السيد بان كي مون هو الامين العام لهيئة الامم المتحدة , حضر الى بغداد للاطلاع بنفسه على عمليات مقاومة ارهاب ( داعش ) في العراق , وداعش هو مختصر ( الدولة الاسلامية في العراق والشام ) وتضم جماعة من المسلمين السنة عقدوا العزم على اقامة دولة اسلامية في كل من العراق والشام مستخدمين كل الوسائل السلمية وغير السلمية لتحقيق اهدافهم الاسلامية كما يدعون . هذه الجماعة تشكلت لتعمل على اسقاط الحكومة التي يسيطر عليها الشيعة الاثنى عشرية في العراق باعتبارها حكومة جاء بها الاحتلال الامريكي الغاشم , وكذلك اسقاط الحكومة السورية التي يسيطر عليها العلويون ( وهي فرقة اعترف بها الشيعة مؤخراً ) باعتبار ان العلويين لا يشكلون سوى 15% من الشعب السوري والبقية مسلمون سنة مع أقلية مسيحية .
امريكا تعتبر داعش منظمة ارهابية يجب القضاء عليها تماماً , الا انها لاترغب في ارسال قوة لمحاربتها مباشرة بل تحاربها من خلال حلفائها في المنطقة , وعلى رأسهم الحكومة العراقية , لذلك لجأت الى تزويد العراق بصواريخ ( هيل فاير ) اي ( نار جهنم ) , وتشاء الصدفة ان يتم تزويد العراق بهذه الصواريخ في نفس الاسبوع الذي قرر فيه رئيس وزراء العراق ازالة خيم المعتصمين في الانبار ومنع قيام الصلاة المشتركة بين السنة والشيعة . هذه الصواريخ الامريكية لم يستخدمها رئيس الوزراء في صحراء الانبار لأن استخدامها هناك كمن يطلق طلقة مسدس على ساحة كرة قدم خالية , لكنها مفيدة جداً داخل المدن لما تحدثه من دمار وتخريب , وعليه فهو احتفظ بها لغرض الردع … وله فيها مآرب اخرى .
تواجد داعش في المنطقة لا يهدد الأمن الوطني الامريكي لأنها بعيدة , لكنه يهدد مصالح الولايات المتحدة في هذه المنطقة وفي هذا الوقت بالذات , علاوة على ذلك فان وجود قوة مسلحة غير نظامية عربية مسلمة سنية , بالقرب من اسرائيل يقلق امريكا حتماً , ولهذا فان بقاء بشار الاسد في سوريا افضل لها من سقوط دمشق بيد الاسلاميين السنة , فالأسدين حافظ وبشار لم يتحرشا باسرائيل طيلة اربعين عاماً , اما الشعب السوري فهو خارج المعادلة .
رئيس الوزراء العراقي ليس على عجلة من امره بالنسبة لداعش , فهو يعمل على افهام اوباما بان القضاء على داعش يحتاج الى وقت , وانه سيقضي على داعش قضاءً مبرماً …ولكن بعد الانتخابات وليس قبلها , لذلك فمن المتوقع ان تبقى ازمة الانبار ملتهبة حتى نيسان المقبل , فاللعبة لا تزال في بدايتها .
اعلن مسؤول ايراني عن استعداد الجمهورية الاسلامية للتوسط في ازمة الانبار . لم يعلن المسؤول الايراني عن الجهات التي ستتعامل معها بلاده في هذه الوساطة , هل هي وساطة بين الحكومة العراقية وعشائر الانبار ؟ ام انها وساطة بين العراق وداعش ؟ . يبدو ان ايران بعد ان خضعت للشروط الامريكية والاوربية و الاسرائيلية بشأن نشاطها النووي , واعتراف رئيس الجمهورية الاسلامية الحالي السيد روحاني بالمحرقة اليهودية ,التي انكرها قبله الرئيس السابق نجاد , تحاول الآن ان تلعب مرة اخرى دور الشرطي في المنطقة , الاعلان عن الوساطة هي بداية التدخل الايراني في شؤون دول المنطقة .. والبقية ستأتي .
من يحارب داعش في المنطقة ؟
1- على رأس الدول التي ترى ان داعش منظمة ارهابية يجب القضاء عليها … هي الولايات المتحدة الامريكية التي اوقفت تزويد ثوار سوريا المعارضين لبشار الاسد بالسلاح والعتاد لأن داعش هي جزء من المعارضة السورية . باراك اوباما قال قبل اكثر من عام ان بشار الاسد اصبح رئيساً غير شرعي , واليوم صارت داعش التي تقاتل الرئيس غير الشرعي بشار منظمة غير شرعية يجب القضاء عليها .
2- العراق يرى ان داعش تعمل على افشال العملية السياسية الديمقراطية غير الفاشلة في العراق , فارسل جيشه لملاحقة فلولها في صحرائه الغربية , ثم قيل ان افراد داعش تركوا الصحراء ودخلوا مدينتي الرمادي والفلوجة . اهالي الانبار اعلنوا انهم لا يريدون داعش ولا الجيش داخل مدنهم . هناك قصف جوي وقصف مدفعي وتبادل اطلاق نار وسقوط عشرات القتلى ومئات الجرحى ولا احد يعرف من القاتل ومن المقتول ولماذا يتقاتلون في الانبار .
3-عشائر عراقية سنية قالت انها تقاتل داعش لطردها من المدن ولا داعي لدخول الجيش الى المدن , وعشائر عراقية سنية تتحالف مع الجيش العراقي لمحاربة داعش اينما وجدوا , عشائر عراقية سنية تفتح النار على الجيش لمنعه من التوغل الى داخل المدن خشية ارتكاب مجازر .
4- ميليشيات شيعية عراقية مثل عصائب اهل الحق وحزب الله العراقي وغيرها اعلنت عن استعدادها لمقاتلة داعش متى سنحت لها الفرصة .
5- فتحت الحكومة العراقية باب التطوع لتشكيل فرق مسلحة لمقاتلة داعش مقابل رواتب مجزية , فسبقتهم داعش وبعثت بانتحاري فجر نفسه في مثابة للتجمع اعلن عنها في وسائل الاعلام فقتل 20 متطوع وجرح 35 منهم قبل انجازهم معاملة التطوع .
سألت احد المحللين السياسيين … من المسؤول عن كل ما يجري …..؟
فقال – السيد رئيس الوزراء نوري المالكي .
قلت _ غلط.
قال _منظمة داعش الارهابية .
قلت _ لا.
قال _ الولايات المتحدة الامريكية .
قلت_ ليس هي .
قال_ اهالي الانبار وعشائرها .
قلت _ كلا .
قال _ جمهورية ايران الاسلامية .
قلت _ غير صحيح .
قال _ اسرائيل .
قلت _ بعيد عن الصواب .
قال _ إذن من المسؤول ؟
قلت _ كل الذين ذكرتهم علاه هم المسؤولون .
قال_ كيف ؟
قلت _ لانهم كلهم مستفيدون .