20 مايو، 2024 1:39 ص
Search
Close this search box.

داعش تأسيسها وأهدافها وجهة نظر مختلفة

Facebook
Twitter
LinkedIn

تناقلت وسائل اعلام محلية وعالمية مسألة حسم تواجد داعش في سوريا بعد اقتحام آخر معاقلها في منطقة ” الباغوز ” بعد محاصرتها مدة اكثر من شهر وتدمير هذه المنطقة بالكامل ” أحياء سوّيت بالارض ” في معارك استخدمت فيها امريكا وحلفائها ” قوات سوريا الديمقراطية ” الرمح الامريكي في سوريا . القصف الشديد ؛ طيران ومدفعية ؛ و الحصار المحكم لهذه الفترة الطويلة , نتائجه واضحة وماثلة للعيان . حيث استنزفت كل وسائل الصمود والمواجهة الميدانية من عتاد وسلاح ووقود وطعام , المستلزمات الميدانية الضرورية , يقابلها عدم التوازن والفارق الكبير بين القوات المتحاربة من ناحة العدد والعدة . امريكا بشّرت . وفرحة ترامب بهذه النتيجة المتوقعة فرحة تصاحبها ” غصة ” وكذلك فرنسا وبريطانيا التي اعتبرت هذا الحسم بمثابة ” منعطف تاريخي ” حسم مشوب بخوف وحذر وقلق مستقبلي غير مريح حسب ما صرحوا به . اعلنوا انه هناك مجاميع ” مستورة ” وخلايا خاملة قد تنشط مستقبلا لتمارس حالة من المقاومة الخفية الشبحية . كلام يعني ( حاجة في نفس يعقوب )

داعش واهدافها وما ترمي اليه هذه الحركة معروف ادركه القاصي والداني . حركة مصنوعة استعماريا , من اهم الفاعلين فيها امريكا ومن يحالفها مثل فرنسا وبريطانيا وذيولهم ايران والنظامين العراقي والسوري وحتى روسيا وبعض الجهات المحلية المؤثرة . معروفة اسباب خلق وصناعة حركة داعش أهمها .

1ـ القضاء على المقاومة الفاعلة المتسعة المتسارعة في كل من العراق ” زمن المالكي  رئيس الوزراء ” وسوريا والتواجد الاحتلالي الامريكي الايراني الاستعماري في العراق وسوريا . فكانت داعش بدايتها التهيئة ” اللوجستية ” العسكرية الميدانية والادارية . المالكي رئيس وزراء العراق في حينها كان من ابرز الفاعلين في مجالها عند انبثاقها كان ” رئيس للوزراء ووزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة ” قامت مجاميع من داعش وبعلم وادراك الحكومة العراقية بالهجوم على سجن ابو ” غْريب ” القريب من العاصمة بغداد . واطلاق سراح معتقليهم وتهريبهم نحو الموصل , قام المالكي بإصدار أمر انسحاب اربعة فرق عسكرية متواجدة في المنطقة الغربية من العراق ” محافظات الموصل وصلاح الدين والانبار ” وأمرهم بترك اسلحتهم دون اخلائها او اتلافها . مما سهل على عناصر داعش السيطرة عليها واستخدامها وكانت كثيرة وفاعلة . أكثر من 2400 آلية عسكرية مختلفة بين دروع وراجمات صواريخ وعجلات همر مسلّحة وعدد كبير من كتائب المدفعية بمختلف انواعها واحجامها والكثير من الاسلحة الساندة والخفيفة علاوة على مخازن العتاد . كل عناصر داعش التي استولت على موجودات الاربع فرق كانوا بحدود 1500 شخص مسلحين بالاسلحة الخفيفة بعض الهاونات المحمولة وانواع من البنادق ، كلاشنكوف وبي كي سي و قاذفات يدوية مثل آر بي جي سفن وبعض القنابل اليدوية ، رمانات ، . تم انجاز هذه الصفحة بشكل سريع وسيطرت عناصر داعش على هذه المناطق وقامت بالتدمير الممنهج المرسوم لها من تخريب كل شيء وقتل كل المعارضين للمحتل ولها . دول التحالف والحكومة ساهموا ايضاً بالتخريب من خلال ادعائهم محاربة داعش , فتم تخريب كل البنية التحتية لهذه المناطق وخاصة محافظة الموصل . كانت مناطق سنّية تتخللها مجاميع من المسيحيين واليزيدية . حركوا داعش لضربها بغية الاساءة للإسلام واعطاء الشرعية العامة لضربهم أي داعش ومشروعية تخريب المناطق المتواجدين فيها .

