23 ديسمبر، 2024 5:26 م

داعش تغير وجهتها للشمال تغير تكتكي… أم خيبة امل…!!؟

داعش تغير وجهتها للشمال تغير تكتكي… أم خيبة امل…!!؟

فجاءة غيرت داعش بوصلتها اكثر من “360 ” درجة ووجهتها الى كردستان العراق حيث الشمال ذو المناخ المعتدل والظل الكثيف واشجار الجوز واللوز والنبيذ الطبيعي لتعيش جواَ رومانسيا اكثر وهي تحيي شريعة جديد (مناكحة المجاهدين) وهربا من سخونة الجنوب ذو الصيف القـائض والحر الشديد ؟؟ الامر الذي اثار عدة تساؤلات وعلامات استفهام اهمها ان هذا التغيير جاء مفاجئ للتوقعات بعض الشيء , كون ما جرى في الموصل” القارئ يعلم” كان بمعية الكرد ومساعدتهم بشكل او باخر “فداعش” قد اعطت الامان ضمنا للكرد وبعض العشائروالاقليات في الشمال للعيش ضمن دولتهم “الفتية بامن وامان.؟, فقد منحت الامان وارسلت برسائل تطمينه للتنظيمات العاملة في الارض كتنظيم “النقشبندية “وانصار حزب البعث وتنظيمات اخرى. كإجراء اولي لان دولتهم “فتية” ! فمن باب اولى كسب دو الجميع الى ان يتحقق الهدف !!؟ , ومن ثم تنقض عليهم بعدما يشتد عودها وهي فعلا نجحت في هذا المهمة وطلبت منهم المبايعة وكذلك الطوائف الاخرى الايزيدية والمسيح وحتى العرب السنة فقد اوهمتهم بانهم ليسوا من ضمن قائمة الاعداء فاصطفوا حولها في بداية الامر, وقد اظهرت الفضائيات صورا لا بناء الموصل وهم يستقبلون داعش ,ولا يستطيع احد ان يقول عكس هذا لان الصور لازالت موجودة؟ على اعتباران داعش هي المنقذ مما يسمونه خطر الشيعة و حكومتهم الظالمة الى حكومة اكثر عادلاَ “؟؟
طبعا ان داعش لا تحترم تلك الوعود والجميع بات يعرف ذلك ابتداءً؟ فهي ليست لها امان ولا تحترم اي تحالفا مع اصدقائها فضلا عن اعدائها فقد تنصلت منذ اللحظة الاولى عن شركائها من التنظيمات او لنقل من ولدت من رحمها كتنظيم القاعدة والنصرة …ووضعت الجميع اما خيارين لا ثالث لهما أم مبايعتها او القتل!؟ فلم يكن معرفا مثلا تنظيم داعش الارهابي الذي خرج علينا بقدرة قادر.؟
وثمة امر هام أنه لمن السذاجة ان نقول ان داعش لا تفهم في الامور العسكرية فهي تعلم ماذا تخطط؟ وتعرف كيف تصل لمبتغاها.؟ ..فهي من تحدد المكان والزمان لنوع الهجوم القادم؟ لان في حقيقتها هي ليست تنظيما عشوائيا لا يعرف ماذا يريد بل خلفها من يخطط وبدقة متناهية جدا؟؟
فقد يذهب البعض لا أسباب هذا التغيير كنتيجة طبيعية لما يجري على الواقع حيث علمت داعش ان الزحف لا سقاط ما سموها “بغداد” عاصمة الشيعة الرافضة” بات من المستحيل في ظل الوقائع على الارض .
فالشيعة الرافضة” العدو الاول والاخير لداعش لم يعد بمقدورهم الوصول لعاصمتهم ووضعها تحت تصرفهم في ظل يقظة الشيعة المنقسمة اصلا وتوحدها في مقاتلة داعش فقد كانت الاخيرة تتصور انها قادرة للوصول الى العاصمة في ظل انقسام واضح للبيت الشيعي وهذا ما بات معالمة واضحة في العملية السياسية المتلكئة بعض الشي.
فقد استغلوا هذا التوقيت الحرج الذي تمر بة العملية السياسية في العراق والذي كانت فيه الشيعة في حال لا يحسد علية لكنهم فوجئوا واذهلوا وصدموا, عندما اصدر المرجع الاعلى السيد السيستاني فتواه الشهيرة للجهاد الكفائي وفوجئ اكثر عندما اصطف جميع الشيعة في داخل البلاد وخارجة وتركوا خلافاتهم السياسية ولو جنبا لكي يقاتلوا من يريد وأد دولتهم التي بنيت بدماء طاهرة وزكية وصراع مرير طوال ثلاثة عقود من القتل والتنكيل والتهجير(ولا داعي للتوضيح اكثر فالقارئ يعلم حجم ما مربة شيعة العراق؟؟..
“ويبرر الخبير العسكري وفيق السامرائي مدير الاستخبارات العراقية السابق.” التحول من الجنوب الى الشمال لعدم قدرت داعش من تنفيذ مخططها بأسقاط بغداد فلم تعد بغداد تواجه تهديدا . والتهديد الرئيسي موجه إلى كردستان في المرحلة الحالية، وأصبح الصراع مفتوحا، لذلك بدأ الجانب الأميركي بتنفيذ ضربات وفقا لما ذكر .فداعش لها مبرراتها عندما اتجهت الى الشمال. النفط والسدود والتواصل الجغرافي والفشل في الوسط، عوامل دفعت الدواعش شمالا. “بغداد أكثر أمنا اليوم؟
وهنالك من يقول ان الاتجاه شمالاً وترك بغداد له مبرراته لان الحكومة اليوم بدئت تأخذ المبادرة بعدما حصلت على السلاح ومن عدة مناشىء ومن خلال وقوف عدة دول معها حيث يتواصل تدفق السلاح الى العراق، ووصول المزيد من طائرات الهجوم الأرضي من طراز سوخوي، وهليكوبتر آت هجومية، ومدرعات مسرفة مجهزة بصواريخ مضادة للدبابات، وبسرعة قياسية بوشر بتشغيلها .ووقوف دولة عظمى لمساندة العراق كـ(امريكا و روسيا والصين وفرنسا وايران)
لقد أصبح الحديث اليوم عن محاولات اقتحام بغداد مثارا للسخرية. فهي اليوم أكثر أمنا مما سبق , كما تعززت دفاعات سامراء بتفاعل عسكري وحشد شعبي كبير واصرار لامتناهي . فسامراء كانت بمثابة السيف الذي قطع اوصال داعش وأنهى طموحاتهم والى الابد في إمكانية الوصل الى العاصمة بغداد”
لذلك ما كان على داعش الا ان تبحث عن موطئ قدم جديد لتوسع دولتها وتحقق انتصارا فيه والاكثر قربا لدولتهم هم الكرد الذين يبعدون عن دولة داعش امتارا قليلة جدا فقد صدرت الاوامر ” بغزوة كردستان ” وفعلا لم يلاقوا مقاومة تذكر تمنعهم من الوصول لا اهدافهم فانسحبت البيشمركة من بعض المناطق وكان ذلك نصرا كبيرا غير متوقعا” لداعش , ومن ثم زحفت الى مناطق عدة ولازالت المعارك لم تحسم الى اليوم.

