هيمن اسم داعش على المشهد الاعلامي والامني للعالم العربي والاسلامي والعالمي على حد سواء في هذا الفصل الذي جرت فيه احداث الموصل ، وفي الاعلام ووسائله المختلفة كما في البيانات الامنية والعسكرية تتصاعد وتتهافت الارقام في عرض الانجازات والخسائر بايقاع متواز واضح بين اطراف المعادلة كالحكومات ومن يواليها وداعش والموالين لها وجمهورها وداعميها وراكبيها .
ان داعش وبسبب فضاعة الجريمة الانسانية التاريخية الحضارية التي ترتكبها وسوداوينها ولما تشكله من منزلق خطير وتهديدا كبيرا لحياة الدول والشعوب ، فانها تستحق اهتماما اعلاميا مركبا يتجاوز عرض الحدث وينفذ الى عمق المواجهة في تفكيك هذه المنظومة وفصل الاغراض والاستخدامات السياسية لمسميات الفكر والفقه والثقافة الاسلامية من قبل الدول والجماعات الداعشية .
ان هذه الكثافة الاعلامية لعرض داعش والهيمنة على المشهد الاعلامي وكذلك الامني تجعل من داعش اليوم سوقا عالميا رائجا غير مسبوق في تسويق واستيراد الاجرام والجريمة والارهاب والجهل والظلامية في العالم العربي والاسلامي وحتى في العالم الغربي ولو بنطاق محدود ، وبذات الوقت فان هذه الهيمنة الاعلامية والرواج يوفر الاغطية المناسبة لممارسة الاجرام والعنف في اي مكان من العالم باستثناء ( الكيان الاسرائيلي ) شريطة ان يكون المنتج ( الداعشي ) المستخدم في الجريمة اصلي المنشأ ، بمعنى مروره بمنهج دورات الصحراء العربية في شبه الجزيرة ونام في الجحور والكهوف ، وتجلد في اليمن وانسلخ عن انسانيته ، ليتلبس بوعي اخر لزمان اخر ومكان اخر ويكون جاهزا لاستخدامه بفاعلية كبيرة فيي مواجهة امه وابيه واهله وبنيه لاهداف صانعيه .
لكن هذه الداعش الطافية اليوم على السطح وما يرافقها من امكان دعائي ومادي واجرامي سواء بغطائها العام ( الدول والمذهبية ) او ما تكتنزه كمجموعة ذاتيا ، فانها تبدو ضعيفة وستتقوض وتضمحل ثم تتلاشى لانها اصبحت مشخصة وبارزة للجميع وتحت الشمس وهي لاتقاوم الوضوح ابدا ولاتقف امام الوعي مطلقا ، كذلك فان هذا البروز يجعل امر استهدافهاا ليس صعبا او معقدا فضلا عن الرفض المجتمعي وعدم التكيف مع وباء داعش الوهابي عند الاقتراب منه او العيش معه .
ان داعش عندما تصبح مطبة استخبارية وسياسية ويجري انتاجها على الطريقة الصينية ( نسخ الشكل ) فان الشركات الاصلية لهذا المنتج ستعلن عن نفسها كثيرا وستتبرأ من المنتج المزور وتتهمه بالارهاب والاجرام وتعلن الحرب عليه بشكل او باخر وسوف لن ينفعها ذلك الا باظهار النسخ الاصلية للعالم وكشف القوالب الحقيقية والفوارق مع الدواعش المزورة ، ليتضح انهما متطابقان في كل شيء ومختلفان في جهة التسويق وعائدية الارباح ، ويمكن التدقيق في تفاصيل المجاميع الداعشية القاعدية الحامضية المتواجدة في سوريا وفرز المزور والاصلي منها بحسب شهادات المنشأ .
القلق من داعش ليس موضوع العراق والعراقيين وليس موضوع سوريا والسوريين ولا لبنان ولا اللبنانيين ابدا ، لانهم سيمرون ( الدواعش ) طارئين ، وهذه الدول ليس دول المنشأ لهذا المنتج السرطاني ، وبالتالي فان مكافحته او انهائه ليست صعبة وان اخذت بعض الوقت ، الكلام والموضوع هو في دول المنشأ لهذا المنتج في السعودية وفي الامارات وفي الاردن والكويت ، ولعل السعودية هي الدولة الاكثر التي ستواجه خطر داعش ، لان المسرح المجتمعي والسياسي في المملكة مهيء لانتشارها ، واذا كان من اجراء استباقي فهو لا يخلو من خيارين لحكومة المملكة ، فهي اما ان ترفع الغطاء عن مؤسسات داعش وتنهي وجودها في المملكة وباي تخصص كان ، او ان حكومة المملكة تكون جزء من داعش ليتسنى للمجتمع الدولي محاربتها واتخاذ التدابير اللازمة لحفظ الناس .