2 ـ الهدف الثاني المهم لدول الاستعمار من خلقهم لداعش هو تجميع اكبر عدد من المعارضين للدول الاستعمارية المحتلة بمختلف اشكالها واسمائها ” امريكا واسرائيل وايران ومن يواليهم مثل النظامين العراقي والسوري ” ريث ما تتم تصفيتهم الباغين للجهاد وبدافعه . وهذه حالة تدركها دول الاستعمار وتخشاها منذ زمن بعيد من تاريخ الصراع الاسلامي مع اعدائه ومعاديه فأرادت دول الاستعمار وعلى رأسهم امريكا وايران ومن يواليهم جمع هؤلاء ظمن دائرة داعش ” في مكان محدد للقتل والابادة ” والقضاء عليهم لأنهم ” يشكلون خطر كامن ضدهم كمحتلين معتدين ” فلو نتمعن بالتشكيل البشري لداعش نراه من مختلف دول العالم . هؤلاء المقاتلين يشكلون خطر على دول الاستعمار في مناطقهم الاصلية ومشكلة عويصة ضربهم غاية في الصعوبة . هذه المجاميع عندما قاتلت تحت لواء داعش لم تعر اهمية لشيء بقدر محاربتها لدول العدوان , ومن الصعوبة ان تفهم هذه المجاميع نوايا داعش وما ترمي اليه ومن هم وراء صناعتها . انهم صدّقوا ما ترفعه داعش من شعارات اسلامية لمحاربة ومقاتلة المستعمر المحتل . تم تضليلهم بذكاء ودهاء مدروس . من المفارقات ان المالكي شطح في عدد من تصريحاته حول معارضة اهل الانبار ووصفهم ” بجماعة يزيد ” مستغلا الطائفية وهذ ا شيء مضحك , وقال ايظا في حال عدم اعتماده كرئيس وزراء للمرة الثالثة على العراق قال ” سأحرق الدنيا ” وفعلا تم له ذلك . وتم من خلال هذه ا” لفبركة والمسرحية المبطّنة ” المهينة تأجيج حالة الطائفية وتحريض ” الشيعة ضد السنّة ” في مناطق تواجدهم واعلن عدد من مراجع الشيعة البارزين من حوزة النجف العراقية وحوزة قم الايرانية حالة ” الجهاد الكفائي ” بتشكيل ” الحشد الشعبي ” واعتبار المناطق السنّية المفروضة عليهم داعش اعتبروها حاضنة لداعش .

3ـ الهدف الثالث من صناعة وتأسيس داعش . استخدامها كورقة عسكرية واقتصادية وتخريب وابادة في مناطق نشاطها وخارجها , اجبروا اطراف عديدة لشراء السلاح والعتاد واستيفاء اجور يتقاضونها عن محاربتهم لداعش . وكذلك مشروعية تخريب البنية التحتية من جسور ومستشفيات ودور سكن ومدارس واستنزاف الدول المتضررة فيها هذه المنشآت على اعادة اعمارها من خلال شراء مستلزمات اعادة بنائها وبيع خدمات الاعمار . داعش كانت صفحة من صفحات الصراع العربي الاسلامي الاستعماري الذي تقوده الولايات المتحدة الامريكية . حالة الخسارة المادية والبشرية والبنيوية المهولة التي حلت بدول عربية معيّنة وبمجاميع اسلامية كثيرة , كبيرة ومؤثرة وقد نجح المستعمرين بها نجاحا كبيرا . وكما يقول المثل العراقي ” من لحم ثورك اطعمك ” القاتل والمقتول والتمويل اسلامي ” يا لسعادة دول الاستعمار ” طالقين الرمح سالمين الخسارة “

لكن تبقى حالة القلق والاستنفار قائمة لهؤلاء المستعمرين المجرمين اللصوص قائمة تؤرّقهم باستمرار ولن تنتهي مادام هناك من يسعى لنصرة دينه وامته الاسلامية . ليس من خلال داعش لكن من خلال المنهج والمبدأ والشرع الجهادي الصادق الصحيح للاسلام ومواجهة اعدائه به . تحاول دول الاستعمار جاهدة منذ زمن بعيد الغاء هذا المبدأ أو تشويهه وحذفه من القرآن فلم تستطع لكنها تحاول تشويش جوهره و سرعان ما ينكشف ويتضح مكرهم في ذلك . . يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب