ذكرنا في المقال الاول سبب تسميتي للدولة الاسلامية في العراق والشام بداعش .. واليوم سنبين لماذا سميتها بنسختها السامرائية فكما ذكرت ان زعيم التنظيم –الخليفة – سامرائي وليس هذا فحسب لكن اردنا ان نميز بين داعش السامرائية وداعش الصفوية .! فكيف ذلك ؟ وهل توجد داعش صفوية ؟..
اصبح معروفا لغالبية المتابعين لتنظيم القاعدة من انها مخترقة من قبل عدة جهات سنتحدث عن السيئين فيها وهم الايرانيون وقد ساعدهم هذا طريق التمويل والتموين وداعش منذ ان كانت قاعدة امتنعت عن ضرب ايران او القيام باي اعمال انتقامية منها وذلك لانها كانت تنفذ اوامر الظواهري بحجة الرغبة باستمرار طرق التموين من رجال ومال وسلاح فايران تقع في الوسط بين العراق وافغانستان ..وقد علمت ان داعش السامرائية منذ ان انشقت عن القاعدة وكان انشقاقا موفق برأي لان كثرة اختراقات القاعدة جعل اسمها غير نظيف واصبحت حتى القوى الوطنية والمؤيده لها تتذمر من افعالها او ما ينسب اليها من القواعد التي هي بامرة ايران وامريكا ,ولما كانت داعش لا تزال تدين بالولاء للظواهري باعتباره الاقدم ومصدر التنظيم والاصل فانها كانت بقيادتها وقواعدها تتذمر من اوامر الظواهري بعدم ضرب ايران لكنها مع ذلك نفذت هذه الاوامر كما اسلفنا, وقد جرت عدة محاولات ايضا لتطبيق نفس الخطة ضد القاعدة فيظهر ناس بدائيين ويقتلون سواق شاحنات سوريين لا علاقة لهم بما يجري !..لكن اسائة سمعة داعش اشتدت اكثر بعد ان سيطرت والقوات المشتركة على الموصل كان الغرض من القيام باعمال تؤدي الى شيطنة داعش والقضاء على سمعتها وخسارة مؤيديها . ولم تكن داعش ذات نسخة ايرانية فقط فظهر ان المالكي لديه نسخة ايضا من داعش وهو ما ثبت من خلال القاء القبض على مجموعة كانت تحمل شعار داعش وتلبس مثلهم وهؤلاء هم الابطال الحقيقيين لتهجير النصارى من الموصل حيث طبعوا ووزعوا وسرقوا مقتنيات الهاربين ولصقوا على بيوت المهجرين مطبوعات تحمل شعار داعش واتضح انهم منتسبين لقوات المالكي..وداعش المالكي كانت وراء خبر انها ستدمر المراقد في كربلاء والنجف ثم نشر خبر وصورة مفادها ان داعش تحرق كنيسة في الموصل اتضح ان تلك الكنيسة قد حرقت في مصر .كذلك قيام داعش المالكي بالادعاء من ان داعش قتلت 1700 من افراد الجيش طبعا دون ان يثبت ذلك بصور او فلم وانما ظهرت مجموعة تقتل عدة اشخاص او جنود مقيدي الايادي .. كذلك نشر صورة تدعي ان داعش قد احرقت ودمرت –النركيلات – والسجائر في الموصل بينما الحقيقة ان تلك الصورة تم التقاطها في سوريا !! وغيرها مما لم تصلنا معلومات عنها .
ان كان اختراق داعش قد اصبح صعبا بعد ان انفردت بعيدا عن القاعدة فان عمل – كوبي داعش ليس بالصعب – مجموعة رجال تلبس وتتسلح مثلهم وتنفذ عمليات تسيء لداعش وتنسبها اليها .
كما ارى فان ابو بكر البغدادي يؤمن ب- الغاية تبرر الوسيلة – فتراه لا يتحرج في بيع مشتقات النفط الى ايران او الى حكومة سوريا بنفس الوقت الذي يقاتلهم فيه !..
اذن غاية التنظيم كما يبدوا لي هو التخلص من عبئ التبعية للظواهري او على اقل تقدير الحصول على حرية الحركة اللامركزية والاعتماد على الذات لا سيما بعد ان بدأت لاول مرة بتاريخ القاعدة منذ الاطاحة بالملا في افغانستان حيازة ارض تهيمن عليها وتستطيع ان تتحرك وتختبئ وتمتلك مقرات تمثلها .ثم اصبح لديها مورد مالي ربما يكون مستمر ولا ننسى السلاح هدية المالكي ..ثم ان اتباعها بدؤا بالزيادة واصبح المتطوعين لا يذهبون للقاعدة وانما لداعش وربما سينتهي تنظيم القاعدة او يضمحل تدريجيا في العراق .
وبنفس الوقت فان البغدادي قد كسر القاعدة التي ترفض التعاون مع القوى الاخرى وقد جرب بتحالفاته وذاق حلاوة النجا ح و لا شك من انه سيعمد على تطبيق هذه النظرية او المبادرة على سوريا ..ولكن بعد الانتهاء من المشاكل التي تواجهه في سوريا .
واذا كنت منظرا للدولة الاسلامية في العراق والشام فاني سانصحها بالعمل على تبييض صورتها لدى الناس من خلال مثلا تحديد جهة واحدة فقط تصدر بياناتها وعملياتها ولا ادري ربما اذا امتلكت محطة فضائية او تلفزيونية فان الامور ستتغير والتي يجب ان تتغير ذلك ان تراكم الاعمال التي تسيئ للدولة ستؤدي لكارثة وانها ستقامر ليس بخسارة مؤيديها وانما بخسارة التحالف لان أي اساءة لداعش هي اساءة للثورة المجيدة التي قادها الشعب المظلوم ضد الطاغية .فرغم ان قواتها مشغولة الان في سوريا الا انها لا يجب ان تترك موضوع تهجير النصارى بدون توضيح رسمي يبين الحقائق .
وبرأي فان البغدادي لا بد من ان يتخذ خطوة شجاعة اخرى ويعمد على اسلوب التدرج في التغيير بديلا عن التغيير القطعي المباشر والا فاننا سنرى اعمالا وافعالا اخرى سيئة تنسب لهم .
عندها لن ينفع النفي او تصحيح الخطأ واحسن دليل على ذلك تهجير النصارئ الذي نشرته جميع وسائل الاعلام في العالم ولصقت برقلة التنظيم فرغم التكذيب او اظهار الحقيقة الا ان القناعة قد لصقت بعقول الناس .
الطريق صعب ووعر امام (دولة الخلافة ) وعليها من وجهة نظري التي قد تكون خاطئة ان تزيد في توسيع قاعدة تحالفاتها وان تعمد على حل خلافاتها حتى مع اعدائها الذين يقفون ضد اعدائها الستراتيجيين ورغم ان الاخوان المسلمين ابان حكم مورسي قد قصموا ظهر مقاتلي دولة الخلافة في سيناء وقواعدهم وهم بذلك قد افشلوا واخروا اي عملية عسكرية ضد اسرائيل اللقيطة كان يزمع اتخاذها خليفة الدولة الا ان واقع ان داعش لا تتعدى العشرة الاف مقاتل الان الا بقليل ويعني ذلك عدم قدرتها ان تسيطر وتدير الارض وما عليها فان تحالفاتها مع القوى التي تشترك معها في عدو واحد يمكن ان ترفع هذا الكاهل عنها لا سيما وان مقاتليها لا يملكون الخبرة ورغم دعوتها لاستقدام ذوي الكفاءات الى الموصل للمساهمة في بناء وتطويرها الا ان ذلك فشل مؤقتا لقلة المتوجهين اليها الامر الذي لم يحقق طموحها .
اذن من المتوقع ان تقوم الدولة الاسلامية في العراق والشام بعمليات عسكرية ضد ايران ربما مباشرة بعد اقتحام بغداد وتحريرها حيث ظهر لدي انها اولوية .. وفي تأكيد على رفع عباءة الظواهري عن التنظيم واوامره المتكررة بعدم ضرب ايران كنت ارغب ببيان تداعيات هذا الامر بهذا المقال لكن يظهر انني سادرجه في مقال اخر بهذه السلسلة فانتظروا .!