———-
( منصب رئيس الوزراء ) ورم سرطاني خبيث في رأس العراقيين !!
خالد القره غولي
الغبارالمتعمد الذي أثير عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة حول جدلية الكتلة الاكبر ومنصب رئيس الوزراء … لم تأت من فراغ بل تقف ورائها سلطات متعددة وأحزاب وتكتلات سياسيه واجندات خارجية متعدده … بل وصل الأمر الى إشراك دول الجوار في تحديد هوية رئيس وزراء العراق المقبل قبل انتخابه أصلا … المواطن العراقي والعربي على معرفة تامة بمن يحق له الترشيح أولا وعلى من سلط الضوء وحشدت له مختلف الاتجاهات والأصوات والدعايات الإعلامية المتقنة والمغرضة … ويشاركني الجميع بان طريق الفوز لم يكن شائكا كثيرا لأن العراقيل والمعوقات التي وضعت ما هي إلا عبارة عن قشوروأغلفة كاذبة تجري من تحتها أوامر معروفة للجميع , وأتذكر جيدا ويتذكرمعي العراقيون , ما حدث عام 2010 بعد انتخابات الدورة الثانية في اربيل وتم اقصاء الدكتوراياد علاوي الفائز بالمركز الاول مع قائمته العراقية واعادة رئاسة مجلس الوزراء الى السيد المالكي اي للتحالف الوطني الذي جاء بالمركز الثاني وسط صمت ودهشة واستغراب الجميع , وحدث الذي حدث وإذا بربان سفينة العراق وقائد دفتها يصبح عصياً لاختياره وانتظرنا وتابعنا ما حدث طائفة تؤيد وحزب يعترض وتكتل ينتقد وكأن انتخابات دولة رئيس الوزراء اكبر من الانتخابات البرلمانية , أجيب والحسرة لا تفارقني كوني عراقي لي اخوة اصدقاء اعزاء من البصرة واربيل وصلاح الدين والنجف الاشرف وبغداد وميسان والموصل لم يقترب منا أو يرنوا من مشاعرنا إننا نمثل محافظة ما أو مذهبا ما بل كنا معاً نعمل من اجل العراق تحت شعار واحد لا غيره عراقي + عراقي = عراقي , بعد حدوث خروقات كبيرة ومراوغات وصراعات واتفاقات سرية وعلنية بين المتنافسين خرج من أزمة , ىوانتقلت من ساحة التنافس الشريف إلى ساحة للمعركة الطائفية المقيتة , وللذين لا يعلمون بان جميع الأسلحة قد استخدمت السياسية والحزبية والمالية والمناطقية والمذهبية والجهوية تحت غطاء التهديد للخروج من عنق زجاجة الاتهامات ويمكن ان تعود نفس الوجوه الى مقاعد البرلمان , وخلت من الوجوه الجديده من أصحاب الشهادات العليا والخبراء وهذا حال الديمقراطية الجديدة في العراق وفي الوقت الذي يترجح كفة احد المرشحين تنزل في اليوم الثاني هاوية بسبب تعرج طرق مضافة أخرى واستغراب جديد عما يكسبه رئيس الوزراء والأعضاء المنتخبين بعد إن تحولت الانتخابات إلى كرنفال قتالي انتقل من وسائل الإعلام إلى قاعات مغلقة تحت المظلة السياسية الجديدة ومن الطريف جدا في هذا الموضوع ولأول مرة في تاريخ العراق المعاصر تدخل وحضور شخصيات سياسية وحزبية ابعد ما يكونوا , والايام المقبلة تشهد من يفوز وينتصر, ويهرب من يريد ان يهرب لكن النزيف استمر يخرج من بين العيون الحزينة والقلوب المكبوتة وهي ترى بأم عينها تمزيق صفحة الوحدة العراقية بعد أن تمزقت سياسيا وهاهي الآن تتمزق اجتماعيا وثقافيا أقولها وبلا خوف أن وحدة العراق هي الهدف الأسمى من الفوز بمنصب رئيس الوزراء المقبل أو تسلق منصات التتويج وإذا ما أراد الفائزون أن يتفقوا , أن ما حدث قبل الانتخابات ورقة بوليسية عادية استخدمها احد ما لغرض الفوز , ولا اريد ان اقصد آو اسمي أحدا ما وكل الفائزين والمنسحبين صفحاتهم بيضاء في سجل الوطنية الخالد لكنني انصح الجميع من الفائزين والمنسحبين بفعل فاعل أن يعملوا من اجل العراق الموحد العزيز ومن الله التوفيق .