تناقلت وسائل اعلام محلية وعالمية مسألة حسم تواجد داعش في سوريا بعد اقتحام آخر معاقلها في منطقة ” الباغوز ” بعد محاصرتها مدة اكثر من شهر وتدمير هذه المنطقة بالكامل ” أحياء سوّيت بالارض ” في معارك استخدمت فيها امريكا وحلفائها ” قوات سوريا الديمقراطية ” الرمح الامريكي في سوريا . القصف الشديد ؛ طيران ومدفعية ؛ و الحصار المحكم لهذه الفترة الطويلة , نتائجه واضحة وماثلة للعيان . حيث استنزفت كل وسائل الصمود والمواجهة الميدانية من عتاد وسلاح ووقود وطعام , المستلزمات الميدانية الضرورية , يقابلها عدم التوازن والفارق الكبير بين القوات المتحاربة من ناحة العدد والعدة . امريكا بشّرت . وفرحة ترامب بهذه النتيجة المتوقعة فرحة تصاحبها ” غصة ” وكذلك فرنسا وبريطانيا التي اعتبرت هذا الحسم بمثابة ” منعطف تاريخي ” حسم مشوب بخوف وحذر وقلق مستقبلي غير مريح حسب ما صرحوا به . اعلنوا انه هناك مجاميع ” مستورة ” وخلايا خاملة قد تنشط مستقبلا لتمارس حالة من المقاومة الخفية الشبحية . كلام يعني ( حاجة في نفس يعقوب )
داعش واهدافها وما ترمي اليه هذه الحركة معروف ادركه القاصي والداني . حركة مصنوعة استعماريا , من اهم الفاعلين فيها امريكا ومن يحالفها مثل فرنسا وبريطانيا وذيولهم ايران والنظامين العراقي والسوري وحتى روسيا وبعض الجهات المحلية المؤثرة . معروفة اسباب خلق وصناعة حركة داعش أهمها .
1ـ القضاء على المقاومة الفاعلة المتسعة المتسارعة في كل من العراق ” زمن المالكي رئيس الوزراء ” وسوريا والتواجد الاحتلالي الامريكي الايراني الاستعماري في العراق وسوريا . فكانت داعش بدايتها التهيئة ” اللوجستية ” العسكرية الميدانية والادارية . المالكي رئيس وزراء العراق في حينها كان من ابرز الفاعلين في مجالها عند انبثاقها كان ” رئيس للوزراء ووزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة ” قامت مجاميع من داعش وبعلم وادراك الحكومة العراقية بالهجوم على سجن ابو ” غْريب ” القريب من العاصمة بغداد . واطلاق سراح معتقليهم وتهريبهم نحو الموصل , قام المالكي بإصدار أمر انسحاب اربعة فرق عسكرية متواجدة في المنطقة الغربية من العراق ” محافظات الموصل وصلاح الدين والانبار ” وأمرهم بترك اسلحتهم دون اخلائها او اتلافها . مما سهل على عناصر داعش السيطرة عليها واستخدامها وكانت كثيرة وفاعلة . أكثر من 2400 آلية عسكرية مختلفة بين دروع وراجمات صواريخ وعجلات همر مسلّحة وعدد كبير من كتائب المدفعية بمختلف انواعها واحجامها والكثير من الاسلحة الساندة والخفيفة علاوة على مخازن العتاد . كل عناصر داعش التي استولت على موجودات الاربع فرق كانوا بحدود 1500 شخص مسلحين بالاسلحة الخفيفة بعض الهاونات المحمولة وانواع من البنادق ، كلاشنكوف وبي كي سي و قاذفات يدوية مثل آر بي جي سفن وبعض القنابل اليدوية ، رمانات ، . تم انجاز هذه الصفحة بشكل سريع وسيطرت عناصر داعش على هذه المناطق وقامت بالتدمير الممنهج المرسوم لها من تخريب كل شيء وقتل كل المعارضين للمحتل ولها . دول التحالف والحكومة ساهموا ايضاً بالتخريب من خلال ادعائهم محاربة داعش , فتم تخريب كل البنية التحتية لهذه المناطق وخاصة محافظة الموصل . كانت مناطق سنّية تتخللها مجاميع من المسيحيين واليزيدية . حركوا داعش لضربها بغية الاساءة للإسلام واعطاء الشرعية العامة لضربهم أي داعش ومشروعية تخريب المناطق المتواجدين فيها .
2 ـ الهدف الثاني المهم لدول الاستعمار من خلقهم لداعش هو تجميع اكبر عدد من المعارضين للدول الاستعمارية المحتلة بمختلف اشكالها واسمائها ” امريكا واسرائيل وايران ومن يواليهم مثل النظامين العراقي والسوري ” ريث ما تتم تصفيتهم الباغين للجهاد وبدافعه . وهذه حالة تدركها دول الاستعمار وتخشاها منذ زمن بعيد من تاريخ الصراع الاسلامي مع اعدائه ومعاديه فأرادت دول الاستعمار وعلى رأسهم امريكا وايران ومن يواليهم جمع هؤلاء ظمن دائرة داعش ” في مكان محدد للقتل والابادة ” والقضاء عليهم لأنهم ” يشكلون خطر كامن ضدهم كمحتلين معتدين ” فلو نتمعن بالتشكيل البشري لداعش نراه من مختلف دول العالم . هؤلاء المقاتلين يشكلون خطر على دول الاستعمار في مناطقهم الاصلية ومشكلة عويصة ضربهم غاية في الصعوبة . هذه المجاميع عندما قاتلت تحت لواء داعش لم تعر اهمية لشيء بقدر محاربتها لدول العدوان , ومن الصعوبة ان تفهم هذه المجاميع نوايا داعش وما ترمي اليه ومن هم وراء صناعتها . انهم صدّقوا ما ترفعه داعش من شعارات اسلامية لمحاربة ومقاتلة المستعمر المحتل . تم تضليلهم بذكاء ودهاء مدروس . من المفارقات ان المالكي شطح في عدد من تصريحاته حول معارضة اهل الانبار ووصفهم ” بجماعة يزيد ” مستغلا الطائفية وهذ ا شيء مضحك , وقال ايظا في حال عدم اعتماده كرئيس وزراء للمرة الثالثة على العراق قال ” سأحرق الدنيا ” وفعلا تم له ذلك . وتم من خلال هذه ا” لفبركة والمسرحية المبطّنة ” المهينة تأجيج حالة الطائفية وتحريض ” الشيعة ضد السنّة ” في مناطق تواجدهم واعلن عدد من مراجع الشيعة البارزين من حوزة النجف العراقية وحوزة قم الايرانية حالة ” الجهاد الكفائي ” بتشكيل ” الحشد الشعبي ” واعتبار المناطق السنّية المفروضة عليهم داعش اعتبروها حاضنة لداعش .
3ـ الهدف الثالث من صناعة وتأسيس داعش . استخدامها كورقة عسكرية واقتصادية وتخريب وابادة في مناطق نشاطها وخارجها , اجبروا اطراف عديدة لشراء السلاح والعتاد واستيفاء اجور يتقاضونها عن محاربتهم لداعش . وكذلك مشروعية تخريب البنية التحتية من جسور ومستشفيات ودور سكن ومدارس واستنزاف الدول المتضررة فيها هذه المنشآت على اعادة اعمارها من خلال شراء مستلزمات اعادة بنائها وبيع خدمات الاعمار . داعش كانت صفحة من صفحات الصراع العربي الاسلامي الاستعماري الذي تقوده الولايات المتحدة الامريكية . حالة الخسارة المادية والبشرية والبنيوية المهولة التي حلت بدول عربية معيّنة وبمجاميع اسلامية كثيرة , كبيرة ومؤثرة وقد نجح المستعمرين بها نجاحا كبيرا . وكما يقول المثل العراقي ” من لحم ثورك اطعمك ” القاتل والمقتول والتمويل اسلامي ” يا لسعادة دول الاستعمار ” طالقين الرمح سالمين الخسارة “
لكن تبقى حالة القلق والاستنفار قائمة لهؤلاء المستعمرين المجرمين اللصوص قائمة تؤرّقهم باستمرار ولن تنتهي مادام هناك من يسعى لنصرة دينه وامته الاسلامية . ليس من خلال داعش لكن من خلال المنهج والمبدأ والشرع الجهادي الصادق الصحيح للاسلام ومواجهة اعدائه به . تحاول دول الاستعمار جاهدة منذ زمن بعيد الغاء هذا المبدأ أو تشويهه وحذفه من القرآن فلم تستطع لكنها تحاول تشويش جوهره و سرعان ما ينكشف ويتضح مكرهم في ذلك . . يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين .