23 ديسمبر، 2024 1:17 م

داعش الموت والتقاعد..!

داعش الموت والتقاعد..!

أتعلمون بأننا الشعب الوحيد الذي اذا احبَّ شيئاً قتلهُ فلا يُعقل ما نحنُ عليهِ اليوم ، نُبصر النور لكن لانرى لااجملَ الاشياء ولاحتى اقبحها لاننا لم نعُد نميز ان القبيح قبيح والمناقض جميل طالما نُساوم على المحكمةِ العقليةِ الملتبسة بصمتنا المرير وتنصيبها خيرُ حاكم بالضمير القاضي بأستمرارِ مهرجانِ زهق الارواح والاموال بقيد المداولة ، كلَ يوم نُساهم على نصبِ مآتم الحزن في بيوتنا وكل ليلة شرالبلية يأكل كل ماهو جميل ، فتفاقم الوضع السائد من سيءٍ الى اسوأ ألا يبين لنا اننا في قلب دوامة الخطر المحدق بأجيالنا والذي قتل اطفالنا وحول فراشنا الكبير الذي نحيا به ليس بأكثر من تابوت كبير ، مقارنة بأبسط سياسة في باق الدول بمجال المجتمع المدني حيث نجدها ببساطة مثالية تمنح كل انسان حقه لانها تبدأ من الاطفال في بطون امهاتهم في مجالات ضمان الصحة والتعليم والتربية الى ان يتم اعدادهم ليُزجَ بهم في مفاصل الحياة ودوائرها الخدمية كي يطوروا ويخدموا وتكون المواطنة حاضرة معهم في كل لحظة فيخدموا بلادهم كي ترتفع بهم وبالمقابل تبقى خدمات القانون فعالة في دعمهم سواء بعد خدمتهم وحتى بعد مماتهم فالدول تَمنح المتقاعدون كل سبل الراحة لمكافئتهم بما حتم عليهم ضميرهم ومواطنتهم في خدمة ما ينتمون اليه كيفما كانت امكانيةبلدانهم المادية، اما نحنُ في ثاني بلد منتج للنفط في العالم  وغني بثروات عدة فلا يتم الامر على هذه الشاكلة لأن ابن البلد يُهان بشتى انواع الأهانة فقانون التقاعد اليوم يسعى الى جعل الموت البطيء يسرع في سريانه على كهالى هذا البلد الذين هم ابائنا اليوم ونحن وابنائنا بعدهم ، لقد تم الاستهزاء بحق المواطن الى حد كبير حيث اشار اقرار قانون التقاعد العام من ِقبل أُناس مسخ الله الرحمة من قلوبهم بالاجحاف ، فنصَّ بالتقريب على من قضى ثلاثين عام في خدمة البلد بان يتقاضى ٤٠٠،٠٠٠ الف دينار عراقي اي ٣٥٠$ دولار امريكي في الشهر الواحد والمفارقة ان يُقر تقاعد البرلماني والدرجات الخاصة بنسبة ٢٥٪ من راتبهم الاسمي اي راتبهم اليوم وهو ١٢،٠٠٠،٠٠٠ مليون دينار عراقي اي مايقارب١٠،٠٠٠$ دولار امريكي وبعد التقاعد سوف يستلم البرلماني الذي كان اصلاً مترف ٣،٠٠٠،٠٠٠ ملايين دينار عراقي أي ما يقارب ٢٥٠٠$ دولار امريكي ، اذن هذا هو الحال الجاري بسيناريو ذبح المواطن العراقي بشتى الطرق ، داعش من جانب والحكومة من الجانب الاخر فحين يكون هَّمَ صاحب القرار جيبه وكرشه فالنعجل بقراءة سورة الفاتحة على ارواح اجيالنا التي تربت على هذا الدمار أتعرفون لماذا لاننا لم نتقن انسانياً ما نعمل به مع ان الحقائق قريبة وواضحة تحت ارنبة انوفنا نرى ونسمع اخطاء السياسيين ونتناسى بمزاجنا ، ألم نمل من هذهِ اللامبالاة وعدم الادراك الطوعي فنحن نعاني من عسر التنفس في خانق سياسي بحت والادهى ان الحل بين ايدينا وبأمكاننا ان نجتمع على الخطأ وننبذه ونصر على اخضاعه وستكون النتيجة محتومة وايجابية للجميع  ، ألا يبين لنا كل ذلك ان ما جاء بهِ ساستنا الموجودين في دائرةِ الدمار لأكثرَ من عشرِ سنوات بأنهم لايفقهون شيئاً سوى براعتهم في ملء جيوبهم وكروشهم وهو مايوجب علينا ان نقلع ضروسنا المتآكلة بصناديق الاقتراع فمهما مرالزمان بنا لابد من وجودِ فرصةٍ قائمة للخلاص ِوتَغيير مافرضوه على البلد من محاصصةٍ مقيتة تجعلهم على الدوامِ مُعتلين سلطة الحكم واستبدالهم بعقولٍ جديدةٍ حداثوية تنهض بالسياسةِ وتجعل البلاد بعيدة عن مسلسلِ القتل .