وداعش, وقد تحدث رئيس البرلمان الاوروبي مارتن شولتز قبل ايام ضمن حوار سياسي على القناة الثانية الالمانية عن فكرة الاعتراف بايران كقوة اقليمية قادرة على احلال السلام في المنطقة وضمها الى القوى الاخرى لحل ازمة داعش وحل معضلة الملف النووي. انه نصر ايراني بكل المعايير فايران اوضحت للعالم انها لا تشكل خطرا على المصالح الغربية في المنطقة وانها قوة منضبطة يمكن التفاوض معها وانها البديل الاكثر قبولا كممثل للاسلام السياسي, لان ايجيولوجية الفكر السني في الحكم المتمثل في اقامة دولة الخلافة والبيعة وقطع الرقاب ارعبت العالم في حين قدم الايرانيون نموذجا اخف بكثير يمكن للغربيون التعامل معه, وعليه اذا كان الاختيار بين نظام حكم اسلامي شيعي على غرار جمهورية العمائم في ايران, او نظام سني على غرار طالبان والقاعدة وداعش ودولتهم الاسلامية فان الاختيار سيقع دون تفكير لصالح الحكم السياسي الشيعي. الايرانيين لديهم عقدة القيادة هم يريدون ان يكونوا في المقدمة لديهم حلم الاعتراف بهم كقوة نووية واذا تحقق هذا الحلم فستجد ان ايران ستعترف باسرائيل وتفتح السفارة الامريكية وتعيد العلاقات مع كل العالم بل وستحرص على الحفاظ على المصالح الغربية في المنطقة في حين لا يمكن ضمان ذلك مع داعش او تركيا او حتى السعودية لعدم انضباطهم, ليست كحكومات فقط كما هو الحال مع تركيا بل لوجود التيارات الدينية السلفية الخارجة عن سلطة الحاكم كما في هو الحال في السعودية, بل وتصل الى حد تكفيره وعليه فان السعودية كنظام حكم لا يمكن التعويل عليه خاصة وانه يتلقى اهدافا مستمرة في مرماه من قبل سوريا والعراق وايران والحوثيين في اليمن.
الموقف الكردي من داعش:
في غضم هذه الازمة الكبرى برهن الكرد على انهم على قدر كبير من البرغماتية وتمكنوا من تحويل الكارثة الى فرصة قدمها لهم المالكي على طبق من ذهب, فقد ظن الاخير ان انسحاب القوات العراقية من كركوك ومناطق صلاح الدين الكردية والمناطق المتنازع عليها سيوصل الكرد بدبابات تي 52 العراقية المتهرئة ومدفعيتهم المتصدئة الى حالة الانهيار ولن يكونوا قادرين على الصمود بوجه الزحف الداعشي بمدفعيتها الثقيلة اميركية الصنع واسحلتها المتطورة وحدود تصل الى اكثر من 1100 كيلومتر مع دولة داعش الافتراضية ولذلك كان المالكي ينتظر ان يرى اعلام داعش ترفرف على قلعة اربيل او كركوك وخاب ظنه.
تقول النظرية الراسمالية ان عليك الاستثمار وزيادة الانفاق في وقت الازمات وقلة الاموال وهذا وان كان متناقضا في ظاهره الن انه اثبت صحته على ارض الواقع, من هذا المنطلق فان الكرد عملوا بهذا المبدأ فرغم الازمة الاقتصادية التي سببها لهم امتناع المالكي عن دفع الميزانية وشحة الاموال وحصارا دوليا فرضته بغداد على بيع النفط الكردي في الاسواق العالمية صمد الكرد بل واستثمروا المزيد من خلال استقبال اكثر من مليون نازح مسيحي وايزيدي وشيعي وسني وهكذا برهنوا للعالم انهم سياسيوا دولة يمكن التعامل معهم حتى خرجت المانيا اكثر الدول معارضة لقيام الدولة الكردية من موقفها وبدأت بالتحدث عن امكانية قيام هذه الدولة بل وتجاوزت الدستور الذي ينص على عدم ارسال سلاح الى مناطق الازمات فقرر البرلمان الالماني باغلبية ساحقة ارسال اسلحة الى اربيل لوقف زحف داعش ومنع المزيد من المجازر بالمدنيين وشكرت الامم المتحدة على لسان سكرتيرها العالم بان كي مون حكومة الاقليم على موقفها المشرف في حماية اللاجئين بل ونالت قوات البشمركة الاعجاب العالمي لصمودها امام ماكنة داعش الدموية مقابل انهيار الجيش العراقي النظامي وبدأ العالم بالتعامل معها كجيش نظامي منضبط وقررت اكثر من عشر دول اوروبية كبرى ارسال اسلحة قتالية ولوجستية للبيشمركة امام انزعاج تركي وخيبة امل مالكية وحنق ايراني غير ظاهر فقد حيد الكرد الايرانيين وشكروا موقفهم الظاهر في دعمهم وارسال السلاح اليهم وكانها رسالة منهم ان دولتهم القادمة لن تشكل خطراً عليهم, وحيّد الكرد الاتراك من خلال تدفق النفط الكردي المرخص اليها وتحولهم الى مصدر مهم للطاقة لتركيا, وبذلك اغتم الكرد الفرصة وسيطروا على المناطق المتنازع عليها دون رجعة ما دفع المالكي بعد فشله في ضرب الكرد الى اتهامهم بالتحالف مع داعش وطالبهم بكل صفاقة بالانسحاب من كركوك ليتسلمها الداعشيون وهو ما رفضه الكرد بشكل حاسم معلنين ضم كركوك والمناطق الاخرى الى كردستان والى الابد.
