سؤال مثير للجدل , نترك جوابه للمحللين والباحثين الكبار ومنهم المتمنطقين بلغة السلطان , ونكتفي بأجترار اسئلة على قدر الحال .
بنت وام من السيدة داعش , عمة وخالة وزوجة من ؟؟؟ , الذي نفهمه فقط انها طرف رابع فاعل الى جانب الأطراف الثلاثة لمكونات العملية السياسية , كثر حولها القال والقيل, اتهمها البعض, انها عصابات ارهابية تسرب اغلبها عبر حدود الجوار ومدعومة من هناك , البعض الآخر يؤكد على انها عشائر عربية عريقة صامدة, وقالوا ايضاً انها كانت ــ ائتلاف العراقية ـــ بعد التفكك اصبحت متحدون والـ ( النجيفي ) اخوة لها بالرضاعة, وهناك اشاعات على ان السعودية رشحت سعد البزاز ليتزوج امها , يقال ان المحافظات الغربية حواضنها , لكنها تمتك حواضن اخرى في البصرة وميسان وبغداد واربيل , ومدينة الصدر ( الثورة ) ما قبل الأحتلال الداعشي .
انها وفي جميع الحالات واحدة من ابرز اطراف العملية السياسية وحكومة الشراكة بشكل خا ص , كغيرها لها جمهورها وناخبيها ولها اوكارها في السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية, لها وزرائها وكتلها النيابية, مدرائها ومراكزها في مفاصل القوات الأمنية ونفوذ شبه مطلق في دوائر الدولة ومؤسسات الفساد العملاقة .
اشكاليتنا : هي معرفة هويتها اهدافها غاياتها وسائلها انتماءاتها القومية والطائفية والعشائرية والعائلية وكذلك الحزبية , شخصياً احترم كل ما هو اصيل رغم ما
سيتركه من سلبيات او ايجابيات, فالمرحلة الراهنة تمتاز بأصالة مكوناتها , وبما ان السيدة داعش واحدة من تلك المكونات , وجب علينا طلب المزيد لمعرفتها .
اختلف حولها المثقف والسياسي , تضامن معها البعض, ونفر عنها البعض , مموهة بالأكاذيب ونفاق الأعلام ومقالات قطعان العملية السياسية , لها مدنها وصحرائها وخضرائها, اشبه بــ مكي ماوس الأمريكي عابر القارات او طنطل العملية السياسية شبح المفاجئات , تقصف الأرض وتطلق المضادات , تظهر في الأنبار سعيراً ثم تختفي تحت عباءة الهدنـة , تحتل الفلوجة لتفرض نظامها وشريعتها وعملتها وتفتح ورشاتها لتأهيل مفخخاتها ولاصقاتها واحزمتها وعبواتها الناسفة استعداداً لمواجهات دموية متنقلة حصيلتها هدنة اخوية وعفو عن ابنائها ( مسلحيها ) واعتبار قتلاها شهداء .
هي الأنبار الصامدة والأنبار النازحة , لا نعرف من معها ومن ضدها , الموت العراقي هو ما يميزها , والأغرب في امرها هو مشتركاتها مع غيرها , هي متحدون وبناتها وهي الخطوط الرمادية التي تربطها بالبعض من مكونات التحالف الوطني , تطالب بالعفو العام ومراكز اضافية تمهيداً لأعادة دورة التاريخ ومعها السلطة الى اهلها الكفؤين ,لأدارة شؤون الأغلبيات ناقصة الخبرة والدراية في شؤون القيادة السياسية والعلاقات العربية الأقليمية , هذا ما تريده , ولا نعلم ما تريده سيداتنا في العملية السياسية وحكومة الشراكة … ؟؟؟؟ .
ما نريد التأكيد عليه , ان مواجهات السيدة داعش متواصلة واهدافها واضحة , فهي تريد استعادة دولة الخلافة الأسلامية وعاصمتها ( الشام حصراً ) سلوكها اما قاتلة او مقتولة , المهم النصر , بعكسها حكومتنا للشراكة الوطنية , لها حساباتها في توقيت مواجهاتها , وحجم المكاسب التي ستتحقق عبر الهدنة , فالجندي ومساكين المناطق الخاضعة لنفوذ داعس , هم في الواقع , مشروع هدنة مؤجلة .
كان بأمكان الحكومة تصفية ( حسم ) الأمر مع الغريمة داعش من داخل منطقتها الخضراء وبفوج متواضع فقط , لتوفر على مساكين الجنود مخاطر الضياع في الصحراء حيث الحدود السورية الأردنية السعودية, كما توفر على مساكين المناطق الغربية مصائب النزوح والتشرد والموت المجاني .
مسرحية دامية وخراب وحرائق فتن يكون المواطن والجندي زيت سعيرها حتى الوصول الى حدود مكاسب الهدنة المؤجلة , فالجندي لا يقاتل من اجل النصر كما هي داعش , بل من اجل هدنة سرعان ما تتبخر من داخل كواليس المكاسب الأنتخابية , ثم يتوكل على اللـه ليصنع بدمائه هدنة قادمة .
ملخص الأمر : السيدة داعش تقاتل اطراف العملية السياسية من داخلها ومن خارجها , بعكسها الأطراف الآخرى لذات العملية , تقاتل نفسها ولديها جبال من بارود الفتن الجاهز للأشتعال , فهي تتقاتل لمفترضات تبتلع بعضها لا ارضية لها على الواقع العراقي ولا ضرورة, هناك نقاط ــ تماس ــ وبيئة مواجهات تحت الطلب , جغرافيات متنازع عليها وسلطات وثروات متنازع عليها , وآخر مبتكرات الأبتزاز والأبتزاز المضاد هي المياه , تلك التي لم نسمع عنها من قبل , نأمل الا تبادر البصرة لقطع النفط مقابل زيادة حصتها من الموازنة بدأً بشفط ارزاق بنات وابناء المحافظات غير المنتجة للنفط عبر البترودولار , انها الكارثة تتسع , تلك التي تشكل ثغرة لمرور السيدة داعش .