ان الاكراد اليوم يواجهون نفس المصير الذي لحق بالجيش العراقي عند سقوط الموصل فهم كانوا يظهرون بمظهر المتشفي بالجيش العراقي ولااعلم الاسباب الحقيقة! فسابقا كان الجيش العراقي يمثل “نظام صدام ولهم مبرراتهم في اظهار حقدهم وكراهيتهم لهذا الجيش اما اليوم فلماذا؟؟ أنّ الأكراد انتقدوا بشدّة الجيش العراقي لانسحابه المُذلّ من الموصل في التاسع من حزيران الماضي .حتى ان بعضهم نشر في مواقع التواصل الاجتماعي الفايس بوك صورا للسلاح العراقي والبزات والرتب العسكرية وهم يبتسمون ويرسلون ابتساماتهم لذويهم.؟ فهم مبتشرون بهذا الانجاز لداعش وكان داعش من اعادة البسمة على وجوه البيشمركة…!!؟؟
قد يقرا المتتبع بين السطور ان هنالك مخطط تركيا داعشيا في ضرب الاكراد الحالمون في قيام دولتهم الكردية في كردستان العراق” فتركيا تلعب دورا شيطانيا كبيرا فهي في العلن مع قيام دولة كردستان وفي الخفاء تعمل ضدها ,ناهيك عن امرا اخر لايقل اهمية كون تركيا طوال فترة كبيرة لم تستطع الوصول الى اوربا واقناعها بالانظمام لها فما كان الا ان تبحث من جديد في الاوراقها العثمانية في الذهاب الى الشرق الغني السهل المنال.. والسؤال المنطقي فكيف تسمح تركيا لقيام دولة الكرد في العراق والمواطن الكردي التركي مواطن ثاني؟ فقد يكون هذا من الاسباب المخفية لتحول داعش من الجنوب الى الشمال .اذا ما علمنا ان داعش المولودة في تركيا العثمانية تنفذ اجندات الدولة العثمانية الجديدة فعصر الاستعمار ولى وجاء استعمار جديد بثوب جديد فالعثمانيون الجدد الحالمون في عودة ولاية الموصل وكركوك الغنية بالبترول تحت العرش التركي وجاءت فرصته المناسبة بوجود الادوات “داعش واخواتها..”
فقد نفذت جزا كبيرا والباقي سوف تكشفة الايام.
فيما يعتبر آخرون أنّ المنطقة الشمالية الغنية القريبة من الحدود السورية – التركية، تشكّل موقعاً استراتيجياً مُهمّاً لتعزيز اقتصاد «الدولة الفتية». فزمار مثلا تمتاز بالآبار النفطية المنتجة ووجود سدّ الموصل العملاق على أراضيها، وهي مجاورة لمدينة دهوك الكردية، فيما تأتي أهمّية سنجار لوقوعها على الحدود العراقية – السورية.
فأنّ “بسط داعش نفوذَها على المناطق الحدودية بين تركيا والعراق وسوريا، لا يتحقّق إلّا بمزيد من التوسّع على حساب المناطق الكردية التي تحتوي على آبار نفطية .سهل الوصول اليها .