قد يظن البعض انها مبالغة ولكني ادعي انها عبقرية كردية وبراغماتية فعالة اثبتت صوابها لحد الان ولكن لا ثوابت في السياسة فقد تدير تركيا ظهرها لهم وقد تقوم بالانقضاض عليهم اذا حانت ساعة التقسيم او قد يظهر داعش من بين ظهرانيهم من خلال خلايا انصار السنة النائمة اذا علمنا ان قائد قوات داعش في كوباني هو من حلبجة الكردية التي ضربها صدام حسين بالاسلحة الكيمياوية.
أنها معادلة متغيرة بالساعات ولعبة شطرنج متعددة الاطراف ولا يمكن التكهن بها لان لها عدة مخرجين كل منهم يغير المشهد اعتمادا على قرارت ومتغيرات المخرج الاخر ولكن هناك ثابت واحد يراه كاتب هذا السطور وهو ان داعش باقية لعقود قادمة ربما بصور مختلفة للاسباب التالية:
تركيا تريد لداعش ان يبقى خراعة الخضرة لتكون هي المنقذ للمدن الساقطة بيد داعش ولكن بتفويض دولي ما ستعتبره اعترافا دوليا لعملية احتلالها القادمة لمدن الشمال السوري الكردية وللموصل وستعمل تركيا على بقاء داعش في الصحراء العراقية والسورية للتلويح به امام اي معارضة لوجودها في هذه المناطق وستعمل على ان يتقبل سكان هذه المناطق العيش تحت العلم التركي بدلا من العلم الداعشي خاصة اذا استطاعت المباشرة بمشاريع تنمية لساكنها.
ايران تريد لداعش ان يبقى لكي يكون النظام السوري افضل بديل في سوريا من داعش وبذلك تحافظ على محورها العراقي السوري حزب اللهي وانتزاع اعتراف دولي بنفوذها في العراق وسوريا ولبنان واليمن, ولتقديم نفسها على انها البديل الاسلامي المعتدل في المنطقة, وربما سيكون داعش وحماية المقدسات الشيعية هو الغطاء الذي سيحرك القوات الايرانية لاحتلال بقية المحافظات العراقية في حال تقدم الدبابات التركية تجاه الموصل والمدن السورية الكردية.
الشيعة في العراق يريدون لداعش ان يبقى ففيه تشويه لصورة السنة الراضين بداعش اضافة الى ان بقاء داعش في السنوات القادمة يعني عدم اجراء انتخابات في المناطق السنية وبذلك فان الاغلبية المطلقة ستكون لهم اضافة الى محاربة داعش للكرد كنوع من الانتقام منهم.
الاميركيون يريدون لداعش ان يبقى كخليفة للقاعدة التي استنفذت اهدافها وسيكون البعبع الجديد لاستنزاف المنطقة وسحب دولارات النفط من جيوب امراء الترف في الخليج لدعم عجلة الاقتصاد الاميركية وتشغيل مصانع السلاح فيها, وربما تريد الولايات المتحدة انشاء دول طائفية واثنية ودينية في المنطقة لتكون اسرائيل منسجمة معها ضمن التركيبة الجديدة للشرق الاوسط, اضافة الى كل هذا فان ما تقوم به داعش ضيّق على المسلمين في الغرب كثيرا واصبح المسلم حتى المعتدل يشعر بالحرج الكبير من دينه وهو ما يدفعهم للعيش على هامش المجتمعات الاوروبية ما يؤدي الى تحجيم قدرتهم وفاعليتهم في تقديم صورة للاسلام المحمدي الاصيل الذي دفع بعشرات الالاف من الغربيين الى الدخول في الاسلام في الفترة السابقة, ما يؤدي الى وقف الزحف الاسلامي تجاه اوروبا.
روسيا تريد لداعش ان يبقى لتصدير مسلحي الشيشان اليهم, ولسان حالها يقول تريدون دولة؟ هناك دولتكم فهاجروا اليها, اضافة الى ان وجود داعش يوفر فرصة لروسيا للبقاء كمزود رئيسي للطاقة للاتحاد الاوروبي لان مخططات تصدير الغاز من مناطق الانبار التي تم اكتشاف الغاز فيها مؤخرا وكذلك الغاز والبترول من كردستان العراق وعمليات تطوريها لزيادة الانتاج ستتوقف تماما بوجود داعش ولن يتم الاستيعاض عن روسيا بهذه السهولة.
