23 ديسمبر، 2024 9:35 ص

داعش الملائكية .. داعش الشيطانية

داعش الملائكية .. داعش الشيطانية

لا بد وانكم تؤيدون قول اننا لا نزال نعيش تحت ابشع انواع التضليل الاعلامي والسيطرة والاستبداد وكأننا نعيش في عصر الظلمات وانكر النص الذي يقول اننا تحررنا من جميع مظاهر الاستعباد التي عاشها البشر في العصور السابقة و اننا اصبحنا متحضرين !وخير دليل على ما ورد هو حكم عملاء الصفويين في العراق الذين حولوه الى مقابر جماعية وقتل زادت مئات بل الاف ما كانوا يتهمون به الحكم الوطني السابق في العراق .ومفاهيم الشرف الوضيع عند هؤلاء تبع الصفويين تبيح لهم جرائم القتل على انواعها والتهجير و تهميش من يخالفهم في الرأي او العقيدة .. ومن يكون على شاكلتهم او يؤيدهم فهو منهم ولا يختلف عنهم مهما تغير لباسه .الى ان تحل العدالة وتطبيق شرع الله . في مقالاتي السابقة لم احاول ان ادافع عن داعش او ان ابيض صورتها كما وردني من ردود (لاني لست داعشيا واختلف في امور كثيرة معهم ولداعش ماكينة اعلامية وعناصر تستطيع ان تدافع عن نفسها ) ولكن ككاتب اسطر تحليلي ووجهة نظري التي بالتأكيد لن تعجب الجميع وخصوصا الجهلة منهم والصفويين .فأي منصف سيجد انتقاداتي بين السطور .لكني حين اكتب عن داعش فان اسلوبي لن يكون تهجميا شديدا لانها الان متحالفة مع قوى وطنية أأيدها حملت السلاح سوية ضد الظلم والتمييز العنصري والطائفية التي جاء بها ال صفو ! .وحرصا على روح الوحدة التي جاءت ثمارها بتحرير مدن عراقية من القلوب السوداء الظلامية الحاكمة .وقد وجدت كلماتي ظالتها في موقع السيد اياد الزاملي الذي اعطى بحبوحة حرة كتابية في موقعه بعدما كان ذابحنا ! .فتوسعت قاعدة قراءه ومتابعيه على اختلافاتهم الفكرية عكس بعض المواقع الاخرى التي يرد فيها نص ( الموقع غير مسؤول عن ما يرد فيه ويتحمل الكاتب مسؤولية ذلك ) بالرغم من انها لا تنشر الا ما يوافقها او يمدح مؤسسيها حتى وان كان الكاتب يحمل نفس العقيدة السياسية !! فاصبحت مغلقة على نفسها ومحدودة الانتشار.

خالف تعرف .. مارس هذا المبدأ كثيرا ممن يسعون للبروز على الساحة او بين اقرانهم وكان لافعال القاعدة الام وتوابعها ما يمكن ان نطلق عليهم اتباع هذا المثل او المبدأ , لكن احيانا لم تكن تلك المخالفات بالضرورة هي مخالفات شرعية لانها اضمحلت او تغيرت نتيجة تواتر الزمن او تم استبدالها نتيجة تقادم الزمن ايضا ونحن نتحدث عن ما يسمى عادات وتقاليد بلغتنا العربية تسمى – العرف – والعرف هو ما اعتاد عليه الناس من قول وفعل والعرف كفلته الشريعة الإسلامية في اهتمامها بالأفراد والجماعات من خلال اهتمامها بعاداتهم وأعرافهم وتنظيم علاقات بعضهم ببعض , والعرف افتى فيه جمهور العلماء (بوجوب العمل بالعرف منهم الأئمة الأربعة). وقوله تعالى: (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ).

ما اريد قوله ان خالف تعرف يجب ان تنتهي لانها لا تناسب فصيل قد عرف وحددت شخصيته منذ سنين وفصيل قد تحالف مع قوى اخرى ونجح في كسب ارض بتحالفه هذا وعليه فان رب العالمين بقوة كن فيكون حين تعامل مع البشر تدرج في تغيير وتبديل العرف والعادات السائدة بذلك الوقت

حين امر اولا (..لا تقربوا الصلاة وانتم سكارى ..) حتى بعد فترة من تدريب النفس والتعويد جاء التحريم الكلي ..وهذا هو رب العالمين في علاه فمن نحن حتى نرفض التدريج .. !!

