غير مرغوبة ابدا تلك التصريحات والتعليقات الانفعالية التي تتحدث عن أن المذهب السني يساوي داعش، أو أنه بيئة خصبة لنموها، فأهل السنة أول المتضررين من تصرفات هذه العصابات المتطرفة وأقرب الناس إلى بطشها وتخلفها ومراهقتها الفكرية، وخير دليل على ذلك مااطلقت عليه داعش دستور ولاية الموصل الذي امر اهل الموصل اطالة اللحى ولبس السواد ورفع الاعلام الداعشية وتشكيل محكمة شرعية ومنع المرأة من الخروج وجلد كل من يعارض أحكامها وحرق علب السكائر !.
الحقيقة المطلقة أن السنة المعتدلين ضحايا تصرفات داعش فهم بين رحى التهجير والمطاردة والقتل المجاني، ولايختلف حالهم عن حال الشيعة و التركمان والصابئة وباقي المكونات العراقية
داعش ليس لها صديق ابدا، تقتل كل من يعارضها أو يقف بوجها أو لاينفذ اوامرها، لم تولد من الرحم المذهب السني في العراق بل ولدت من الرحم الاقليمي (السعودي – التركي – القطري).
لامنفذ امامنا سوى الاصطفاف لمواجهة الفايروس الداعشي القاتل، و ابعاد التفكير الطائفي في هذه المرحلة الحساسة والحرجة من تأريخ العراق .
الدواعش هم الطرف الثالث الذي يقتل السنة والشيعة، فهو يقتل ويفجر بالمناطق الشيعية ليوحي للشيعي بان من يقتل اولادكم هم السنة، ويفعل ذات الفعل القبيح في المناطق ذات الاغلبية السنية ومن ثم ينشر دعايات أن مليشيا شيعية تقتل السنة محاولة منها لاذكاء الفتنة والعنف الطائفي .
الدعواش مسعاهم ومشروعهم أن يتقاتل السنة والشيعة وأن يتحول العراق إلى مناطق شيعية بالكامل وآخرى سنية بالكامل وآخرى كردية بالكامل، هدفهم تدمير الُبنى الاجتماعية والدينية والعشائرية لهذه البلاد.
لسنا بحاجة إلى الخطاب المتطرف سواء من السنة أو من الشيعة ، ولسنا بحاجة إلى نصطف اصطفافا طائفيا ، بل أننا بحاجة إلى نسيان الهويات الثانوية والتفكير بالهوية الاساسية وهي أننا عراقيون.
ينبغي أن يتسيد الخطاب المعتدل من الطرفين المشهد وأن يعلن الجميع البراءة من هذه المجاميع القذرة وأن لايتصور البعض أنها قادمة لتحميه أو لتخليصه من المذهب الاخر فهولاء صديقهم في النهار عدوهم في الليل ، الغدر شيمتهم والدم شرابهم والقتل غايتهم ، فتوحدوا يرحمكم الله واجتثوا الدواعش ولايحتضنها البعض منكم!.