23 نوفمبر، 2024 4:39 ص
Search
Close this search box.

داعش بين علي وعمر!

داعش بين علي وعمر!

لعل العنوان مثير وقد يثير شهية البعض في الحديث المسترسل عن العلاقة بين الامام والخليفة الثاني لكنني لااقصد من العنوان الا الحديث عن امكانية ترميم العلاقة بين الشيعة والسنة في اطار الحرب المعلنة على داعش وحرب داعش المعلنة على الشيعة والسنة!.
للاخوة السنة اقول ان الشيعة افضل لكم من عناصر داعش وهاهي التجربة السورية تكشف طبيعة هذه المنظمة السرية التي تقاتل من اجل جهاد المناكحة في حلب ودرعا ودير الزور ودير عطيه اكثر مماتقاتل بشار الاسد ونظام الحكم السوري!.
ان الشيعة يحترمون اخوتهم السنة على الاقل في الوطنية وان اختلفوا في التوجهات العقدية والفكرية وفي طبيعة فهم الاسلام واذا كانت المسالة خلافا في التصور ازاء الاسلام فان تاريخ العلاقة لم يتحدث عن مذابح بين الفريقين في العراق مثال المذابح التي جرت بين الدروز والمسيحيين والمسيحيين مع بعضهم بل ان التاريخ يتحدث عن تلاحم وتماسك والفة وروح اسلامية كانت تسري كالضوء بين علماء الشيعة وعلماء السنة ولعل التيار الاسلامي الشيعي العراقي يتذكر باجلال كبير تضحيات الشيخ عبد العزيز البدري مثلما يحتفط باجلال تجربة الخليفة عمر بن عبد العزيز الذي اعاد فدك وانصف الائمة عليهم السلام واعاد العطاء للموالين لاهل البيت عليهم السلام من قطعت ارزاقهم ومستحقاتهم المالية من بيت مال المسلمين على امتداد فترة تاريخ الدولة الاموية.
ان التشيع مهد التسنن ومن لايحب عليا لايحب عمر ومن كان مستمسكا بالعروة الوثقى وهي التوحيد فهو يحب ويتعاطف ويتمسك بعقيدة الخلف من اهل البيت عليهم السلام الذين طهرهم الله ونزههم واوجب على الخلق طاعتهم لانهم البوابة المثالية لاستلهام الاسلام والعمل بالاحكام الشرعية واقامة حدود الدولة وتاكيد ان الله هو الحي الذي لايموت وهو ربنا ورب المستضعفين في الارض ورب القيم والرسالات.
من يحب عليا يجب ان يحب اهل السنة لان علي عليه السلام كان للناس كافة ولم يكن لطائفة دون اخرى ولم يشكل تيارا للتنافس على سلطة بل تشكل تيار من بعده من الذين احبوه وتمثلوا ارادته الفكرية والقيمية في الحياة ومن يحب عمر لن يبغض عليا لان عمر اكد وهو في قمة السلطة وعلى راس الدولة الاسلامية مكانة علي في الاسلام ومكانته عنده حين قال (لولا علي لهلك عمر) وقوله( ماابقاني الله لمعضلة الا ولها ابو الحسن) وهو تاكيد كبير على قوة الامام في الدولة ومكانته العليا في اطار تسيير شؤون الحكم في عهد الخلفة الثاني.
لامكان لداعش بين الشيعة والسنة ولامكان لها في صفةف المجتمع الاسلامي ولن يكون لها مكان في حيز التجربة الانسانية اذ التجربة والتمدن والحضارة الانسانية والقيم المطلقة وحركة الحياة بكل مضامينها ومظاهرها الانسانية ترفض مثل هذا اللون من عناصر الشر التي جبلت على القتل والذبح والاغتصاب والاستئناس بالمجازر.
نحن امام واقع سياسي مرير وتجربة تاريخية تحتم اما ان نكون بمستوى الفعل التاريخي او لانكون وقد ننحدر بالحرب الى اتعس واقسى من تجربة داعش لهذا فان الامر خطير والتجربة مريرة وعلى العلماء والمرجعيات الدينية التي تحكم اتباعها في الفريقين ان يكونوا بمستوى المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقهم في حفظ الدين وصيانة المسلمين وحماية الحقوق المدنية للناس والدعوة الى التوحد ونبذ الفرقة ووعي جذور المؤامرة الداعشية القذرة وهي تحاول ان توقع بين الفريقين وتجري الدم الغزير بينهما لحسابات دموية متطرفة لاعلاقة لها بالانسان.
ان علي عليه السلام رائد من رواد الكلمة المسؤولة والحياة الاسلامية المنفتحة على الخير والتعاون والاسهام في بناء تجربة الاسلام والانسان ومحال ان يقف هذا الامام واتباعه ضد السنة لانهم لم يتنكبوا الطريقة التي اعتمدها الشيعة في فهم نظرية الامامة بل ان الامامة مسالة غير مفروضة كبيعة الخليفة على الخلافة وتولي الامر وادارة الامة وفي حين تخلو الامامة من شرط البيعة العلنية والتركيز على البيعة الباطنية وماتتضمنه من اظهار السلوك الاسلامي الحسن والعمل بالسنة النبوية الشريفة واحكام الاسلام من خلال رؤية الائمة عليهم السلام تاتي الخلافة كما فرضتها السقيفة ومن سار بعد السقيفة من روايات واحاديث لتفرض البيعة وقد دفع المجتمع الاسلامي بسبب الفرض اثمانا باهضة ليس اقلها حروب الردة في عهد الخليفة الاول.
مااريد قوله..ان داعش جسم غريب على الرسالة والتجربة الاسلامية الاولى وتجارب الاسلام المتقدمة في نشوء المنظمات والحركات الثورية في العالم الاسلامي ولعلها (داعش) منظمة اسرائيلية والدليل انها منذ التاسيس والظهور السري في العراق وسوريا لم تقتل اسرائيليا واحدا ولم تكتب بيانا واحدا ضد اغتصاب العدو الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية المحتلة ولم تقل شيئا لافي يوم الارض ولا في ذكرى الانتفاضة ولا في احتلال فلسطين عام 1948 ولافي هزيمة ال1967 ولم تتحدث عن شيء له علاقة بالحروب العربية مع الكيان الصهيوني وكان همها المحوري ولازال كيف تقتل الشيعي وتغتصب البنات في حلب والشرقاط وتعيث في الارض فسادا وتعلن الحرب على كل شيء له علاقة بالحياة والجمال والانسان.

أحدث المقالات

أحدث المقالات