وان رفض الدولة المدنية غير حكيم في هذا الزمن ايضا , أي دولة تنشأ حكومتها وتأخذ شرعيتها من طريقين اما اخذ النصرة من الشعب عن طريق الانتخابات في الدولة المدنية ( ولنفرض وجود فصائل وكلها تتساوى في المباديء معكم ولكل طريقته في العمل ) فلا بد هنا من انتخابات ( وامرهم شورى ) او يكتسب اي حكم شرعيته عن طريق الانقلاب ,الثورة , القتال وان اختيار القتال غير حكيم ايضا بل سيكون مدمر لفصيل الدولة وللاخرين ممن يتشاركون الهدف الواحد ودليلي في ذلك الاقتتال السيء بين داعش والنصرة رغم ان البعض يقول ان النصرة غدرت بداعش بعدما مونتها داعش بالسلاح وان البعض الاخر يقول لا هي فهمت كلام الظواهري بوجوب الفصل بين النصرة و الدولة بحيث تكون حدود عمل الدولة في العراق فقط والنصرة في سوريا فلذلك هي تنفذ وصية الظواهري! , مهما كانت الاسباب فالاقتتال معها او مع غيرها من الفصائل ومهما كان السبب فخسائره لا يمكن ان تكون مقبولة وهو اضهار لضعف لهذه الفصائل وتفككها وبالتالي خسارة كل المكتسبات لذلك نحن نخشى من ان يتكرر الامر هنا في العراق فالهدف المركزي يجب ان يبقى شاخصا امام ناظري الجميع وعدم الانجرار في الفرعيات التي يكون الاصرار عليها هلاك متبعها..

فلا يجب ان يغتر فصيل الدولة ويتجاهل بقية الفصائل المسلحة الاخرى ويلغيها كما ينفي ذلك ابو بكر البغدادي في احاديثه لذلك فان احترام بقية الفصائل يوجب لجم المقاتلين والناطقين باسم اي فصيل عن اي كلمات قد تحيد عن هذا المبدأ ( احترمني واحترمك ) ولا يجب ان تكون افعال اي فصيل مشوهة لبقية الفصائل الاخرى او لاغية لهم وان كانت تلك الافعال تاتي من ضمن مفهومهم العقائدي ( موضع الجدل ) فالثورة المتحدة هي في طور البنيان والبنيان يحتاج الى قواعد متينة وصلبة كي يواجه رياح التغيير والظلام واهم قاعدة هي كسب القلوب لا تنفيرها .

وكما شاهدنا نجاح مكاتب اعلام بقية الفصائل المسلحة الاخرى فان اعلام ( الدولة الاسلامية ) ضعيف جدا ولا يتناسب مع حجم المعركة فالاعلام اليوم هو سلاح فتاك اقوى من اسلحة الدمار ونشير هنا الى مسئلة تهجير النصارى وما حدث معهم فبالرغم من وصول معلومات لدينا تقول ان من قام بهذا العمل هم ( داعش المالكي ) وان التهمة قد التصقت ب( الدولة الاسلامية ) لم نجد اي اكتراث او اهتمام ينفي هذا العمل المستهجن واللا اسلامي فانت قبل ان تطلب الجزية من اهل الذمة عليك ان توفر شروط عديدة منها توفير الحماية والسكن والوظيفة والحياة الحرة الكريمة وتهتم

بالعجزة منهم والنساء والاطفال ثم بعدها تفرض عليهم الجزية .. وغيرها من الامور التي تثير السخرية اكثر مما يسمى تطبيقات اسلامية , لقد تعرض النصارى لحملات تهجير قسرية منذ سنين وكان اتباع الصفويين وغيرهم ابطالها فمن المعيب ان تلصق هذه الجريمة بالاسلام وبمن يقولون انهم يحملون الاسلام على عنوقهم.

الكرة الان بيد ( الدولة الاسلامية ) اما ان تعلن صراحة استنكارها لما جرى في الموصل للاخوة النصارى وتوضح الامور كما هي على حقيقتها وتصحح الخطأ فتكون داعش الملائكية او تبقى على سكوتها فتصبح داعش الشيطانية فالسكوت علامة الرضى .! وهي بذلك تقامر ليس في فقدان تحالفاتها وانما بشعبيتها لدى المسلمين لان ما حدث هو اغتصاب واخذ مال الغير بالاكراه .