23 ديسمبر، 2024 4:04 م

داعش تؤجل الهجوم على بغداد !

داعش تؤجل الهجوم على بغداد !

تعليقات سابقة وصلتني منها تقول اني استعمل الخيال في توقع بعض الامور والبعض الاخر قال اني اخادع او اني السبب في كشف ذاك الهجوم او اني اثير الفتنة او اصلا لا يوجد هجوم وان المقاومة المسلحة بعد ما رفضت مشروع الاقاليم لانه مخطط امريكي قامت بالسيطرة عسكريا وتحرير مدن هذا الاقليم ليكون مخطط عراقي وليس امريكي ! ..فتعالوا معي نبحث الحقيقة كما هي من منظور تحليلي وواقعي ..

باديء ذي بدء اذا وصلنا الى مفهوم او قناعة من خلال الاجابة على هذا السؤال : هل يوجد مخطط او نية للهجوم على بغداد ام لا ؟ فان كان لا فلا داعي للخوض في بقية الاتهامات او التسائلات ولنرى ماذا وجدنا .. كل تصريحات الطرف الاخر ولنسميهم الطرف الوطني وهم فعلا يكونون الطرف الوطني لان ولائهم للعراق ويبغون من نشاطاتهم تحرير العراق من اي تبعية تمس بلدنا او شعبنا .. فوجدنا معظم رؤساء الفعاليات الوطنية او المتحدثين باسمهم يؤكدون على ان الهدف المركزي هو تحرير بغداد وهذا يعني اتفاق مشترك لا يمكن ان يكون مخادع ولو ان نفر من بعض الفصائل كما اراه ربما يكون لديه ال نزعة والاستعداد للاكتفاء بالانجازات التي تحققت بواسطة الجميع مقابل الحصول على منافع شخصية ممن يدعون انهم او قليل جدا معهم هم الذين يقومون بالتحرير وينكرون وجود القوى الاخرى فيشبهونها بانها مجموعة كتاب في الخارج تمارس الجهاد عن طريق المقالات !, ولذلك راينا المالكي المنتهية صلاحيته يعرض عليهم مشروع صحوات جديدة فكانما اتفق الطرفان او اشتركا في مشروع اجهاض الثورة من جديد .! لكن قطار التغيير يسير هذه المرة بسرعة وقوة لا يمكن لسفايف هذين الطرفين ايقافه .. والعاقل هو من اتعض و حدسه كان قويا واستمع للتحذير على انه نصيحة ..!

لنترك الاقوال ونذهب لنرى الافعال .. فعلى الساحة القتالية لا نرى دلائل على وجود الاكتفاء الذاتي بالمنجزات والحفاظ بالقتال وصد الميليشيات وجيش المالكي في الدفاع عن الاقليم السني فقط بل نرى ان القوى الوطنية تطور نشاط قتالها وتنوعه وهي في تقدم ملموس وواضح المعالم باتجاه تطويق بغداد قبل الانقضاض عليها ,لكن رب سائل يسأل لماذا تعمد القوى المسلحة الوطنية على تطويق بغداد اولا ولا تمارس اختراقها واقتحامها فورا …؟ لا اجد الا سبب واحد وهو السعي على اغلاق منافذ الهروب لهذه الميليشيات الارهابية الطائفية التي تكونت قبل وبعد فتاوي الجهاد الكفائي ,ذلك ان جرائم القتل والابادة الطائفية والحقد الدفين الذي مارسته هذه الميليشيات دفع العقل الوطني على اختلاف الوانه الى رفض مسامحة قتلة الشعب العراقي اوعلى ضرورة الاقتصاص منهم لذلك فان تطويق بغداد لن تنفع معه ( الدشاديش للهروب ) ولا طلب الرحمة.

فكريا” فاني اجد ان مبررات الثورة الشعبية والجهادية للقوى الوطنية قد نبعت بسبب الظلم الطائفي المقيت والاجرامي الذي مارسه عملاء امريكا واتباع الصفويين في ايران ضد العراقيين ومن بداية هذا الفصل العنصري الذي رسمه الفرس والامريكان تم قهر المكون الاكبر في البلد فانتقلت مهمات الدولة من واجبات بنائها وحماية حدودها الى ترسيخ هذه الكذبة والفرية

من خلال التطهير الطائفي فمارست شتى انواع الجرائم من اجل افراغ مدن كاملة من السنة عن طريق القتل والسجن والتهجير و السرقة لا بل لم ينج من ظلمهم وجرائمهم حتى الشيعة العرب اصحاب العقل السوي اوالمثقفين منهم والعلمانيين .

اذن لما كانت الاسباب والمبررات التي ادت بالشعب الى ان يفقد حلمه ويثور ضد هذا الظلم لا تزال قائمة بل استطيع القول انها في تصاعد مستمر فلا بد من ان يكون السعي لتحرير بغداد واقعا لا بد منه بل يعتبر الضرورة الاولى نحو الخلاص من الظلم والظلم الطائفي والاستبدال باما تأسيس دستور جديد تكون فيه الديمقراطية اكثر شفافية وعدالة او تطبيق اسلامي من نوع اخر .

