بعد تحرير العراق من الحكم العفلقي, دخل العراق تجربة لم تكن يسيرة, وإدعى المحررون إنتهاجهم السياسة المعتدلة, لكن سياستهم, سرعان ما دخلت في غيبوبة؛ وذهبت ديمقراطيتهم أدراج الرياح؛ والحلم الذي تحقق, أصبح كابوساً مرعباً لأغلب العراقيين؛ الذين إنغلقت وتحجمت عقولهم نتيجة حروبٍ لا طائل منها, وللأسف لم يعد للشعب العراقي قدرة على التفكير السليم, وإختيار من سيمثلهم في الحكومتين التنفيذية والتشريعية, و كُثرة الأحزاب وتعدد الشعارات والولاءات (زاد الطين بَلّة).
السيد فلان والشيخ فلان والاستاذ فلان, وكمٌ هائل من الاسماء المسبوقة بحرف(د), كل هؤلاء ولجوا العملية السياسية, وبمعيتهم حلولاً لأزمات هم إفتعلوها أصلاً!
في خضم التطورات الآنية, التي دخلت مراحل خطيرة جداً, في العراق وقبلها سوريا, يحاول المسؤولون الأمريكان, إيجاد خطط مناسبة لما يجري في العراق, بعد ان أيقنوا انه لا يوجد بديلاً معتدلاً لبشار الأسد ولو في الوقت المنظور.
يجمع أعضاء الكونغرس الأمريكي؛ بأن خطر التنظيمات الإرهابية، بات يهدد أمن أمريكا، وحلفاؤها ويتفقون بالمقررات والرؤى التي تُتخذْ تِجاه العراق, والوضع الخطير في المنطقة عموماً, وما ستؤول اليه الأحداث في الفترة المقبلة, فالواضح إن كلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي، يتفقان على التدخل العسكري الأمريكي في العراق؛ بصورة غير مباشرة، مع الإستمرار بتوجيه الضربات الجوية, ضد مسلحي تنظيم داعش, وكان لبعض دول الجوار, موقفاً داعماً لهذه التنظيمات الإرهابية، وبعد الضغط العالمي، أصبح من الواضح إن الدعم اللوجستي، قلّ أو إنعدم.
على جميع دول جوارالعراق، الوقوف بوجه التنظيمات الإرهابية؛ وتوحيد المواقف تجاه هذه التنظيمات، والقضاء على خطرها المحدق ضد وحدة وسلامة الأمة العربية والإسلامية ككل.
إن الأشهر المقبلة, نعتقد إنها ستكون حاسمة, لتقليل خطر داعش على المناطق التي يسيطرون عليها، وستتضح السياسة الحقيقية لأمريكا في العراق؛ وربما إن الأمريكان نادمون أشد الندم؛ بأسقاطهم عميلاً لهم, كان يخدمهم في الشرق الأوسط, هو صدام حسين, وربما يبحثون عن بديلاً لصدام في الشرق الأوسط عامة, فالصمت الأمريكي تجاه ما يحصل في العراق, له مبرراته, والحلول المتواضعة التي يضعها البنتاغون؛ لا تخدم ما يتعرض له العراق من مؤامرة, وربما ستتضح الصورة في الفترة المقبلة, وليعلم القادة العراقيون وشرفاء العرب أن (لا أمان مع أمريكا).