صار معلوما وواضحا للعالم کله بأن التهديد الجديد الذي يواجه العالم خلال هذه المرحلة، هو التطرف الديني، تماما کما إستنتج ذلك القيادي البارز في المقاومة الايرانية، محمد محدثين في کتابه الذي أصدره في بداية عقد التسعينيات من الالفية الماضية، والنقطة الحساسة و المميزة التي لفت محدثين الانظار إليها هي إن النظام الديني المتطرف في طهران هو أساس و محور و مصدر هذا التهديد.
الاحداث و التطورات التي جرت طوال الاعوام الماضية و مد الاحزاب و التنظيمات و الميليشيات الاسلامية المتطرفة التي تم تأسيسها من قبل النظام الايراني في دول المنطقة و المتسلحة بالارهاب کوسيلة لتحقيق غاياتها و أهدافها، وکذلك التدخلات السافرة لهذا النظام عبر الاذرع التابعة له و سعيه لإستنساخ نماذج في المنطقة شبيهة له، مهد الارضية لصراع ديني متطرف بين المذاهب و حتى الاديان و جعل الکراهية و الحقد و السفك الدماء بديلا عن السلام و المحبة و الامن و التعايش السلمي بين المکونات المختلفة لشعوب المنطقة.
التنظيمات الارهابية نظير القاعدة و داعش و النصرة و أحرار الشام و غيرها، لاتشکل شيئا أمام الدور الخطير الذي يضطلع به النظام الايراني في الاشراف على تصدير و توجيه التطرف الديني خصوصا إذا ماأخذنا بنظر الاعتبار و الاهمية تعاونه و تنسيقه مع القاعدة و داعش و الذي تم إثباته بالادلة و الارقام، وإن القاعدة و داعش بما يمثلانه من خطر و تهديد جدي للسلام و الامن و الاستقرار في العالم، ليس بإمکانهما أبدا أن يٶديا الدور المشبوه و بالغ الخطورة للنظام الايراني الذي يستفاد من الصمت الدولي ومن المسايرة و المهادنة الغربية معه و يقوم بتعزيز جبهة التطرف الاسلامي و يرسخها أکثر فأکثر بوجه دول المنطقة خصوصا و العالم عموما بل و حتى يمکن القول و بکل ثقة من إن النظام القائم في طهران هو الحقيقة داعش الاکبر.
سياسة المسايرة و المهادنة الغربية و کذلك الصمت و التجاهل المشبوه للإنتهاکات الواسعة التي يقدم عليها هذا النظام في مجال حقوق الانسان ولاسيما في مجال حقوق المرأة، وفر الکثير من المقومات و العوامل التي تدفع النظام الايراني الى المزيد من التجرٶ و التمادي في إصرارهم على تصدير التطرف الديني للمنطقة و العالم و کذلك المضي قدما في سياساتهم القمعية ضد الشعب الايراني و عدم الاکتراث بالعالم کله، وإن مستنقع التطرف الديني في طهران و الذي يضاعف من إنتاج النماذج المٶذية و المعادية للإنسانية، قد حان الوقت المناسب للتخلص من شره و ردمه، وإن هذه مسٶولية جدية في أعناق المجتمع الدولي ولاسيما الدول الغربية التي ستکون شريکة في الجريمة مالم تتدارك موقفها و تبادر الى إتخاذ موقف جدي و مسٶول يتناغم مع الاحساس بالمسٶولية في الحفاظ على السلام و الامن و الاستقرار في العالم.
[email protected]