الدول الغربية والموقف من داعش:
ما وفرته داعش للدول الغريبة التي تعمل منذ عقود على وقف الزحف الاسلامي اليها يعتبر هبة من السماء فقد كانت اصابع الاتهام بالارهاب تتجه نحو الاسلام السياسي والحركات المتطرفة ولكن وصل الامر الى اتهام كل مسلم وكل متحول الى السلام واعتباره خطرا على الامن القومي وقد اظهر الاعلام الغربي ان معظم الداخليين في الاسلام يتحولون الى الجهاد والعنف مما يدفع الكثيرين الى التفكر مرات قبل القدوم على هكذا خطوة وبذلك وضعت الكثير من العراقيل النفسية امام من يفكر بالدخول في السلام اضافة الى انه بوجود داعش وتهديدهم المسيحيين يعجل من اكمال عملية هجرتهم الى اوروبا لتفريغ الشرق الاوسط منهم وقد تسمتر هذه العملية لعقود, كما ان خطر داعش سيوفر الارضية السياسية والشعبية لاصدار المزيد من القوانين الصارمة التي تقيد الحريات والتي لا يمكن تشريعها في ظروف طبيعية.
سيستمر السعوديون بدعم داعش ولو على مستوى غير رسمي فهو واجب شرعي واخلاقي وديني مقدس ولذلك ستستمر التدفقات المالية من تجار كبار وسيستمر تجنيد المقاتلين من السعودية للتخلص منهم من جهة ومن جهة اخرى للابقاء على زخم داعش في المنطقة ولعدم اهمال دورها في التفاوض مقابل الاطماع الايرانية.
بشارالاسد بدوره سيستمر بدعم داعش ليتمكن من تثبيت حكمه ونزع الاعتراف الدولي بكونه على علاته افضل من داعش.
الصين من مصلحتها بقاء داعش للقضاء على اية حركات متطرفة على اراضيها من قبل اسلاميين صينيين ولن يتحدث معها أحد بعد اليوم عن حقوق المسلمين او الحريات او غير ذلك.
مصر من مصلحتها بقاء داعش لان السسي سيبقى في ذاكرة المصريين كجيفارا مصر الذي انقذها من براثن داعش الاخوانية في اللحظة الاخيرة والا كانت مصر الان هي ساحة داعش وليس العراق وسوريا وسيحصل السسي على المزيد من الدعم والاعتراف الدوليين حتى من ايران والعراق وروسيا.
أسرائيل ستدعم داعش بقوة بالمال والسلام بلحاظ ان اسرائيل حققت انتصارات كبرى بوجود داعش فقد تم تدميرالترسانة الكيمياوية السورية دون اطلاقة واحدة من اسرائيل وحزب الله مشغول بقتال داعش على الجبهة السورية, والعراق مقسم الى دويلات واضعف من ان يطلق تصريحا واحدا ضدها, وحماس ستجد نفسها بين مطرقة اسرئيل وسندان داعش فهي متهمة بقربها منها وستفقد اي تعاطف دولي في حال اية مواجهة قادمة مع اسرائيل علاوة على فقدانها للدعم المصري واغلاق ممرات تهريب السلاح فاية انتصارات حققتها اسرائيل بداعش.
الموقف العربي السني الشعبي يريد لداعش ان يبقى فهو يرى فيه الامل في الخلاص المزعوم من ازماتها وحكامها, والاسلام السني لا يرى ضيرا في قيام الدولة الاسلامية باية وسيلة كانت, فالفقه السياسي السني يرى ان الغاية تبرر الوسيلة والحاكم يجب ان يطاع
بغض النظر عن الطريقة التي وصل بها الى الحكم وعليه فانه حسب مفاهيم الحكم السنية فان داعش يتمتع بشرعية دينية وهو يريد اقامة الحكم الاسلامي ويحارب الكفار ويقطع رؤوس رافضي البيعة لتحقيق الدولة الالهية فمن يعترض على هذا؟
خلاصة القول: كما يقول الداعشيون “باقية وتتمدد” ستبقى دولة داعش ولكن ربما لن تتمد الا لقضاء حاجة, فتمد سيقانها لاحد زناتها من دول او مخابرات او حكومات ليقضي حاجته ثم تضمها من جديد بانتظار الاخر وهذه العملية ستسمر ربما لعقود قادمة ان لم تكن قضية العالم في القرن الحالي انها اسرائيل الجديدة في المنطقة ولكن بهيئة اسلامية وسيترحم العرب على اسرائيل الحالية ان لم يتحالفوا معها او يستعينوا بها على قتال الدولة الاسلامية فاي فلم هندي هذا؟