22 ديسمبر، 2024 3:08 م

داعش الفتنة الكبرى على المسلمين والعرب

داعش الفتنة الكبرى على المسلمين والعرب

فكن كابن اللبون لا ظهر فيركب ولا ضرع فيحلب )أخرجه الحاكم (4/530) وقال: ( هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ) ووافقه الذهبي
نتيجة الضرف الاستثنائي الذي ساد ويسود عموم المنطقة العربية بشكل  عام والعراق وسوريا بشكل خاص ” مدالربيع العربي والثورة الشعبية والعصيان المدني والاتفاق المبطن بين المحتلين  الاميركان والصهفوين “ المتفقين بحرص شديد على بقاء عملائهم مثل النظامين العراقي والسوري وانقاذهم من الخطر الحقيقي الذي يواجه الجميع محتلين اميركان وعملائهم الانظمة العميلة والسائرين في ركابهم . كان لا بد من عمل شيء استثنائي كبير  لأيقاف ذلك . المحتل الاميركي والايراني وعملائهم الحاكمين في العراق وسوريا في خطر داهم محدق بهم , بعد ضرب المعتصمين في ست محافظات عراقية من قبل نوري المالكي رئيس وزراء العراق انذاك والذي لا يزال يحكم بالباطن , تشكلت مجاميع عسكرية وتوحدت تحت قيادة واحدة وشرعت بالثورة المسلحة وهي كل من 1ـ المجلس العسكري للثوار 2ـ الجيش الاسلامي 3ـ جيش المجاهدين 4 ـ كتائب ثورة العشرين 5 ـ جيش رجال الطريقة النقشبندية 6 ـ انصار الاسلام . وكانت هذه الفصائل مقبولة محلياً وعربياً وعالمياً مجاميع معتدلة لها اهداف مشروعة متفق عليها . في سوريا ثورة شعبية ضخمة عارمة سلمية تدعو لتغيير النظام العميل للصهيونية والصفوية الخمينية نظام معروف بمهادنته لأسرائيل لم يطلق طلقة واحدة على اسرائيل ولم يسمح بدخول اي عنصر يبغي مقاتلة اسرائيل منذ حرب 1973 والى الآن , ” *1 كان حافظ الاسد وزيراً للدفاع السوري وقام بالانقلاب العسكري مع مصطفى طلاس رئيس الاركان في 16 تشرين الثاني 1970 وعيّن على اثرها ؛ احمد الحسن الخطيب ؛ رئيساً مؤقتاً للجمهورية ووصل بعدها حافظ الاسد الى سدة الحكم ” وطرد قيادة حزب البعث العربي الاشتراكي وأنكر دور ميشيل عفلق المؤسس للحزب وأعتمد ” زكي الأرسوزي ” كمؤسس للحزب ونشر تماثيله في انحاء سوريا مؤسساً حزباً خاص به يحمل نفس التسمية يختلف في مضمونه ومحتواه وفكره , مات حافظ الاسد وخلف بشار على نفس الحال ( أسوء خلف لأسوء سلف ) لن ينسى التاريخ ما فعله حافظ في حلب من تدمير وقتل وقصف مدفعي . الثورة في سوريا تعاضمت وشكلت هزة مفزعة للجميع كانت سلمية من بدايتها لاقت تأييد قوي من كل الوطنين الانسانيين في الداخل وفي الدول العربية والعالم . طالبت قطر بتسليح المعارضة بعد تعرضها للبطش من قبل نظام بشار الذي شارف على الانهيار , ذكرتُ في مقال لي في حينها ان هذه الدعوة القطرية ؛ كلمة حق يراد بها باطل ؛ لأنها ستعطي المبرر للنظام بضرب الشعب السوري وتدمير مقاومته السلمية مع العلم بأن التسليح مهما كان لن يرتقي الى ما يمتلكه النظام من قوة عسكرية والاتظمة الأخرى تواجه نفس الخطر المستشري مثل انظمة دول الخليج لأسباب كثيرة تتعلق في مواقفها السلبية المتدنية من قضية الصراع العربي مع قوى العدوان الاسرائيلية والاستعمارية ومحاباتها لأميركا صاحبة الشأن الكبير في هذا الموضوع .عموم الانضمة في المنطقة العربية خلقها الاستعمار البريطاني والفرنسي في الغالب انظمة تحاكي انظمتهم إلا في حالة مهمة جداهي مركزية القيادة فمثلاً الملكية البريطانية مصونة وغير مسؤولة بينما في المنطقة العربية تكون المركزية مطلقة بيد الملك حالة من حالات الدكتاتورية وهذا الحال مقصود حتى تبقى بريطانيا والدول الاستعمارية الاخرى متواصلة في سيطرتها والتأثير عليها كي تبقى العوائل الملكية على يقين بأن بقائها في الحكم مرهون بهذه الدول التي خلقتها . انتقل هذا الحال الى دائرة القرار الاميركية كونها الوريث للأستعمار الغربي مثل بريطانيا وفرنسا وغيرها من الدول , هذه الانظمة  ( العربية ) بشكل عام حاربت بدفع من مؤسسيها الاستعماريين حاربت التيار القومي الذي ساد المنطقة بفعل تبنيه من بعض الدول التي خرجت على الحال المذكور مثل مصر والعراق والجزائر , وكذلك حاربوا التيار الاسلامي السني الذي يسعى لفرض وجوده كنقيض للتيار القومي وهذا جاري منذ زمن بعيد وما حصل بمصر بعد ممارسة ديمقراطية سليمة وصحيحة ووصول الاخوان بقيادة محمد مرسي كتيار اسلامي  للسلطة بشكل شرعي . قامت اميركا واسرائيل وايران والسعودية بوئد هذه التجربة لأنها