وقد يطرح سؤلا عسكريا هل هنالك تكتيك جديد لداعش..؟؟ وهل يمكن القول ان داعش وما وراءها تقوم بعملية اكثر خدعة لتشتيت الجهد العسكري..؟؟ اولا ومن ثم تعود لتفتح لها جبهة او مباغتة لهجوم جديد الى بغداد فعلى القادة في الميدان ان يكونوا حذرين أكثر من ذي قبل ويجب عدم الاطمئنان مطلقا. فعندما تقوم داعش بتحويل وجهتها ربما تكون لمخط او تكتيك جديد؟ فالحرب خدعة فهي توهم الجيش انها تتجهه للشمال وفي الحقيقة تخفي هدفها الرئيسي وهو الوصول لبغداد فعلى القوات الامنية ان تبقى مستيقظة اكثر من اي وقت مضى .

قد يعيد التاريخ نفسة اليوم فالأكراد انتقدوا بشدّة الجيش العراقي لانسحابه المُذلّ من الموصل في التاسع من حزيران الماضي. وهم يعلمون علم اليقين انهم كانوا وراء هذة الخديعة !وهم اليوم في وضع لا يحسدون علية بعدما انقلب السحر على الساحر..
لقد شكّل الاقليم عقبة كبيرة أمام تسليح الجيش العراقي بمعدات حديثة يستطيع ان يحمي بها بلدة ومن ضمنهم الاقليم فهو يرفض بشدّة، صفقة تجهيز العراق بطائرات الأف 16 الأمريكية، ولم يدخر جهدا في افشال هذة الصفقة وفعلا لم يتم التُوصل الى تفاهم بين واشنطن وبغداد من اجل تسليم الطائرات لبغداد على رغم دفع كاملَ ثمنها .فلو كانت هذة الطائرات موجود لما استطاعت داعش ولا اخوتها النيل من العراق وتمزيق خارطته وجعلت ابنائه يفترشون العراء ويلتحفون السماء ويتفتت النسيج العراقي وتهاجر الطوائف العراق بلد المقدسات وارض السلام….