إن طرق تعامل القيادات السياسية في العراق مع الأحداث قد استحوذ على إستغراب شعوب العالم ، حتى أصبح السياسي العراقي مصدر ابتسامة هذه الشعوب نتيجة تصرفاته التافهة والغريبة في نفس الوقت ، فالسياسي العراقي لا يعنيه بلد أو أمن قومي أو القيام بالمشاريع أو الخدمات وغيرها من مهام الحكومات التي من المفترض أن تقوم بها أي حكومة في العالم ، ولكن المهم لديه ماذا سيحصل من أي حركة أو رأي أو موقف يقوم به ولا يعنيه بعد ذلك شيء ، فهذه الموازنة التي تعتبر العمود الفقري لكل بلد في العالم ، لأن بدون الموازنة لا يمكن القيام بشيء لهذا فأن أغلب حكومات العالم تقر الميزانية قبل شهرين من السنة الجديدة حتى من اليوم الأول تنطلق الموازنة ويتم إستثمار كل دقيقة من أجل أنجاز الخطة التي وضعتها الحكومة لتنفيذ المشاريع بمختلف أنواعها ، ولكن في العراق تنتهي السنة والموازنة لم تقر بل تصرف بدون إقرارها وتفرغ الخزينة بما تحتوي من أموال كما في موازنة عام 2014، أين ذهبت الأموال ؟ وكيف ذهبت ؟ وكم كانت ؟ ولماذا لم يستفسر أو يتساءل اي قيادي عن أموال الموازنة ؟؟؟؟، فإذا كانت قضية بحجم الموازنة لا يعار لها أي أهمية تذكر ويأكلها الفساد ( القيادات السياسية ) تحت ضوء النهار وبعلم الجميع فماذا سيكون الحال بالنسبة للقضايا الأخرى الأقل أهمية ؟؟؟ ، فالدولة العراقية تعاني من وباء الفساد الذي تفشى في جميع مفاصل الدولة ، حتى أصبح هذا الفساد شيء عادي يجب التعامل معه كحقيقة يومية فرضها السياسي العراقي وليست ظروف العراق الصعبة ، فكيف نكافح هذا الفساد وبماذا نكافحه ومن يكافحه إذا كان المعالجون وهم القيادات مصدر هذا الفساد فكيف نستأصله ونقضي عليه ؟؟؟ وهذا مضمون قول الإمام علي (ع) ( من ساءت بطانته كمن غص بالماء فإن غص بغيره ذهب إليه ) ،
لهذا فأن ظهور داعش في العراق يعتبر خطيئة من خطايا هذه القيادات التي أنغمست بالفساد واصبحت ثملى ولا ترى أو تسمع إلا سرقة الأموال والأستحواذ على المناصب ، فيمكن للسياسي قبول أي شيء يحاط بإغراأت مالية أو مكاسب سياسية فما سقوط الموصل وخروج داعش الى العلن إلا ثمرة من ثمار اشجار الفساد التي زرعها السياسي العراقي في كل مؤسسات الدولة ، وأن خطر هذه القيادات على العراق وشعبه أكثر بكثير من خطر داعش ، لأن داعش عبارة عن فيروس يقتل ويذبح ويسبي وضح النهار ويمكن القضاء عليه بأي حملة وطنية قوية تقودها قيادات أمينة قلبها على وطنها وشعبها كما يحصل اليوم مع الحشد الشعبي وكذلك القوات المسلحة وهذا كله ببركة فتوى المرجعية للجهاد ، أما هذه القيادات فهي المصدر لكل الفساد في العراق وما الإرهاب الذي يعصف بالشارع العراقي وكذلك سوء الخدمات وكثرت البطالة وأنتشار الايتام والأرامل وضبابية مستقبل العراق كل هذه ثمار الفساد التي تقوده هذه القيادات ، وكل ما يجري اليوم من تحركات على الساحة العراقية إلا عبارة عن صفقات تتوزع بها المصالح وتتغير فيها الأدوار ، أما الوضع الراهن فهو على حاله ليس فيه أي تغير لأن الفساد وقادته لم يشملهم التغير ولكن التغير تم في إختيار الكلمات ومن ثم نوع التصريحات.