تتناقض واهداف هذه الدول في المنطقة العربية بغض النظر عن سلامة وصحة نهج التيارات الدينية السياسية . من كل هذه القراءة كان لابد من صناعة داعش لخدمة الجميع من مستعمرين وطامعين وحاقدين تصريح الساسة الاميركان حول داعش وواقعها ومستقبلها بأنها ستبقى سنين طويلة اتى ذلك على لسان الرئيس الاميركي اوباما والكثير من السياسين البارزين المعتمدين . ذكرت في احد مقالاتي التي جاوزت السبعة مقالات عن الاستفادة من خلق داعش في النواحي الكثيرة والمتعددة في الجوانب السياسية والعسكرية والاقتصادية والتغيير الديمغرافي والطوبوغرافي , على سبيل المثال لا الحصر ساعدت وتساعد على بقاء الانظمة الشرق اوسطية مثل انظمة الدول العربية ونظام ايران وكذلك امكانية استخدامها  في كل دول المنطقة العربية والاسلامية مثل مايحدث اليوم في ليبيا ومصر ودول المغرب العربي . تخدم ايران في ابادتها لأهل السنة وتهجيرهم وازاحتهم السكانية وتخريب البنية التحتية للمناطق التي يعيشون فيها وتسهل الهيمنة والتواجد الايراني بشكل كامل على العراق أقتصادياً وسياسياً وعسكرياً واجتماعياً ومذهبياً  وتخدم اسرائيل في تدمير القوة العسكرية والتي دمرت بالفعل في كل من سوريا والعراق وهاتين الدولتين تشكلان نصف القوة العربية المهددة لأسرائيل في مجال الصراع العربي الاسرائيلي كذلك استخدام داعش في تعطيل عملية التبادل التجاري بين دول الاردن والسعودية وتركيا وفتح المجال لأيران لأغراق الاسواق العراقية والسورية ببضاعتها وخدماتها الرديئة الفاسدة كفساد حكامها كذلك ساعدت داعش على التدمير العام لأقتصاد دول المنطقة . لهذا كله تكون داعش الحل الامثل  لكل ما يريدونه صنّاعها وخالقيها  , احياناً يتسائل الكثير كيف تخلق اميركا وايران واسرائيل وعملائهم في المنطقة داعش ولماذا يقاتلوها .الجواب قواعد داعش ليست بالضرورة تعرف هذا ” المعلومة على قدر من يحتاجها ” فالكثير منهم جادين في مقاتلة اميركا واتباعها لذلك يسعى خالقي داعش لقتل وابادة هؤلاء بعد جذبهم لمنطقة القتل لأنهم يشكلون خطراً كامناً لهؤلاء وحتى روسيا مشتركة في ذلك بسبب مسلمي الشيشان , وهذه واحدة من المسببات الرئيسية لصناعة داعش على ان يكون ذلك بشكل مدروس ومعلوم وهادئ . قالها المالكي رئيس وزراء العراق السابق والذي يعتبر ابرز شخص  ساهم في خلق وتموين داعش عسكرياً ومادياً ومسؤول عن ضياع وتسليم محافظات الموصل وصلاح الدين والانبار وجزء من محافظة كركوك وتدمير محافظة ديالى . قال سوف احرق المنطقة اذا لم يعاد تنصيبي كرئيس وزراء للمرة الثالثة وقال ايظاً ” احنا ما ننطيها ” وقد قام بتزوير الانتخابات الاخيرة وتعطيلها في المناطق السنية بعد ان اغرقها بالمياه وتشريد سكانها ناهيك عن الحملات الكبيرة للأعتقالات والقصف والقتل العشوائي . في الانتخابات القادمة كيف ستكون بعد موجات الهجرة والازاحة السكانية التي بلغت اكثر من ثلاثة ملاين نسمة والمناطق الواقعة تحت نفوذ داعش كيف ستكون الانتخابات القادمة وكيف سيكون شكل العملية السياسية في العراق ’ من المؤكد سيبقى الوضع على ماهو عليه تابع ويدار من اميركا وايران حسب اتفاقهما يبقى حزب الدعوة حاكماً وعملائهم المحسوبين على السنة مثل صالح المطلك وغيره . عندما واجهت اميركا مقاومة قوية وشرسة في العراق التي اجبرتها على الانسحاب كانت هناك لقاءات سرية ومعلنة كثيرة بين الجانبين الاميركي والايراني وفي مرة صرح وزير خارجية ايران بعد لقائه بالمندوب الاميركي في العراق قال في تصريح له من الفضائيات العراقية  نحن سنساعد اميركا في تخفيف ضغط المقاومة عليها شرط ان لا تسألنا كيف يكون ذلك , كان يريد ان يوحي لأميركا بأن ايران قادرة على التأثير والفعل في وحدات المقاومة العراقية لكن الايام اثبتت زيف ما تدعيه ايران والاحزاب الشيعية الموالية لها لأنها لم تشارك لا هي ولا مرجعياتهم الدينية الزائفة في مقاومة الاميركان بل كانوا موالين للأحتلال الاميركي  وشاكرين لهم تسهيل تسليمهم حكم العراق  بشكل ما كانوا يحلمون به يوماً ما  . على المسلمين والعرب ان يعوا هذه الحقيقة حقيقة داعش وعلى السنة والشيعة العرب الغير موالين للخمينية  الانتباه لذلك وعدم الانجرار وراء مشاريعهم في زجهم بهذه المحرقة والابتعاد عن هذه الفتنة ويعملوا بالحديث ” فكن كابن اللبون لا ظهر فيُركب ولا ضرع فيُحلَب “
*1 ــ وكيبديا الحرة