5 نوفمبر، 2024 3:30 م
Search
Close this search box.

داعش جيش غوريلا المغول الجدد

داعش جيش غوريلا المغول الجدد

ظاهرة تحول داعش من منظمة عصابات ارهابية  الى دولة وجيش احتلال  بسرعة فائقة  وفشل الضربات الجوية ضده واسلوب القتال العسكري التقليدي معه مع اخفاق منافسيه من المنظمات الارهابية  في القضاء عليه  رغم انها تعتمد اسلوب حرب العصابات ذاته تساؤلات تثير الدهشة ولا تبرر الا بدعم غير عادي لوجستي وبوجود اشراف مخابراتي من قبل المخابرات المدنية والعسكرية الامريكية والاسرائيلية فضلا عن التركية والخليجة له. كيف تمكنت لمجموعة ضئيلة العدد مثل “داعش”،  من أن تفرض سيطرتها على مناطق واسعة من العراق وسوريا، وكيف تظل ثابتة بموقعها بنفس الوقت الذي تشن فيه عدة هجومات في كلتا الدولتين؟ يؤكد الخيراء الاستراتجيين من أن عدد عناصر تنظيم “داعش” في العراق وسوريا يتراوح بين 20 ألف وما بين 31.500 ألف عنصر، بحسب تقدير  المخابرات المركزية الامريكية  لا تكفي لتفسير الإنجازات العسكرية المذهلة التي تمتع بتحقيقها هذا التنظيم.إن تنظيم “داعش” يملك في قلبه التنظيمات المعروفة عسكرياً بـ “جيوش الغوريلا”، وهو تنظيم تمكن من السيطرة على كميات كبيرة من الأسلحة الحديثة والثقيلة.
ورغم الأسلحة التي تتصدر العناوين مثل الطائرات الحربية والدبابات والمدفعيات الثقيلة والسيارات العسكرية المصنوعة في أمريكا قد سقطت بيد داعش، إلا أن معظم عناصر التنظيم لا زالوا مسلحين بتشكيلة من الأسلحة الصغيرة الروسية القديمة ، بالإضافة إلى أسلحة M4/M16 الأمريكية الصنع، والتي يعتمد عليها أيضا  من يواجههم من العراقيين والسوريون.وتمكن التنظيم من الاستيلاء على معظم الأدوات الثقيلة التي بحوزته خلال التقدم الخاطف الذي أجراه في العراق، إلا ذلك ليس الأساس في نجاحهم بساحات القتال، لكنها يمكنها أن تساعد التنظيم في الشك بأي خطط لمواجهته، لأنه يتوجب أخذها في عين الاعتبار في حال مواجهة مباشرة ضمن المسافات التي تضمن قدرة هذه الأسلحة على إصابة أهدافها. عند مواجهة التنظيم في مواقع محددة، يمكن لأعضائه بالفعل استعمال المدفعيات الثقيلة والأسلحة الحديثة والدبابات التي تملك كفاءات أكبر وأفضل فاعلية للقضاء على الخصوم في حالة الهجوم كما في كوباني كما أن “داعش” استخدم دبابة ” M1A1 Abrams” خلال محاولته السيطرة على سد الموصل، قبل أن يتراجع بسبب ضربات جوية أمريكية.وهنا تأتي القوة من الضربات الجوية، خاصة مع هشاشة المدفعيات الثقيلة والدبابات والسيارات العسكرية أمامها، وعند التركيز على شنها في مناطق مفتوحة مثلما حدث في سد الموصل، وما يحصل حالياً في المواجهات بمدينة كوباني. والخبراء العسكريين يرون ان هنالك مالا يمكن للهجوم الجوي فعله، وهو أن يقوم ببساطة من التقليل من أكثر ميزات التنظيم فاعلية، القيادة العسكرية القوية في ساحة القتال،
والتوحد التكتيكي الهائل والعنيف في الهجوم، يمكنني تشبيه أساليب عناصر التنظيم بالهجوم بحملات “بليتزغريغ” الألمانية في بدايات الحرب العالمية الثانية.إذ يعمد عناصر التنظيم على هجوم سريع ومنسق جيداً بدعم من المركبات، والتركيز على نقاط الضعف لدى عدوه، تحت غطاء من القصف المدفعي بعيد المدى مصحوب بقذائف الهاون.وهنالك ميزة عسكرية أخرى تتمثل بالالتفاف حول المراكز الدفاعية لخصومهم، والقضاء على أي مدافع يحاول الانسحاب، وهذا تكتيك نفسي بقدر ما هو مخصص بالتحركات، ويتم تضخيمه من خلال القصص المروعة والتعذيب التي تنشر من قبل التنظيم في المناطق التي يخضع سيطرته عليها.حتى أكثر القوات العسكرية اندفاعاً وأكثرها جاهزية يمكنها أن تجري انسحابات تكتيكية إن شعرت بخطر محاصرتها من قبل عدد غير معلوم من القتلة المزودين بأسلحة أفضل، ولكن ما حدث في الموصل كان مهاجمة التنظيم لقوات قليلة التحفيز، وحتى هجومات مجموعة صغيرة مثل “داعش” أدى إلى زرع الرعب والهلع بين صفوف الجنود.أما مدينة كوباني، فهي تشكل عملية غير اعتيادية لتنظيم “داعش” إلى حد ما، حيث التزم عناصره في معركة ثابتة مفتوحة ساعدت في إضعافهم أمام الهجمات العسكرية، فرغم محاصرة التنظيم للمدينة وقيامه بالعديد من المحاولات المنسقة للاقتراب من مركزها، إلا أن أسلوب “فرم اللحم” الذي تشهده كوباني، بالانتقال من شارع لآخر لن يصب في صالح “داعش.”ضد جيش لا يملك مكاناً للانسحاب، وبدعم جوي، فإن التنظيم، الصغير عدداً والذي يعتمد على العامل النفسي كسلاح له، يواجه تحدياً صعباً، بالتعامل مع شجاعة مقاتلين أكراد أقلاء، هم من يحول دون استيلاء “داعش” على المدينة،
 إن الهجومات الجوية تعتبر أساسية، لكنها لن تتمكن وحدها من إخراج عناصر التنظيم من المدينة.وفيما يتعلق بالأساليب الدفاعية لـ “داعش” يبدو وأنه يعمل على تحريك عناصره القوية بشكل سريع لمواجهة هجمات القوات العراقية والبشمركة كما أن معظم “الجبهات” التي تمتد شمالي العراق وسوريا، يملك التنظيم عناصر قادرين على إيقاف أي هجومات محتملة في خطوط الدفاع باستخدام مزيج من نيران المدفعيات والرشاشات الآلية والقناصين.ووفقاً للوضع الفوضوي للقوات التي تقاتل ضد التنظيم، والعوائق التي تواجه الهجومات الجوية في الحد من التوسع في امتداد التنظيم، قد يبدو ذلك كله كافياً للسماح لـ “داعش” في السيطرة على دولة الخلافة الجديدة ولفترة طويلة من الزمن ان لم يتم القضاء على الحرب النفسية لداعش وخوض حرب استنزاف ضده فضلا عن تجنيد سكان المناطق المحتلة ضد التنظيم الإرهابي وفرض حصار حقيقي  لقطع الامدادات مع تدمير البنى التحتية للتنظيم الإرهابي ان قوة تفوق تنظيم داعش الوحيدة هي في قدرته على خوض حرب نفسية وإعلامية ناجحة ضد خصومه. ان أسلوب الحرب الحاطفة التي يستحدمها داعش عسكريا تكمن  في إن الفكرة الأساسية التي تعتمد عليها استراتيجية الحرب الخاطفة Blitzkriegهي الضرب بعنف وبسرعة بهدف شل حركة الخصم ومنعه من القيام بأي هجوم مضاد.

ويتم الهجوم عادة بواسطة حصار عسكري لعزل إحدى المناطق ثم القضاء عليها.

الإجراءات الوقائية الدفاعية

في حقيقة الأمر إن الحرب الخاطفة التي استخدمتها القوات الألمانية تعد استراتيجية فعالة ومؤثرة للغاية، ولكن الطريقة الوحيدة القادرة على مواجهة هذه الحرب هو القضاء على أهم عنصر تعتمد عليه الحرب الخاطفة، ألا وهو عنصر المفاجأة.

ومن هنا تبرز الحيلة العسكرية في معرفة موقع هجوم القوات الألمانية والاستعداد لها مسبقا للتصدي للمدفعية بالمدفعية المضادة والهجوم الجوي بهجوم جوي آخر.

ولكن التحدي الحقيقي يكمن في كيفية تحديد موقع الضربة العسكرية وهي تلك التي يتم تنفيذها   هذا كله في الجنبة العسكرية لحرب داعش اما سياسية إدارة دولة داعش فهي تتلخص أيضا في القمع المفرط وارعاب وابادة الخصوم والتطهير العرقي كما انها تعتمد نظرية الحرب الخاطفة في أساسها على مفهوم “التسلل” على المستوى العسكري، ولكن يسبق هذا التسلل إجراءات أخرى على المستوى القومي، في إطار مفهوم التسلل على المستوى السياسي، والاقتصادي، والاجتماعي، بهدف تفتيت مقاومة العدو أو إضعافها، وقهره من الداخل، بأقل تكاليف، وفي أقل زمن متاح، فالمهاجم يبحث عن أضعف نقطة في العدو، وقبل إعلان الحرب، يتسلل من خلالها.

1. التسلل السياسي

يهدف إلى تدمير البنيان السياسي للعدو أو تفتيته أو إضعافه، ويستخدم في ذلك العملاء، والمندوبون، وأساليب الحرب النفسية، مثل: الشائعات، وتشويه الحقائق، والتضليل، وبث التفرقة بين المجتمعات، مثل تعظيم مشكلات الفتنة الطائفية والصراعات الحزبية، أو الطبقية، أو بين النظام الحاكم والشعب.

2. التسلل الاقتصادي

يهدف إلى تدمير البنية الاقتصادية للعدو، باستغلال المنافسة والصراع الاقتصادي، والأحلاف والتكتلات الاقتصادية، وأساليب الاحتكار، والإغراق، والحصار الاقتصادي.

3. التسلل الاجتماعي

يهدف إلى شرخ، البناء الاجتماعي للعدو أو تدميره أو إضعافه، ويشمل كل ما يتعلق بالمجتمع والسكان، ويتحقق بأساليب التفرقة، والحرب النفسية؛ لإضعاف الروح المعنوية للعدو، ويؤدي الصراع الثقافي وحرب الإعلام دوراً مهماً في هذا المجال.

4. في النهاية، بعد تحقيق الأهداف السياسية والسياسية العسكرية من التسلل في المجال السياسي، والاقتصادي، والاجتماعي، يأتي دور التسلل العسكري، الذي يكون ذا طبيعة هجومية، لسرعة حسم الموقف العسكري، وتحقيق هدف الحرب.

أحدث المقالات

أحدث المقالات