” ينبغي على رجال الإطفاء أن لا يعالجوا النار بالنار”
يوم بعد يوم، نشهد قوة في الإجراءات الرادعة، ضد التنظيمات الإرهابية، بمحورية داعش.
لعل السبب الحقيقي لذلك، هو إستشعار الخطر الحقيقي،الذي بات يهدد أغلب دول التحالف الدولي، لم يكن العراق محور العالم، قبل ستة أشهر من ألان، و ربما أمريكا وحلفائها، غضت النظر، و تركت العراق، يعيش نوعا من التفكك الإجتماعي والسياسي, مما ولد تفكك أمني خطير.
إن بروز داعش لم يكن محض الصدفة، بل بعض الدول الغربية، و أخرى خليجية؛وعربية؛بمعية تركيا، ساهمت بشكل مباشر، و غير مباشر، بتأسيس هذا التشكيل الدموي، وشرعنة لوجوده، فلو فكرنا قليلاً، من أين أتى داعش بكل تلك الأموال؟ وكيف أستطاع أن ينظم، عشرات الآلاف من المجرمين! ومن شتى دول العالم! ومن يعطيه المعلومات الأستخباراتية!! وما هي الغاية، من الدعم الإعلامي الغير محدود؟ ومن أعطاه سلاح متطور.
كل تلك المعطيات، تشير أن الهدف كان “إيران وحزب الله،و سوريا وحكم الأغلبية في العراق، حيث كانت هناك محاولات، لأضعاف المحور الشيعي بالمنطقة، و تصوير داعش كثوار وكحماة للديمقراطية وللسنة، كذب على العقول،وسرعان ما أنكشف المستور، و أنقلب السحر على الساحر، وباتت داعش كخلافة سنية، تهدد ملوك العرب القابعين بكراسيهم، عقود من الزمن.
والأخطر من ذلك أن شعوب تلك الدول، التي ساهمت بدعم داعش تعاطفت مع داعش وخلافته بنسبة ٨٠٪ ، وبدأت تحركات فعلية، لخلايا داعش لأحداث مشاكل بتلك الدول، و القضاء على داعش في العراق، سيوفر لهم اطمئنان حتى لا يصلهم الطوفان، لكن ما نتج ألان إن قوى ” المحور الشيعي” هي من تقاتل داعش و كبدته خسائر فادحة، وان تلك القوى هي الوحيدة القادرة على مسك الأرض، والتقدم نحو تطهير المدن، ما تم فعلا إن محورية “الشيعة”، بدأت تفرض أمر الواقع، من اليمن مروراً بالبحرين،لبنان؛سوريا؛والسعودية والعراق، إنتهاءً بإيران.
إن الحل الجذري في المنطقة، يتطلب تسوية وتفاهم مع المحور الشيعي، لأنه الوحيد القادر، على كبح تلك المجاميع المجرمة، ومن يتجاهل هذا الدور سينتقل الإرهاب لدولته.
نحن إمام فرصة تاريخية بإنهاء داعش في هذه الفترة، و إلا ستنفتح جبهات له في السعودية، تركيا والأردن، و حتى قطر، ليعيث بالأرض فساداً، و أن جعل له موطئ قدم بتلك الدول، فلن يجد مقاومة ومواجهة، العراق الوحيد القادر على دحر داعش لوجود “عقيدة” لدى المتصدين لمقاتلته، كيف أن ظهر في تلك الدول ، التي تهيئة اجتماعيا لاستقباله.
ما يتطلب ألان و عاجلاً بتفاهم إقليمي، بمحورية العراق لوضع إستراتيجيات وتكتيكات رادعة, تتمثل بإيقاف تمويل وتجهيز وتجنيد داعش, وغلق الحدود والمواقع الاليكترونية التي يستخدمونها, ومن ثم دعم القوى الأمنية العراقية لدحر داعش على الأرض ومنع تمكنه من الهروب هنا أو هناك، ليظهر مجدداً في مناطق نفوذ جديدة, إن كان هناك فعلاً نوايا مخلصة للدول، التي تمحورت ضد داعش, فعليها القيام بتلك الإجراءات، وعدم الاكتفاء بالاستعراضات العسكرية، و بعض الطلعات الجوية الخجولة, لأننا لا نقاتل جيش منظم في ساحة معركة، ومكان ووقت محددين, ما لا يتحمل التأجيل هو القضاء على الفايروس الداعشي، قبل أن ينشطر ليفتح جبهات في دول متعددة.