23 ديسمبر، 2024 7:29 م

داعش تنهار إن بيني وبينهم لمختلف جدا

داعش تنهار إن بيني وبينهم لمختلف جدا

· انشغلنا عن البناء بالتصدي للارهاب
· الاختلاف في امتي رحمة
·  تعطلت صروح العلم التي اريد بها ان تملأ العراق الجديد خيرا بعد ان ملأته الحروب والارهاب شرا
 
مسعى خطير، على سراط الموت، يتقدم سائرا عليه جيش العراق، لتطهير الانبار من “داعش” ساحقا افاعي وعقارب وجرذان وسحالي وعظايا، تسفي تحت رمال الصحراء.
بينما يسفح ابناء العراق الغيارى.. جيشا وعشائر.. دمهم، شمس الرمادي تشرق طهورا لتستعيد مدنها نبض الروح العراقية الخالصة، في عروقها، تنشر الحياة.
كم فرصة للارتقاء بواقع المدينة، فرط بها الانباريون، وهم يطاردون “داعش” التي اقضت مضجع الاقتصاد، وحرمت الناس من فرص العمل وتطوير اوضاعهم المعيشية.
المدارس تعطلت والكليات في جامعة الانبار جفت عروق العلم في ضرعها الخصب، الذي ارضع اجيالا تشغل ساحات الطب والهندسة.. تبني صروح العلم والمعرفة وتملأ العراق الجديد خيرا بعد ان ملأته الحروب والارهاب شرا.
أفلت نجوم تمنينا ان تسطع، بعد 9 نيسان 2003؛ فانشغلنا عن البناء بالتصدي للارهاب، وتبددت الجهود، وتآكل الاقتصاد جراء الفساد الاداري، المزروع عنوة من قوى لا تريد بالعراق خيرا.
حتى باتت الكهرباء معجزة، لم يسمحوا للحكومة بحلها، على مدى احد عشر عاما، يرتع العراق خلالها باقتصاد مهيب.. وما لا يدام يتهاوى، تلك هي حتمية تكنلوجية، قائمة على مبدأ الاندثار الاستهلاكي في الطوربينات وسواها، فنحن في النازل لأنهم يكتفون البلد عن الارتقاء بأهله.
البعض يريد اختصار العمل، بتسلم النتائج الجاهزة، من دون جهد.. يتعب العراقيون.. جيشا وشعبا، في مقاتلة الضواري المتوحشة؛ لأجل ان تنعم ثلة بالمغانم على الجاهز.
والبعض حاضرون للاعتراض، من دون ان يعرفوا علا مَ ولمَ يعترضون، ربما يلوحون بان الطرح خطأ ونتائجه وخيمة على الشعب، قبل ان يتم الطارح كلامه.
بينما الشرع والدراسات الاكاديمية، وسياقات الحياة العامة، تقتضي الاصغاء جيدا للآخر؛ بغية ادراك المقاصد.. ما له من فائدة، وما عليه من استحقاقات، واجبة التسديد.
لكنهم يعترضون؛ لأقلاق سياقات عمل الدولة؛ فهم مندسون داخل العملية السياسية، باوامر من اطراف تتربص بالعراق الدواهي؛ نتيجة عقد طائفية ومصالح اقتصادية.
المشكلة.. برغم الانتصارات التي تحققها قواتنا الوطنية، على “داعش” لكن المعركة تجري على ارض عراقية، هي الانبار.. “إذا رميت يصيبني سهمي” وكما يقول المثل الشعبي، حين يختلف ابناء العم، في ما بينهم: “بيك.. بيك”.
وما يحصل ليس خلافا بين طائفتين، انما كلاهما يقاتلان عدو الوطن صفا، وكفى بما افرزته الايام الاخيرة، من مؤاخاة اهل كربلاء مع اهالي الرمادي، وهم يستقبلون النازحين من مناطق القتال في الانبار، على الرحب اهلا، وبالسعة كرما.
فتبارك العراق سيد نفسه، لا تلوثه احتقانات فئوية ساذجة؛ قدر ما يؤكد قول الرسول محمد.. صلى الله عليه وآله: “انما الاختلاف في امتي رحمة” وهو اختلاف سعي في بلاد الله واختلاف رأي، كلاهما يضيفان رصيدا فكريا لشريعة الاسلام.. من خلال الجدل والحوار المستفيض، من دون ان يفسد للود قضية.
خمس رسائل فقهية، اريد بها تيسير اداء المناسك على المسلمين؛ كل ينتهج الاقرب الى إمكاناته وهواه لكن رهانات المبغضين، احالتها الى فتنة انعطفت بها نحو الباطل، عن مسار الحق الذي وضعت لأجله.