11 أبريل، 2024 8:43 م
Search
Close this search box.

داعش تميط اللثام عن النفاق

Facebook
Twitter
LinkedIn

اليست داعش احدى نتائج الاستبداد العربي والاسلامي الذي يمارسه حكام استولوا الى السلطة بالقوة متواطئين مع الغرب الامريكي الذي يمارس الارهاب بشكل منظم بارادة سياسية كاملة من الادراة الامريكية ، بشقيها التنفيذي والتشريعي ، الم يكن اسلاف الداعشيين حلفاء لامريكا وممولين سعوديا في ايام الحرب الباردة بين الاتحاد السوفياتي والغرب ، لماذا كانوا مجاهدين بالامس واصبحوا اليوم ارهابيين ، فالارهاب والجهاد من وجهة نظر الامريكيين وحلفائهم من الحكام العرب صفات مرهونة بمصالح محددة لا علاقة لها بدين او قيم مدنية ، مصالح قد بدا التخطيط لتحققها باحكام قبل اندلاع الازمة في سوريا ، اذ أشار تقرير صدر في النصف الثاني من عام 2010 إلى أن الإدارة الأميركية عقدت صفقات بيع أسلحة بمليارات الدولارات مع دول الخليج العربي قدرت بما يزيد عن 120 مليار دولار، منها 60 مليار للسعودية المدافع الابرز عن المصالح الامريكية ، منذ ان شكلت سدا في وجه ما اسمته بالمد الاحمر السوفياتي الى يومنا هذا ، ففي كتابه الامير الذي يتناول سيرة حياة بندر بن سلطان بن عبد العزيز يورد المؤلف وليم سيمبسون اعتراف بندر بانه كان وراء محاولة اغتيال السيد محمد حسين فضل الله كرد انتقامي على نسف مقر قوات المارينز في لبنان عام 1982 ومقتل اكثر من 350 شخصا في هجوم استشهادي لاحد المقاومين اللبنانيين ، وهذا غيض من فيض ماثر الاسرة المتسلطة على جزيرة العرب.
بداية اود اوضح ما قد يلتبس فهمه فارمى بالارهاب الذي اكتويت بناره من السلف والخلف ، فانني اسلط الضوء على حقيقة واضحة ، كما واؤكد بانني ورغم ايماني باهمية البحث الموثق بالاسماء والعناوين ساتجنب ذكر السند في الروايات التي ساسوقها تحاشيا لاية حساسية من جهة ، والماحا الى انني ارى ، ولكن بلا يقين ، ان بعضها موضوع سيق بعنعة امتلات باسماء معروفة ، بعض هذه الاسماء لها فقه رصين ، ولكن من اراد ان يتاكد يرجع الى مصادر التراث الفقهي والسياسي الاسلامي ، الممتلاة بنصوص لا تحصى على امامة المتغلب ، فالماوردي مثلا ، وهو منظر الفقه السياسي الاسلامي في العصر الحديث يقول : اختلف أهل العلم في ثبوت إمامة المتغلب وانعقاد ولايته بغير عقد ولا اختيار، فذهب بعض فقهاء العراق إلى ثبوتها وانعقاد إمامته، وحمل الأمة على طاعته ، وإن لم يعقدها أهل الاختيار، لأن مقصود الاختيار تمييز المولى وقد تميز هذا بصفته ، وذهب جمهور الفقهاء والمتكلمين إلى أن إمامته لا تنعقد إلا بالرضا والاختيار، لكن يلزم أهل الاختيار عقد الإمامة له ، فإن اتفقوا أتموا ، لأن الإمامة عقد لا يتم إلا بعاقد ، واما أبو يعلي فيروي أن الخلافة تثبت بالقهر والغلبة، ولا تفتقر إلى العقد ، فقال في رواية : من غلب بالسيف حتى صار خليفة وسمي أمير المؤمنين فلا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يبيت ولا يراه إماماً، براً كان أو فاجراً” ، وفي رواية اخرى : من يطلب الملك، فيكون مع هذا قوم ومع هذا قوم تكون الجمعة مع من غلب”.
