الحرب على الارهاب في العالم،هو العنوان الابرز ،الذي رفعته ادارة المجرم بوش الابن،ومن بعده الرئيس اوباما،خلال العقد المنصرم الاخير ،بعد ان اطلقوا فرية وأكذوبة دول محور الشر في العالم وكانت ايران اولى هذه الدول،ثم تحول هذا الشعار الى الحرب على تنظيم الدولة الاسلامية(داعش)،فمن صنع داعش ،وكيف تحول الصراع من مواجهة وتحجيم دول الشر ومحوره ،الى محاربة ارهاب داعش وتدمير المنطقة العربية ودولها،ونشر الفوضى فيها ،وما هو المأزق الذي وضعته امريكا نفسها فيه وغاصت الى اذنيها فيه الان ،وهي تستنجد بصديقها اللدود الدب الروسي،لإنقاذها من هذه الورطة ،واقصد بها خطر داعش وتمدده في المنطقة ،وكيف سيتعامل الثعلب بوتين مع ادارة اوباما في الملف السوري،والعراقي،هذه الاسئلة لابد من توضيحها والإجابة عنها لكي تكتمل صورة الورطة الامريكية في العراق تحديدا،والمنطقة عموما ،وللإجابة نقول ان امريكا لم تتورط في العراق،امريكا لديها مشروعها المعروف اقامة الشرق الاوسط،وكذلك ايران لديها مشروعها الكوني التوسعي،وروسيا لديها مشروعها في عودة وجودها ونفوذها وهيبتها في المنطقة،الذي كان منحسرا لعقود طويلة ،نتيجة انهيار اقتصادها وتدهور علاقاتها بعد احتلال العراق،والتي كانت سببا رئيسيا في غزوه وتدميره،عندما وافق الرئيس الروسي ميخائيل غورباتشوف، على احتلال وضربه برشوة مشهورة، من جيمس بيكر ولقاؤه المشهور معه،بعد واقعة لقائه بطارق عزيز في جنيف ورفض عزيز رسالة الادارة الامريكية ورميها في سلة المهملات،هذه المشاريع التي تريده عودة الاستعمار القديم باسم ثورة الربيع العربي او بحجة الحرب على الارهاب وغيرها ،ولكنها في حقيقتها تنفيذ مشاريع استيراتيجية بعيدة المدى،على حساب دماء الشعب العربي،وطمس هويته ومحو تاريخه وحضارته،وتدمير قدراته البشرية والاقتصادية الهائلة ،وبالتالي تدمير مستقبله،اليس هذا ما كان يحذر منه العراق منذ ثلاثين سنة،وخاض حربا ضروسا دامت ثماني سنوات ،مع حكام طهران من اجل ايقاف وإفشال هذا المشروع وتحقق،اليوم يتكرر المشهد ذاته ،ولكن بصورة ابشع واشد قسوة،وأكثر اتساعا،شمل المنطقة كلها ،وبعد كان العدو واحدا هو ايران،نزلت الى ساحة الحرب امريكا بكل ثقلها الاعلامي والسياسي والعسكري،وشيطنت العراق،واتهمته بتمويل القاعدة والعلاقة معها وامتلاكه اسلحة تدمير شامل يمكنها تدمير العالم ب(45) دقيقة فقط اليس هذا كان سببا ايضا بتدمير العراق وإخراجه خارج التوازن الدولي والإقليمي،وهدفا لإطلاق يد ايران كلها في المنطقة ،وتم تدمير العراق كله،ونشر الطائفية وقيام الحرب الاهلية ،وانتشر هذا الوباء باقتناص ايران الفرصة التاريخية لتتمدد الى العراق وسوريا واليمن ولبنان،وتعلن عن مشروعها الجهنمي،الهلال الشيعي الصفوي،والتمدد والتوسع الكوني الديني،وهكذا كانت اولى نتائج الغزو الامريكي،فشل الاستيراتيجية الامريكية ومشروعها العسكري وهزمت في العراق عسكريا بعد تدميره،وتسليم العراق لإيران لاستكمال تدميره والانطلاق منه الى سوريا واليمن وغيرها ،وحصل ما حصل في العراق من تهجير الملايين بفعل الحرب الطائفية التي فرضتها احزاب ايران وميليشياتها في العراق ،من قتل على الهوية ،وتغيير ديموغرافي طائفي واسع في محافظات غالبيتها من مكون واحد او ،تشكل اهمية استيراتيجية قصوى لإيران مثل محافظة ديالى القريبة من الحدود ألعراقية الايرانية وحزام بغداد،اذن فشل الاستراتيجيات