ولما توفرت القناعة بان الهجوم على بغداد حتمي ولا بد منه فلماذا تم تأجيل الهجوم بعدما علمت ان الخطة السابقة التي نشرتها كانت حقيقية ؟.الا ان اكثر مصادري تقول لي ان داعش هي السبب في تأجيل الهجوم المرتقب على بغداد لكنها لا تحدد الى متى تم تأجيل هذا الهجوم وهل ستقوم به القوى الوطنية لوحدها ام ستشترك داعش معهم ..القول الذي اتفق عليه الجميع يقول ان الاكثر واقعية قيام الهجوم يمكن يكون في اي وقت من الان فصاعدااذا ما توفرت الظروف الملائمة له.

ما هي مبررات داعش ؟ حسب المصادر فانها تقول ان داعش قد راجعت نفسها ووجدت بانه لما كانت اعدادها قليلة فانها تخشى من التوسع الافقي والانتشار في بقية محافظات العراق الامر الذي سيؤدي الى اضعافها عسكريا ولذلك فانها طلبت التأجيل !..كما ان البعض الاخر يقول ان داعش قد غرتها المادة اكثر وهي اصبحت الان تمتلك حقول بترول ومصافي في العراق وسوريا وانها تبيع لحسابها الشخصي وتنمي اعدادها من خلال المتطوعين الجدد والموالين لها لذلك فهي لا تهتم ببغداد في الوقت الحالي وهمها ان تكّون دويلة تكون صورة مصغرة لدولة الخلافة التي تسعى اليها ! كما انهم يبررون وجود مخاطر من قبل الاكراد. لكنهم يؤكدون من انهم سيشتركون في أي هجوم من اجل تحرير بغداد اذا ما ازدادت اعداد افرادهم بصورة مضطردة .وحسب المعلومات الاستخبارية والاخبارية فان عديد داعش قد تضاعف الى ثلاث مرات باقل تقدير ساعدها في ذلك امتلاكها المادة وتوزيعها لرواتب عالية .

لكن مصادر اخرى تقول ان تطبيقات داعش الاسلامية بالطريقة البغبغائية الغير ممهدة التي فاجئت الجميع ومارستها قد اثارت استياء بقية قوى المقاومة الوطنية والتي غطت على بقية انجازاتها وخلقت نوعا من الشد والجزر بين بقية الفصائل وداعش مما ادرى الى تأجيل الموعد المعلن ..ثم يعقب هذا المصدر فيقول لذلك فان القوى الاخرى تشد الهمم وتعيد رصف الصفوف كي تقوم وحدها من غير داعش بالهجوم على بغداد ويجد هذا الرأي القبول عند كثيرين وخصوصا الذين يحبون ان يثبتوا ان كان اشتراك داعش بالهجوم او عدمه فانهم كانوا سيحررون الموصل لانهم كانوا يعدون العدة منذ وقت طويل لتحريرها لان التحليلات في قراءة المستقبل لها كان يشير الى ذلك ووجدت الارضية الخصبة فيها لذلك فالفصائل كما يبدو الان يمارسون نشاطا واضحا من اجل ايجاد تفاهم قوي ومتين مع مجموعة من العشائر في غرب العراق لغرض الاشتراك سوية وتوحيد الجهود من اجل صب كل الثقل في هذا الاتجاه أي تحرير بغداد .كما وجدت الاستعداد للتعاون مع اتباع السيد الصرخي ولكل العراقيين على

اختلافهم من الباحثين عن الخلاص من هذا الظلم وسوء الادارة لتأجيل خلافاتهم الشخصية والانضمام الى فصائل التحرير الوطنية من اجل عراق موحد يحترم فيه الجميع . رغم ان معلوماتي تخبرني ان السيد الصرخي يرفض الاشتراك عسكريا باعتباره مرجعا دينيا الا ان اتباعه ربما يعتبرون انفسهم الان غير ملتزمين بهذا النهج لا سيما بعد الهجوم الذي استهدفت فيه ايران واتباعها حياة السيد وقتل واسر منهم الكثيرين الذين لا يعرف احد مصيرهم الى الان ! لذلك فان تأسيس فصيل شيعي عربي وطني ولاءه للعراق والعراقيين ينبذ الفرقة والطائفية ويؤمن بعراق موحد يتم في سرية تامة ويعيد الامل في خلاص العراقيين من التفرقة والظلم الطائفي ويرفع سقف التطلع لعراق موحد من جديد.

لن اقول مرة اخرى متى سيكون هذا الهجوم لاني لا اعلم ولكني اقول ان الجميع يعد العدة لتحرير بغداد وانه ات لا محال … ويبقى محور الهجوم الذي سيخترق بغداد مبهما يرفض الجميع اخباري لكنه لن يكون من داخلها بالتأكيد لافتقار وجود السلاح بداخل بغداد .