اما القدماء ، فابن قدامة المقدسي يقول : ومن ولي الخلافة واجتمع عليه الناس ورضوا به ، أو غلبهم بسيفه حتى صار الخليفة، وسمي أمير المؤمنين، وجبت طاعته، وحرمت مخالفته، والخروج عليه، وشق عصا المسلمين ، واما القسطلاني فيتقدم خطوة الى الامام ، اذ لا يختلف مع غيره الفقهاء فيما يقوله في وجوب طاعته الا انه يلزم بمجاهدته في حال كفره ، فيقول : قد أجمع الفقهاء على أن الإمام المتغلب تلزم طاعته ما أقام الجماعات والجهاد ، إلا إذا وقع منه كفر صريح فلا تجوز طاعته في ذلك بل تجب مجاهدته لمن قدر ، وفي الاتجاه نفسه يذهب ابن حجر فيرى لزوم طاعته وحرمة الخروج عليه الا اذا كفر ، حيث يقول : قد أجمع الفقهاء على وجوب طاعة السلطان المتغلب والجهاد معه، وأن طاعته خير من الخروج عليه، لما في ذلك من حقن الدماء، وتسكين الدهماء ، ولم يستثنوا من ذلك إلا إذا وقع من السلطان الكفر الصريح، فلا تجوز طاعته في ذلك، بل تجب مخالفته لمن قدر عليها ، والواقع ان القول في الخروج عليه اذا اظهر الكفر الصريح كلام قد لا يكون له معنى ، لانه اغتصب ارادة الامة في الحكم تحت عنوان الخلافة الاسلامية ليعلن نفسه خليفة للمسلمين واميرا للمؤمنين فلا يعقل ان يظهر الكفر بل سيظهر للناس كل ما يعزز صفته كخليفة للمسلمين وامير للمؤمنين ، خاصة اذا ما علمنا ان الفسق والفجور والظلم وتعطيل الحدود مقبولة منه ، كما يقول النووي في شرحه لصحيح مسلم ، وهو قول البيهقي ايضا :
ان جماهير الفقهاء والمحدثين والمتكلمين يقولون لا ينعزل الخليفة المتغلب بالفسق والظلم وتعطيل الحدود، ولا يخلع ولا يجوز الخروج عليه بذلك بل يجب وعظه ، وأما الخروج عليه وقتاله فحرام بإجماع المسلمين، وقال الباقلاني: لا ينخلع الإمام بفسقه وظلمه بغصب الأموال، وضرب الأبشار وتناول النفوس المحرمة، وتضييع الحقوق، وتعطيل الحدود، ولا يجب الخروج عليه بل يجب وعظه ، وسيطول بنا الحديث اذا اردنا سرد كل ما روي في هذا الموضوع ، ولكن ما يمكنني قوله ان الروايات كثيرة في امامة المتغلب ووجوب طاعته التي لا تسقط بالظلم والجور والفسوق وتعطيل الحدود ، ولا ادري ما بقي من الاسلام بعد هذه الممارسات الكافرة ليستثنى الكفر الصريح ، اذا يمكن القول ان هذه القضية متواترة ومستفيضة فيها الرويات ،
بل هي من المسلمات التي تمتد تنخر بالفكر المسلم ابتداء من انقضاض الامويين السلطة واغتصابهم لارادة الامة وحقها في الاختيار الى يومنا هذا ، من اغتصاب الحكام العرب من روساء وملوك وامراء وسلاطين ، وهذه مسلمة لا يناقش فيها احد حتى جاءت داعش ، لتميط اللثام عن وهم عالق في اذهان مهترئة يتراى كحقيقة ، فتعالت الاصوات من شرق العالم وغربه تستنكر ما قامت به ، ولا ادري ما هو وجه هذا الاستنكار ، اهو ارهاب داعش ؟ فالدول الغربية الثلاثة التي تقود التحالف ضد داش دول ارهابية بامتياز ، فرنسا مارست الارهاب بابشع صوره في الجزائر ، وبريطانيا مارست الارهاب عندما سلمت مفاتيح القوة الى منظمات الارهاب الصهيوني لترتكب ابشع المجازر في فلسطين ، اما امريكا فارهابها لا ينسى في اليابان وفيتنام وافغانستان والعراق وفلسطين ، اما بالنسبة الى الحكام العرب الذين علت اصواتهم تدعو الى نبذ التطرف ، وحلقت طائراتهم يقودها الامراء والنساء بامرة الحلف الامريكي البريطاني الفرنسي لتقصف اوكار داعش ، فمن منهم ابتداء من اول مغتصب لسلطة الامة اقصد معاوية بن ابي سفيان ، الى اخر مغتصب لها ، اقصد حكام اليوم ، بريء من خطيئة الارهاب والتطرف لكي يحق له رمي داعش بحجر ، هل ينكر احد ان ابا بكر البغدادي لا يختلف عن معاوية بن ابي سفيان بشيء ، بل انه في خروجه هذا اكثر مشروعية من معاوية لانه لم يخرج على امام مبايع ، خاصة وان فقهاء السياسة الاسلامية قد فصلوا في هذا حيث قالوا أَمَّا الِاسْتِيلَاءُ عَلَى الْحَيِّ فَإِنْ كَانَ الْحَيُّ مُتَغَلِّبًا انْعَقَدَتْ إمَامَةُ الْمُتَغَلِّبِ عَلَيْهِ ، وَإِنْ كَانَ إمَامًا بِبَيْعَةٍ أَوْ عَهْدٍ لَمْ تَنْعَقِدْ إمَامَةُ الْمُتَغَلِّبِ عَلَيْهِ ،
وهذا يعني ان ابا بكر البغدادي ينظر اليه وهو ينصب نفسه خليفة انه متغلب على متغلبين لا بيعة لهم في عنق احد ، لان الموجودين من حكام العرب والمسلمين لا احد فيهم وصل الى الحكم بعد بيعة بل هم مثله متغلبون ، استولوا على الحكم بالقوة الغاشمة ، وستمروا فيه بالاستبداد والتنكيل وقهر الشعوب وان معظمهم مظهرا للكفر بتصرفه وان اظهر اسلاما بلسانه ، والبغدادي على ما يبدو انه مظهر للاسلام ، حسب فهمه هو ، اما تصرفاته التي توصف بالارهابية فانه لا يعجز عن اثبات شرعيتها بفقهاء السلاطين الذين يناصبونه العداء ،
وفي الروايات التي وصلتنا عبر كتب الحديث ، كالحديث الذي تفهم منه الدعوة الصريحة الى قتل اطفال المشركين بقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ان شئت أسمعت تضاغيهم في النار ، ولا ادري كيف يدعو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الى قتل اطفال مشركين غير مميزين ، وهو الذي بلغنا قوله تعالى { واذا المؤودة سئلت باي ذنب قتلت} وهذه الاية الكريمة المشحونة بحس عاطفي دافق يشعر بالفاجعة المترتبة على قتل طفلة مشركة قطعا من ابوين مشركين بلا جدال ، والسؤال الاستنكاري عن ذنبها في المنطوق يفيد بالمفهوم براءتها ، كما يقول علماء الاصول ، وان من يبرئه الله تعالى لا يجرّمه احد ، وما يرويه ابن حجر في كنز العمال عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم انه قال “يا معشر قريش أما والذي نفسي بيده ما أرسلت إليكم إلا بالذبح” ، ولا ادري ايضا كيف يقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم انه جاء بالذبح في الوقت الذي يبلغنا قول الله عز وجل { وما ارسلناك الا رحمة للعالمين } انا متاكد من ان فقهاء السلطان لهم تفاسير جاهزة لتلك الروايات والاحاديث والايات ، تقدم حسب الطلب ، ولكنني اقول لهم انني اؤمن كما تؤمنون بان ظاهر النص المقدس حجة ما لم يرد بالنص المقدس نفسه تخصيص لعام او تقييد لمطلق او تفسير لمجمل او تعليق لحكم انتفى موضوعه في ظرف محدد ، يطلقون عليه نسخا ، واطلق عليه التعليق ، لان التعليق مؤقت محاط بظروف انتفاء الموضوع في ظرف ما ، واذا ما عاد الموضوع سيعود الحكم المعلق فاعلا ، عكس النسخ فهو انتفاء مطلق للحكم ، وهو يشبه القول بالبداء وكان الله قد بدا له امر ما فنسخ الحكم بحكم اخر وتعالى الله سبحانه عن ذلك .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب