داعش “المرعبة” يهدّد أمن الجيران والعالميساورني الشكّ احياناً واليقين أحياناً أخرى في أنّ أميركا لربّما العراق هو المقصود بالتحطيم لا صدّام ولا داعش , إذ يخيّل إليّ في كثير من الأحيان أنّ أميركا خلقها الله وخلقها الخالقون لأجل تحطيم العراق فقط , ولضربه فوق رأسه متى نهض حتّى هُيّئ لي من شدّة “الهذيان” عافاكم وعافانا الله عزيزي القارئ وكأنّي بتّ لا أرى في أحيان كثيرة هجرة الأوروبيّين المنفيّين منهم قبل خمسة قرون أو الطامحون منهم أو الهاربون صوب أميركا وإبادتهم خلق الله هناك ثمّ وما تملّكهم من همّة يُحسدون عليها في بنائهم أميركا وخوض أحفادهم حرب الشمال والجنوب ثمّ التوسّع عبر تأسيس ما عرفت بالقواعد العسكريّة الأميركيّة موزّعة على أغلب دول العالم واشتراكها بحربين عالميّتين زائداً حربها في كوريّا وفيتنام يُهيّأ لي وكأنّها كانت “تمارين استراتيجيّة” هدفها مواجهة عدوّها الأكبر العراق ؟ ليست من فوبيا أميركيّة انتابتني فأنا لا زلت واعي لما يدور داخل مملكتي العصبيّة كما وليست هذه الهواجس مبنيّة على معتقدات دينيّة ملأت بها كتب المسلمين والغربيين حول “الظهور” أو “العودة” أو “هرمجدون” فلله الحمد أعتبرها ليست أكثر من قصص وحكايات رُصّفت للتسلية مانحاً العذر لليالي الشتاء الطويلة المملّة على الناس فيُطلق العنان للخيال يجنح تحت الدفء إذ لولا الخيال لم يكن للتاريخ وجود.. وأعتقد بناءً على هذا الالحاح الأميركي بضرب العراق وباستمرار ؛ ولا حتّى ما عُرف بالاتّحاد السوفييتي كان العدوّ الحقيقي لأميركا بل العراق ؟.. حتّى وكأنّي تعرّضت لإعصار عصبي عنيف خاصّةً هذه الأيّام مبعثه أعاصير من الكذب الاعلامي المحلّي والعالمي ؛ أنّ كلّ ما سعت إليه أميركا منذ تأسيسها ولغاية اليوم ما هو إلاّ أمر مقصود أسّس له مجموعة أميركيّة متديّنة لا زالت تؤمن ببابل عاصمةً لها غرضها الرئيس الاستفراد بالعراق ؟ .. فهل هي صدفة مثلاً مرور هذه السنين الطويلة من أربع وعشرين سنة من القصف الليلي والنهاري على العراق ؟ .. قالوا هنّ ثلاثة عشر سنة قصف وحصار لإزاحة الطاغية , وبعدما نفضوا أيديهم , وكأنّهم ابتكروا “أسلحة الدمار الشامل” ثمّ وبعدما كشفوا للعالم صدقهم الملعلع بوجود تلك الأسلحة ألم يؤسّسوا لما أطق عليها “العمليّة السياسيّة” أم من أشرف عليها ؟ وكأنّي رأيتها ليست سوى عمليّة خدمة لمصالحهم ولإبقاء العراق معطّلاً بها تماماً .. ثمّ تطوّر بي الجنوح فأراها اليوم وكأنّها كانت عمليّة تهيئة لضربة قادمة لا يقوى عليها العراق حاليّاً , كادوا ينجحوا تماماً ويدخلوا العراق مرّةً ثانية أتون مشروعهم الكوني الّذي تعطّل سبعة أعوام , و بدون الحاجة لاختلاق داعش وبسهولة لولا صفقة روسيا التسليحيّة اللعينة ! , فما السرّ إذاً في استمرار القصف الأميركي الجوّيّ هذا على “أشرار” جدد دخلوا عالم محور الشرّ ؟ وهل هم فعلاً كذلك أم هو الاعلام الأميركي وما أدراك ما هو .. ها وقد زال الخطر عن العالم بقتل صدّام الشرّير أمام أنظار هذا العالم الّذي أصبح يترقّب أن يكون أكثر أماناً كما هو موعود فلماذا إذاً استمرّ قصف العراق لغاية اليوم دون انقطاع .. هل أراد الأميركيّون القول أنّ العراقيّين جميعهم أشرار؟ أم هو “استفلاگ” منها للوضع الدولي .. وهل تمويل القصف بهذه السهولة وقد دفع بآلتها العسكريّة العراق لهاوية الإفلاس .. فمن أين يأتيها التمويل كما يأتي داعش والقاعدة من قبل .. وهل نحن على أعتاب تنظيم إرهابي جديد تدشّن به أميركا العام الجديد .. وهل فعلاً هواجسي هي حقيقة أم هاجس “المؤامرة” يطاردني ويطارد كلّ من ظنّ بأميركا ظنّ السوء .. جمعوا العالم على العراق ودمّروه بذريعة تحرير الكويت وقلنا خطأ فادح ويكفّوا لكن استمرّ القصف “للقضاء على القاعدة” هذه المرّة وقلنا “بقايا وأزلام وإسلام متطرّف” وسيكفّوا .. لكنّا لم نعد ندري هل هم جاؤوا لقصف العراق لتخليص العراقيين من طاغية أم من أسلحة دمار أم لمحاربة القاعدة أم لمحاربة داعش أم ماذا .. وهلالقصف المستمرّ هذا لإسعاد العراقيين من مازوشيا أصيب بها بعد عقود من الحروب تعوّدوا عليها فلا يُسعدون إلاّ بالضرب والقصف وصدح أناشيد وطبول الحرب تبنّته أميركا رحمةً بهم من الله بعد أن عزّ الدواء “كبسول” أو “عطّاب” ؟ .. أم نبقى هكذا يثيرنا التساؤل تلو تساؤل .. ما السرّ بانتخاب السيّد العبادي بالتزامن مع “الحشد” والتجييش بعد أن كاد أو أدنى ضمن المالكي كرسيّ الحكم وأودعه جيبه للأبد ولغاية أبعد من حفيده “هلا” ومن المستحيل قلعه عراقيّاً من منصبه لولا جاءه ملك الموت كيري فانتاب الرجل ما انتابه لولا فسحة الأمل .. وهل داعش نعمة للمالكي كانت فانقلبت نقمة .. وهل ترحيب العبادي بتحشيد أوباما على أرض بلاده ترحيب يسبق العاصفة .. وهل هو التحشيد على أإرض العراق أمراً مقبولاً في الأعراف الدوليّة ؛ على هذا فالعراق يعتبر قد خرق قوانين الأمم المتّحدة لذا فاستوجب عليه التحشيد ! .. وهل “الاتفاقيّة الامنيّة” اتفاقيّة للعراق مع أميركا أم اتفاق بينه وبين أميركا والعالم معاً ؟ .. أم “الاتّفاقيّة” أمراً مبيّتاً ليس لأجل “الفكّة” ولا لغيرها بل لأجل عودة مبيّتة “مريحة” لخطط أميركا الحربيّة بدون لا قرار أممي مزعج ولا خوف من عراق مسلّح , لولا روسيا اللعينة “اضطرّت أميركا ابتكار داعش لأجل التحشيد الدولي لدخول العراق مجدّداً” .. وما علاقة أوامر السيّد العباديبعدم السماح لصوره تعلّق على الجدران وعدم إطلاق لقب “دولة الرئيس بعد الآن .. فهل هذه الأوامر عمليّة تسهيل سريعة على العراقيين لهضم ترحيب العبادي بالتحشيد الأميركي فيما لو أطلقه .. لربّما جنوح خيال منّي زائد عن اللزوم ..