الامريكية في المنطقة والعراق ،اظهر عدوان لدودان كنتيجة لهذا الفشل وسببا من اسبابه ،وهما داعش والميليشيات الايرانية التي اسستها وسلحتها ومولتها ودربتها ايران في العراق بحجة حماية المقدسات،كعنصرين متضادين في العقيدة والمذهب،وهما عدوان مفترضان لا وجود لهما تاريخيا، فمن صنعهما اذن ،ولأي غاية ،اذن هما صناعة امريكية اعترفت هيلاري كلينتون وبريطانيا به،كفزاعة تنفذ مشروعها في المنطقة،إلا ان هذه الفزاعة انقلبت عليها ،وأصبحت اكبر خطر يهدد مصالحها ومشروعها في الشرق الأوسط وهكذا الميليشيات الايرانية وأحزابها في ألعراق اذن ما العمل للتخلص من هذين الخطرين،اللذين صنعتهما امريكا وبريطانيا بأيدهما وانقلبا عليهما ،هنا تبدأ عملية مواجهة هذان الخطران،وهو ما يحصل الان في العراق وسوريا،وهذا السبب الذي جعل اقدم عدوين يتوحدان ضد داعش والميليشيات،وهما امريكا وروسيا،فهل التحالف الامريكي-الروسي حالة مؤقتة،تنتهي لحظة القضاء على داعش وأخواتها في سوريا والعراق،ام هو تحالف بعيد المدى ،لنرى الواقع،فالواقع يقول عكس هذا تماما ،نعم داعش عدو الجميع وليس امريكا وروسيا فقط،وكذلك الميليشيات الايرانية،فداعش ذبح السنة والشيعة والايزيدية والمسيحية وهجرهم ولديها مشروعها اقامة الدولة الاسلامية في العالم بعد فتح روما وباريس وواشنطن والقسطنطينية،وكذلك الميليشيات ايضا هجرت وقتلت السنة والشيعة والمسيحيين وغيرهم ،اذن داعش وحدت الجميع ضدها ،رغم العداوات التاريخية الازلية بينها،لكن داعش مشروعه يهدد الجميع لذا يجب ان يتوحد الجميع في الحرب على داعش،وهكذا نرى التحالف الأمريكي الروسي-الايراني للقضاء على داعش وأخواتها في سوريا،وكيري كان يقول عن الجسر الجوي الروسي وإقامة قاعدة عسكرية كبيرة في اللاذقية وقاعدة بحرية في طرطوس،انه( امر مقلق)،وان امريكا لن تسمح بذلك،ثم يطير فجأة في اليوم الثاني الى موسكو،ليطلب منها اللقاء على مستوى وزراء الدفاع والعسكريين،لتحديد استيراتيجية جديدة في سوريا،فهل هي جادة في هذا ،اعتقد ان الهدف هو ابعد من هذا بكثير ،خاصة بعد تراجع استيراتيجية اوباما في تغيير الرئيس بشار الاسد ،ونظامه،الى اجراء انتخابات تشرف عليها الامم المتحدة وتشترك في الحكم المعارضة الوطنية ،ولكن ما يجري في العراق يختلف عنه في سوريا ،بالنسبة لسياسة اوباما وتمدد داعش، امريكا اوقف عمل الحشد الشعبي (الشيعي)، وحجمته ومنعته من دخول المدن وتحريرها في الانبار والفلوجة والموصل،ماذا يعني هذا وهي ترى هروب الالاف من عناصر الميليشيات الى اوربا،لان امريكا تدرك عدم كفاءة الحشد في مواجهة داعش في الموصل والانبار،ولديها دليل معركة تكريت، فهي فاقدة الثقة تماما بالحشد الشعبي(الميليشيات) وكذلك الجيش،لذلك هي الان تتولى المعارك وتحضر لها بنفسها بمعزل عن حكومة العبادي وحتى التنسيق معها، وهذه اهانة وطامة وضربة كبرى للعبادي وأحزاب حكومته الفاسدة،اما في سوريا فهي تعمل مع روسيا وإيران لدحر داعش ومشتقاتها هناك،،والسبب دائما هو الحرب على الإرهاب لكن الحقيقة غير ذلك فشماعة الحرب على داعش والإرهاب ولد لنا (دولة اسلامية) ،في المنطقة اسمها داعش،وهي تتمدد وتهزم الاستيراتيجية الامريكية يوميا في العراق وسوريا وأصبحت ادارة اوباما في ورطة حقيقية الان ،فهل هو تناغم معها ام غباء منها يضمن لداعش هذا التمدد والبقاء…الايام القادمة هي من يجيب عن هذا السؤال المحير فعلا ….