19 ديسمبر، 2024 5:41 ص

داعش خبأت الآثار لنا !

داعش خبأت الآثار لنا !

ما استعرضه الدواعش خلال الأسابيع القليلة الماضية من تسجيلات فيديوهات تؤكد أنهم يمتلكون قدرات عالية في صناعة أفلام الأكشن بدقة متناهية، وخير دليل على ذلك فلم حرق الكساسبة، لكن اليوم نريد تحليلا لفيديو تدمير متحف الموصل الأثري حيث توجد بعض النقاط الخفية التي لابد أن نسلط عليها بقعة ضوء حتى نقترب من الصورة الأكثر مصداقية .

 

السؤال الأول: منذ تسعة أشهر وداعش تسيطر على مدينة الموصل وتتحكم بجميع ثرواتها البشرية والطبيعية وما ملكت أيمانهم، فلماذا كل هذه المدة لم يتطرقوا إلى متحف الموصل، وهل من المعقول أنهم بعد كل هذا الزمن تذكروا وجود الآثار والتماثيل التي هي أشبه بالأصنام التي حرمها الله بحسب قوانينهم؟

 

والسؤال الثاني: لماذا لم يفخخوا المتحف بالعبوات الناسفة ويدمرونه بشكل كامل كما فعلوا بباقي الأماكن، فهل من المجدي أن يدمروا متحفا مكونا من ثلاث قاعات كبيرة، فضلاً عن مخازنه بواسطة المطارق؟

 

والسؤال الثالث: هل من المعقول أن داعش تعتمد على الأتاوات لتمويل نفسها في الموصل ويفضلون تدمير جميع الآثار بدلا عن سرقتها وبيعها؟

 

والإجابة أن داعش خلال الأشهر التسعة الماضية كانت تقوم بنقل الآثار من مدينة الموصل ذات الحدود المفتوحة إلى إسرائيل وبعض الدول الأوروبية لغرض بيعها وتمويل عملياتهم الارهابية، حيث يقدر ثمنها بمليارات الدولارات .

 

حيث عرض الدواعش من خلال فلمهم المسجل مجموعة ذات لحى عفنة وبيدهم مطارق كبيرة وهم يدمرون المتحف فظهر أثناء التسجيل سقوط أحد التماثيل الذي انقسم إلى نصفين، وتبين أن لونه من الداخل أبيض ناصع، أي أنه مصنوع من مادة البورك حديث الصنع بينما عند تدمير رأس الثور المجنح كان لونه الداخلي يؤكد أن عمره ألاف السنين من حيث اللون والمادة عكس ذلك التمثال.

 

أي أن الدواعش صنعوا تماثيل مشابه للتماثيل والآثار التي أكملوا تهريبها خارج العراق خلال المدة الماضية وقاموا ببث الفيديو ليضللوا الرأي العام أنهم دمروا كل شيء في المتحف، حتى لا يطالب العراق بقميص يوسف ويغلق ملف البحث بصورة نهائية .

 

ولا أعتقد أن الدواعش المتخلفين قادرون على تأليف مثل هكذا أفلام ما لم يكونوا مسنودين من أطراف دولية خبيثة لها اليد الثانية في سرقة الآثار، حيث وضعت الخطط لذلك.

 

فينبغي على الحكومة العراقية أن تكشف من خلال مصادرها أين رست اثار الموصل، وكيف يمكن إرجاعها  لتثلج صدور العراقيين، الذين نزفت عيونهم دما على ما فعله الدواعش في متحف الموصل الأثري.

أحدث المقالات

أحدث المقالات