عند فشل الحكومات بتوفيرما يحتاجه البلد, يلجأ الشعب الى ألمرجعية الدينية, التي لا تنحاز الى حزب أو طائفة إنما للوطن, مهما حاول بعض ألساسة والانتهازيين, تجيير الفتاوى لصالح هذه الفئة أو تلك.
فعند سقوط الدولة ألعثمانية, وقع العراق تحت الاحتلال ألبريطاني, مما سبب عدم حكم أهل البلاد لبلدهم, وبالنظر لتمادي المستعمر باضطهاده للمواطنين, فقد قاوم الشعب العراقي, إبتداءً من بلدة صغيرة هي ألرميثة, عندما قام الجيش المحتل, باعتقال شيخ عشيرة الظوالم, وللحفاظ على مصالح الشعب, فلا بد من راعٍ لهذه المصالح, فقد نهضت المرجعية الرشيدة حينها, بدورها ألشرعي, محاولة رفع الظلم عن ألشعب ألعراقي, إلا أن المحتل أصر بالإيغال في الظلم, محاولاً إذلال أبناء العراق, الذين أبوا إلا الحفاظ على كرامتهم, فقد تأكدوا بما لا يقبل الشك, أن الجيش ألبريطاني المحتل, ما جاء إلا للهيمنة على العراق, ونهب ثرواته وإنتهاك مقدساته, مع القيام بتوسيع رقعة المستعمرات وليس للتحرير؛ كما أشاع أثناء دخوله الوطن الحبيب.
هنا جاء دور المرجعية, الذي لم يحسب له المحتل حساباً, لعدم معرفته بخصوصيات الشعب العراقي, فصدرت فتوى الجهاد الكفائي بإجماع العلماء؛ مما أدى الى الاسراع بتكوين الحكومة العراقية, مع تأسيس الجيش العراقي, بقيادات من الضباط, الذين كانوا ضمن الجيش العثماني, مما أدى الى حكم العراق عسكرياً, أدى الى انقلابات عسكرية فاشلة, لغرض السيطرة على الحكم, فمن حركة بكر صدقي عام 1936, الى انتفاضة رشيد عال الكيلاني عام 1941, مما يدلل على تغلغل السياسة, إلى صفوف قيادات الجيش, وجَرِّهِ الى حُروبٍ داخلية, مما أدى بعد ذلك الى استفحال التداخل, بين السياسة واستغلال القوة العسكرية, فجاء قلب النظام الملكي عام 1958, عن طريق تنظيم الضباط الأحرار, تم حينها, تنصيب الزعيم عبد الكريم قاسم, رئيساً لمجلس الوزراء, الذي قام بإلغاء حلف بغداد, وإنهاء التبعية للإستعمار البريطاني.
إلّا أن تلك الثورة لم تدم طويلاً, فسرعان ما إنقض حزب البعث, بضباطه على الحكم؛ بحركة دموية أجهزت على قادة الثوره, واستمر حال الانقلابات العسكرية, الى عام 1968, حيث سيطر كأحمد حسن البكر وصالح مهدي عماش على الحكم؛ بمساعدة تنظيمات حزب البعث الذي انشق.
صدرت أحكام الطواريء عام 1965 وبقيت مستمرة الى سقوط الطاغية عام 2003, من قبل الإحتلال الأمريكي.
هنا عاش العراق في فراغ أكبر من سابقه, إبّان الاحتلال البريطاني, فلم يكن أنذاك, أحزاب وحركات سياسية كثيره, ولا تنظيم القاعدة الذي يتستر بالدين, الذي هو صنيعة من صنائع المستعمرين, الذين وضعوه لخلق الأزمات, لتفكيك وحدة الدين الاسلامي, واستغلال المدارس الفقهية, لزرع الفتنه الطائفية, هذا الدين الذي عانى المستعمرون, من وحدة رأي علمائه, في نصرة الشعب العراقي وتوجيهه نحو التحرر.
لقد زرع البريطانيون الحركة ألوهابية, في الجزيرة ألعربية, ودويلة ألصهاينة في فلسطين, فقام الوليد الثاني للاستعمار, بالهيمنة على سياسات واقتصاد الغرب, موجهاً ما انتجته الحكومة ألبريطانية, للحركة الشاذة في ما يسمى بالمملكة السعودية, لينتج مجموعات إرهابية, يديرها جهاز الموساد ألصهيوني, من أجل خلق الارباك السياسي, مع تشتيت الجهد الديني الاسلامي المعتدل, فنتج عن ذلك تكوين تنظيم القاعدة, بمباركة أمريكا, ألأب الراعي, للمصالح الإسرائيلية والغرب الاستعماري.
أخيرا تم ولادة الحفيد المرتقب, لتنظيم القاعدة بعد تزاوجه مع الصهيونية ألعالمية, لينتج تنظيم”داعش”, وهل يلد الشذوذ إلا الشواذ؟
إنه تنظيم لا دين له ولا اخلاق, قتل ودمار وإنتهاك أعراض باسم الجهاد, راياتهم سود كأفكارهم الضلامية الضالة, بدأ تشكيله في الشام وتمدد لغرب وشمال العراق, مهددا النجف الاشرف ثم كربلاء, اللتان يعتبران أساس الاشعاع الاسلامي الحقيقي.