يعلم المالكي جيداً منذ تشكيل قوات الصحوات في الانبار عام 2006 لمحاربة القاعدة بأن قوات القاعدة لم تندحر كلياً بل تراجعت لتتخذ معسكرات في صحراء الانبار وعلى الطريق المؤدي الى صلاح الدين المعروف بذراع دجلة وعلى علم من القوات الامريكية وقوات الجيش العراقي وقوات الصحوة في المحافظة بسبب قوة الصحوة آنذاك وسيطرة الجيش على اغلب الطرق الرئيسية الا ان القتال توقف, اذاً لماذا يطرح المالكي قضية محاربة تنظيم القاعدة الان؟
بعد الخلاف السياسي بين المالكي والعيساوي الذي سبب وقوف قادة الصحوة مع العيساوي, سحب المالكي البساط من تحت قادة صحوة المحافظة وأيقاف تمويلها بالمال والسلاح مما سبب في غياب الرادع للتنظيم وعاد للظهور مجددا في عمليات ابرزها مقتل سائقي الشاحنات السوريين وأعدام الجنود على الطريق الدولي وبعد تخبط المالكي بسبب انهيار الوضع الامني حاول جاهداً ايجاد مخرج من الازمة بألصاق التهم بخيم الاعتصامات وتشكيل صحوة جديدة موالية له ليس لديها اي خبرة في العمليات الامنية اثبتت فشلها خصوصاً مع استهداف اقارب زعيمها “حميد الهايس”.
وقبل عام من هذا الوقت وأثناء مراسيم الاربعينية زار المالكي محافظة كربلاء بعد تحشيده الاعلامي وتعهده بالقضاء على تنظيم القاعدة الموجود بساحات الاعتصام للحصول على تأييد يدعم قائمته لأنتخابات مجالس المحافظات هاهو يكرر نفس مافعله العام الماضي ويطالب بالقضاء على التنظيم خلال مدة اسبوع واحد.
حملة المالكي التي من الممكن ان تكون اعلامية اكثر من كونها واقعية خصوصا مع تصريحات تبدو انها مصطنعة من قبل قادة في الجيش منها تصريح رئيس اللجنة الامنية في الديوانية عن اعتقال اشخاص نفذوا تفجيرات بسيارة مفخخة في الرمادي مخترقة كل نقاط التفتيش التي مرت بها في ثلاث محافظات من ضمنها مدخل الديوانية لتنفجر دون اصابات ويتمكنوا من القاء القبض عليهم عند خروجهم.
تصريح المالكي سبقه تصريح قائد الفرقة السابعة محمد الكروي بالقضاء على القاعدة والسيطرة على صحراء الانبار ليلقى حتفه على ايدي تنظيم القاعدة في عملية “الوكر المفخخ”.
اذا كانت نوايا المالكي صادقة في القضاء على الارهاب في محافظة الانبار لماذا يزج الجيش في معارك هو في غنىً عنها وترك الصحوات القديمة تولي مهام القضاء على تنظيم القاعدة الذي فتك بأهالي الانبار اكثر من غيرهم ولماذا يحاول فتح جبهة ثانية من خلال محاولة اقتحامه مخيمات الاعتصامات ولماذا في هذا التوقيت الذي بدأت تتصاعد فيه المزايدات السياسية.