اصبحت امريكا راعية وداعمة للارهاب وان يكن هذا الدعم موجها لتنظيمات جهادية بعينها – ” داعش ” وفصائل أو مجاميع مسلحة وبمسميات ” النصرة والجيش الحر وجيش الشام .. الخ ” .. . مذكرات كلنتون والتي ضمنتها بكتابها ” خيارات صعبة ” واعترافها بالقول ” ان امريكا هي من اسست داعش لتقسيم الشرق الاوسط ” . .. عشرات التقارير الاستخبارتية التي ظهرت من عملاء سابقين في ال CIA اكدوا خلالها على وجود تعاون وثيق بين تلك التنظيمات والولايات المتحدة الامريكية وبعضا من البلدان الاوربية تقف بريطانيا بمقدمتها . يكشف الموظف السابق في وكالة الامن القومي الامريكي ” ادوارد سنودن ” عن وثائق سرية صادرة عن وكالة الأمن القومي الأمريكي ، أكدت أن تنظيم داعش الإرهابي هو صنيعة الاستخبارات الأمريكية والبريطانية والاسرائيلية كجزء من الاستراتيجية المسماة(( عش الدبابير)) بهدف استقطاب المتطرفين من كل أنحاء العالم وتوجيههم إلى سوريا. وبحسب وثائق سنودن التي أوردها الدبلوماسي الروسي السابق والخبير في شؤون الشرق الأوسط ( فيتشسلاف ماتوزوف ) فإن أجهزة الاستخبارات الأمريكية والبريطانية والاسرائيلية تتحمل مسؤولية إنشاء داعش لافتاً إلى أن متزعم التنظيم الإرهابي المدعو أبو بكر البغدادي خضع لتدريب عسكري مكثف لمدة عام كامل من قبل جهاز الموساد الاسرائيلي بالتوازي مع تلقيه دروساً في اللاهوت وفن الخطابة. ثم هناك العشرات ايضا من اللقاءات التلفزيونية لمحللين ودبلوماسيين امريكيين وغرب لم يخفوا ايضا سياسة امريكا اتجاه المجاميع الارهابية .. يقول الدبلوماسي الامريكي والعامل في في السفارة السعودية سابقا وهو مؤلف كتاب (زمن الارهاب ) السيد ” مايكل سبرينغمان ” :
لقد اجبرتني القنصلية الامريكية في السعودية باعطاء تأشيرات دخول لاثنين من المواطنيين الباكستانيين بعد رفضي باديء الامر باعطائهما تاشيرة الدخول الى الولايات المتحدة الامريكية بيد ان جائني اتصال من عملاء من ال CIA والسفير الامريكي هناك بمنح تأشيرة الدخول لهما ، مضيفا ان العشرات من هؤلاء كانت تدربهم قوات خاصة امريكية على اراضينا ” .. رمي الاكاذيب بسلال الدول للتأثير على قناعاتها وخداع البعض منها او ان البعض الاخر يحبذ المضي بسياسة اطباق الجفون اثناء اليقظة . .. وهل انتهى الدور الامريكي عند هذا الحد ؟ بالطبع لا . فداعش العراق وكيف كانت الطائرات الامريكية تسقط السلاح والمؤمن في مناطق تواجد داعش وحسب العديد من روايات الجند المتواجدين بالتماس معهم ، وحتى ظهرت هناك فيديوات وثقت الحدث .. .
ظرب مجاميع الحشد العراقي بعد محاصرة تلك المجاميع .. . توفير وسائل اتصال بتكنلوجيا عاليه والسماح لهم باستخدام نوافذ التواصل الاجتماعي لنشر الفكر المتشدد .. السماح للالاف من الجهاديين الاوربيين بالدخول لسورية عن طريق المتعاون تركيا . .. الاستعانة بالمال السعودي والقطري والماكنة الاعلامية الخليجية من اجل قلب الحقائق وصناعة رأي عام يكون بعيدا عن الحقيقة التي لم يعد بمقدور مجمل العقل العربي من استيعابها من خلال التشويش عليه . .. واخيرا وليس اخرا ماقامت به الطائرات الامريكية من مجزرة وحشية بمقتل 60 من الجند السورين وجرح العشرات حينما وجهت طائراتها صواريخها اليهم ليمكنوا داعش من احتلال جزء مهم من الاراضي القريبة من مطار دير الزور . الامر الذي شكل ردت فعل قوية من جانب روسيا ، حيث أشارت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إلى أنه يستنتج من هذه الضربات أن الولايات المتحدة ( تدافع عن تنظيم “داعش” ) . قائلة: “إذا كانت لدينا في وقت سابق شكوك بأنهم ( تقصد امريكا ) يتسترون على جبهة النصرة.. فالآن وبعد هجمات اليوم على الجيش السوري نصل إلى استنتاج مرعب: (( البيت الأبيض يدافع عن تنظيم داعش )) .
فهل بعد هذا من دليل على ان امريكا هي من قامت بصناعة الموت المتمثل بانتاجها لجينات التطرف ، لتطور قدراتها بعد ذاك بحواضن في بلدها وبلدان اخرى تعاونت معها . وربما من سائل يسئل : كيف لامريكا ان تقتل ولدها البكر وترهبه بضرباتها الجويه ؟ وكذلك كيف لذلك الهجين ان بضرب اوربا وامريكا نفسها ؟ ، هي ملحمة كبيرة كبيرة كانت ولا بد من سبك وبناء متكامل لتلك الملحمة لتنأى امريكا عن نفسها بعد ذاك والدول والحكومات المشاركة معها لتظليل شعوبهم وشعوب المنطقة ، لكنما اليوم لم يعد هناك من مهرب فها هي روسيا ولاول مرة تتهم امريكا علنا باستنتاجها ، بان البيت الابيض هو من يتستر ويدافع عن تلك التنظيمات الارهابية . ويبقى السؤال : كيف لامريكا بعد هذا ان تتدارك الموقف وما هي الخطوات الجديدة ووفق اية استراتيجية قادمة تمكنها من دفع تلك الاتهامات عنها ؟ .. حتما العالم سيتغير بعد داعش – وسيتغير معها الشرق الاوسط الكبير بطوبغرافيته الحالية الى جغرافية وحكم ومعتقد وشعوب تتصارع بينها من اجل البقاء وحتى اتمام المئة سنة القادمة ليصار بعد ذاك الى انتاج متغير اخر وملاحم وفتن جديدة .