23 ديسمبر، 2024 3:10 م

داعش سلاح الاشرار

داعش سلاح الاشرار

في البداية : وجدت نفسي مضطرا لتسمية الاشياء بمسمياتها الطائفية  لذلك ارجو ان تعذروني
كنا نتوقع ان يحدث حدث جلل  يؤجل انتخابات 304 , انتخاب اعضاء مجلس البرلمان , وتوقعاتنا هذه جاءت لسببين رئيسين , اولهما   لعلمنا ان السيد نوري المالكي  حتما سيحقق فوزا مهما فيها  , وثانيهما ان كل الكتل ترفض التجديد للسيد نوري المالكي لولاية ثالثة وهذه عكس رغبة السيد المالكي , وهذا الحدث الجلل لم نتخيله نحن اطلاقا بل كانت فترة ماقبل الانتخابات توحي بذلك  , اشتداد القتال في الفلوجة  , والفيضان الذي اغرق مساحات زراعية كبيرة  في الانبار التي هددت بغداد والمناطق الجنوبية  , ازدياد التفجيرات والاغتيالات في بغداد والموصل

السيد نوري المالكي كان يؤكد في كل  ظهور اعلامي  له أن الانتخابات ستجري في موعدها وأن هناك من يطلب منه تأجيل موعد الانتخابات !!! لكن الحدث الجلل المتوقع هذا حدث بعد الانتخابات وصدق حدسنا لان هنالك من لايريد تشكيل الحكومة الجديدة 

بأعتقادنا أن من فتح الابواب لداعش اراد ان يحدث توازن مابين القوى المتصارعة على السلطة , البيت الشيعي كان متماسكا رغم الخلافات التي تعصف به نتيجة اصرار السيد المالكي على الولاية الثالثة  وهذا التماسك بفضل المرجعية العليا للشيعة والمؤسسات العسكرية والامنية تحت آمرة البيت الشيعي  , اما البيت السني فكان مهزوزا متشرذما ومترددا وضعيفاً امام قوة البيت الشيعي  , فكيف يكون التوازن ؟

التوازن تم بتدخل قوى اقليمية تساند الدواعش , فكل المطلوب هو ازاحة سلطة الحكومة من اضعف نقطة يتواجد الجيش  فيها , وكانت نينوى , لم يدخلها سوى عناصر من داعش تعدادهم لايتعدى تعداد لواء  يقابله اربعة فرق عسكرية بكامل تجهيزاتها ,  رافق دخولهم نينوى  خيانة وشراء ذمم كثيرة واعلام جبار لتضليل الناس مستغله طبعا حماقة القادة العسكريين بالاضافة الى النفس الطائفي المعادي لحكومة المالكي  وبعد نينوى    وجدوا الطريق مفتوحا نحو صلاح الدين نتيجة لهول الصدمة التي تعرض لها الجيش ,
داعش سلاح قابل للشراء و البيع  وصار في حوزة الاشرار , انهم  قنابل تمشي على الارض , عقولهم مغسولة غسلتها ائمة الشر المعممين  

هنالك من هو اكبر من البيت السني , هو الذي يخطط ضد البيت الشيعي , لان القادة السياسين المشتركين بالعملية السياسية اضعف من ان يخططوا لهكذا امر , المجتمعين في مؤتمر عمان هم الواجهة الحقيقية والداعمين لداعش بعد ان فرضت عليهم بعض الدول الاقليمية ذلك .

نينوى , كركوك  , وصلاح الدين  سيعودا لحضن العراق  , سيعودا سواء عسكريا  او بالمصالحة او بتأثير ايراني امريكي , لان الخلاف  المعلن هو على الولاية الثالثة لنوري المالكي وسيحل هذا الخلاف  اما السبب الحقيقي  الغير معلن  هو رفض حكومة شيعية تسيطر على مقاليد الحكم في العراق ,الخاسر الوحيد في خضم هذا الصراع هو السيد اياد علاوي كعادته دوما فهو لايحسبها جيدا بل ينقاد خلف الراكضين  , مسعود البرزاني لديه خلافا كبير مع المالكي  , لكن كتلته حضرت جلسات مجلس النواب وقدمت مرشيحيها لرئاسة البرلمان وستقدم مرشحها لرئاسة الجمهورية ,  لانه يحسبها جيدا  , اما اياد علاوي فلم يفعل , اسامة النجيفي  تحمل فشل اخيه في الموصل وبدأ وكأنه طيع جدا لضغوطات السيد المالكي

ان الوضع في العراق  يبدو للمراقبين انه اشبه ببيت قد مرت به عاصفة هوجاء ويحتاج الى مساعدة اهل الدار لترتيبه مجددا ولكن يحتاج الى اعادة اسس بناء البيت بمعايير مختلفة عن سابقتها  التي سمحت للعاصفة بتقطيع البيت العراقي.