كلما حصل وتسرب خبر ولو بسيط عن ذالك الانزال في مدينة الحويجة يستجد لك أمر مهم وأصبحت تلك المستجدات تنبأ بأن لدينا حكومة ودفاع لا يعلم ما يجري على الارض ,,الاخبار التي تسربت أخيرا تعلن أن قوات البيش مركة ليس لديها هناك اي رهائن ولا يوجد اي رهينة كردي من ضمن هؤلاء اللذين انقذتهم القوات المشاركة في الانزال اما الامر الاكثر غرابة وأكثر اهتماما من غيره أن الجناح السياسي والإعلامي للعصابات الداعشية شكر القوات الامريكية على هذا العمل وأنقاذ هؤلاء وبارك لها هذا العمل والمباركة جاءت وبدون ادنى شك بعد نقل القياديين العشرين من داعش
ونقلهم الى امريكا دون اصابتهم وهم بصحة جيدة والإعلان عن إنقاذ 69 شخصا من بينهم جنود عراقيين لم يكن صحيحا بالمرة لأن امريكا او البيش مركة لم تعلن عن اي اسم من هؤلاء او اظهارهم على شاشات التلفزيون ليدلوا باقوالهم ويثنون على عملية الانقاذ .
توقفت كثيرا عند الخط الاول المشارك في العملية والخط الثاني ,, معروف ان عمليات الانزال الجوي عمليات معقدة وتحتاج بالإضافة الى التدريب الى معلومات جدا دقيقة وبما أن هناك قوتين مشتركتين في الانزال وهما البيش مركة الاساسية في القتال والامريكية في الدعم المعلوماتي واللوجستي فهذا يعني أن البيش مركة المقاتلين المواجهين لداعش سيتكبدون الخسائر الاكبر اما القوات الامريكية فهي قوات بعيدة عن المعركة نوعما لأنها قريبة عن طائرات الانزال وواجبها المحافظة على المنطقة من التدخل والدعم الخارجي لداعش اي انها قوات احتياطية تقريبا لكن الخبر
يقول قتل جندي امريكي وجرح عدد من الجنود اما القوات المهاجمة البيش مركة فأنها لم تتعرض الى اي خسائر بشرية ولم يقتل منها اي شخص اليس هذا هراء وغير معقول ولا يمكن تصديقة واذا كان هناك 69 معتقلا توصلت لهم امريكا عن طريق الصور وشاهدت عبر الاقمار الصناعية وجود قبور حديثة جاهزة لعملية اعدام قريبة وعلى اثر ذالك تدخلت في انقاذ هؤلاء المحتجزين اين هؤلاء ومن هم ومن اي فرقة ينتمون هل هم من الجيش العراقي او البيش مركة او الحشد ؟
هذه الاسيئلة ليس صعب الاجابة عليها ولا اعتقد اصلا انها اسئلة ملحة لأن الصور التي تسربت وتصريحات بعض القادة الامريكيين تثبت ان العملية هي عبارة عن اتفاق ليلي بأنقاذ عدد من الدواعش المهمين والقادة بعد ان ضيق الجيش والحشد الخناق عليهم وهم محصورين بوادي من اودية جبال حمرين وفوقهم في الاعلى قوات الحشد والجيش وتتربص بهم وانا شاهدت ذالك بأم عيني حتى بأمكانك التعرف على عددهم والامدادات الواصلة لهم عن طريق الطائرات الامريكية وهؤلاء المحاصرين في الوادي تقع خلفهم مدينة الحويجة وخلفها قوات البيش مركة اي أن قوات البيش مركة ليس لها تماس
معهم بل هي لها عمليات خلف تلك القوات وعلى المدينة وتقضم بالارض قضما وببطأ شديد لا يؤثر على هؤلاء الدواعش ابدا ..
ثم ان الصور التي اظهرتها القوات الامريكية واضح من التعامل مع الاشخاص وتفتيشهم وبسرعة وبملابس النوم هم اشخاص من الدواعش والقوات الامريكية وطريقة تفتيشها المعروف وترمي كل شيء من جيوب هؤلاء الى الارض واغلب هؤلاء واضح من وجوههم أنهم ليسوا جنودا من لحاهم ومن نشاطهم وحركتهم وحتى رشاقة اجسامهم ومن ملبسهم لا أعتقد ان الذي سيعدم بعد صلاة الفجر كما اعلنت القوات الامريكية والبيش مركة يكون نشطا ويتحرك بهذه الطريقة وهو بكامل صحته ثم أن الدواعش عندما يأسرون أحد من الجنود او المواطنين لا يغيرون ملابسه الا قبل ساعة من الاعدام ويلبسوه ملابس
خاصة ومعروفة لاعدامهم ..
اعتقد أن هذه الصفقة التي تمت بين الامريكان وداعش وربما البيش مركة كانت لها أهداف اخرى ستثبت الايام انها ذات مغزى اخر لأنقاذ بعض قادة داعش ,,
واذا كانت امريكا حريصة على هؤلاء التي تدعي سيتم أعدامهم لماذا لا تتدخل بأنزال جوي وأنقاذ عشائر البو نمر الذين حوصروا وعددهم بالمئاة وأعدمتهم داعش دون اي انزال من امريكا او لعل أمريكا لم تشاهد قبور حديثة هناك .
واضح ان الانتهاك الصارخ للسيادة العراقية تجلى كالشمس في رابعة النهار وعدم اشراك الحكومة العراقية وأخبارها يعني أن امريكا لها اجندات ولها نفوذ تعجز الحكومة العراقية الوقوف بوجهه ولا تستطيع طرحه على الشعب ليأخذ منه موقف ضد أمريكا فأمريكا جاءت بمستشارين الى العراق يعطون النصح والمشورة لا يذهبون بالطائرات للإنزال ويدعون انهم اعلموا الحكومة بذالك .
كل هذا التحرك السريع جاء بعد ان شعرت الحكومة الامريكية ان زمام الامور في العراق بدأت تبتعد عن سيطرتها والعراقيين يشاهدون التحرك الروسي والضربات الفعالة وما آلت لها الامور في سوريا فعلى الصوت العراقي من النواب والكتل بمطالبة الحكومة بالطلب من روسيا التدخل في العمل العسكري ضد داعش في العراق وايضا الاستعدادات الواضحة لهذا الطلب من قبل روسيا جعل الامريكان يتحركون بسرعة وبقوة من اجل لجم هذا التحرك وايقاف تحركات الحكومة العراقية بالطلب من روسيا التدخل ولو أن العمل هذا انعكاس للفوضى الامريكية لكنه يوضح مدى الخوف والخشية من التحول
العراقي نحو روسيا .
[email protected]