23 ديسمبر، 2024 4:06 م

داعش تسقط الكترونياً

داعش تسقط الكترونياً

بعد انعقاد المؤتمر الدولي للسلام والأمن بالعراق في باريس بتاريخ  15 أيلول 2014 لحشد إجماع دولي لمحاربة تنظيم “داعش الإرهابي.
حيث حضر المؤتمر وزراء  ثلاثين دولة لبحث خطة دولية لمواجهة تنظيم داعش واتخاذ إجراءات تجفيف الموارد المالية وإيقاف التجنيد لتنظيم داعش. وتعهد البيان الختامي للمؤتمر بدعم العراق بكل الوسائل بما في ذلك العسكرية إضافة الى تنفيذ قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة المتعلق بمحاربة الإرهاب ومكافحة موارده الخاصة بالتجنيد والتمويل، ولا سيما قرار 2170، وحرصهم على تطبيق هذا القرار واتخاذ التدابير الضرورية لكي يحقّق هذا القرار غاياته للوقاية من التطرف, وبما ان وسائل الإعلام الحديث باتت تشكل خطر كبير على الأمن والسلم الدولي وبالخصوص في حيث اعتمدت عليها الجماعات الإرهابية بشكل مباشر في العراق وسوريا لتمويل وتجنيد الشباب وكسب مقاتلين جدد من المسلمين المقيمين في أوروبا وشرق أسيا.

تقدم شبكات التواصل الاجتماعي الكثير من النصائح الدينية  والتحفيزية لدفع الشباب الى التوجه إلى سوريا والعراق من دون إثارة شكوك عائلاتهم والسلطات. إضافة الى الدعوة لجمع الأموال من الدول عربية خاصة الدول الخليجية عبر هذه المواقع وبواسطة شبكات مالية متعدد من اجل تمويل المعارك في سوريا والعراق. يقول مصدر في الشرطة الفرنسية إن “ثلثي الأشخاص الذين غرقوا في إيديولوجيات التشدد الإسلامي عبر الانترنت لم يكونوا معروفين لدى أجهزة الاستخبارات، وهذه الظاهرة في ازدياد سريع، وبدأت تطال أكثر فأكثر الإناث”. حيث يُمثل لهم الجهاد في العراق هو طريق الحق باستخدام  التقنيات الحديثة وبلغات مختلفة ويستخدم الشبان الأوروبيون المنتمون لتنظيم داعش كل وسائل الاتصال المتطورة  خاصة وسائل التواصل الاجتماعي في استقطاب العامة الى الأهداف والأفكار التي يرسمها التنظيم لمخاطبة أقرانهم للوصول إلى عدد اكبر من الشبان الأوروبيين للانتماء للتنظيم كمقاتلين او داعمين له بالمال .كما اعتمدت داعش على الدعاية من خلال أخراج أفلام قصيرة تُظهر كيفية خوض مقاتليهم المعارك،  فضلا عن تزييفهم لحقائق هزائمهم المتلاحقة على ايدي الجيش العراقي والحشد الشعبي .

هذه العوامل تؤثر في كسب عقول وقلوب المترددين وحث عناصر أخرى للانضمام لصفوف التنظيم. وتقوم مواقع التواصل الاجتماعي عادة بإغلاق الحسابات التي تتعارض مع شروط الاستخدام التي تمجد وتنشر اعمال العنف من خلال الإبلاغ عنها. إلا أن أصحاب الحسابات يعودون إلى فتحها بأسماء جديدة. لكن بعد ضغط الحكومة الأمريكية على شركات ومواقع التواصل الاجتماعي وخاصة شركة ” تويتر” ” وفيس بوك” التي تعتبر أهم المواقع التي تعتمد عليها التنظيمات المسلحة في التجنيد والتمويل والترويج لأفكارها المتشدد. للحد من أنشطة الجماعات الإرهابية على مواقعها، حيث ألغت شركة تويتر عدد من الحسابات المرتبطة بتنظيم داعش الإرهابي خلال الشهور الأخيرة. وقال مسؤول أمريكي عندما ترصد الحكومة أشخاصا على مواقع التواصل الاجتماعي تعتقد أنهم إرهابيون أو متطرفون فأنها تلفت نظر شركات مثل “تويتر” ” وفيس بوك” لهم وتتصرف هذه الشركات عادة وفق ما تراه مناسبا. هذا الأسلوب الذي اتبعته الإدارة الأمريكية جعل تنظيم داعش يخسر الكثير من الأرضي العراقية والسورية فقد اثر على فقدان مصدر رئيسي من مصادر تجنيد المقاتلين المسلمين الذين يرغبون في المشاركة في العمليات الإرهابية في سوريا والعراق إضافة الى فقدان عنصر الدعاية والإعلام  في نشر تدويناتهم ومقاطع الفيديو التي تولد الذعر في قلوب الناس أي فقدان إستراتيجية التخويف وإثارة الرعب في نفوس الأعداء. إضافة الى فقدان التمويل والتسليح فمواقع التواصل الاجتماعي تمثل مصدر دعم مادي كبير. فهناك الكثير من المتعاطفين مع داعش او من هم شخصيات معروفة على الصعيد الاقتصادي والسياسي وليس لهم القدرة على القتال فاعتمدوا على الدعم المادي. هذه العوامل أثرت سلبا على تقدم داعش في العراق وسوريا إضافة الى تكرار الهزائم العسكرية في الأراضي المسيطر عليها من قبل تنظيم داعش قد يدفع بالتنظيم الى تغيير القيادات الرئيسية فيه لتعويض هذه الخسائر.