صدفة التقاني الدكتور هادي القريشي , وقد استفسر عن الحشد الذي تقوم به امريكا وحلفاءها لمحاربة داعش … هل هو حقيقة ام وهم وخداع ؟! أجبته باقتضاب لكن رأيت الموضوع يستحق الكتابة والعرض طالما قد اثار حفيظة شخصية علمية بدرجة أستاذ مساعد في كلية الهندسة… قبل البدء بالعرض أحب ان انوه الى المقالة التي كتبتها قبل فترة وجيزة في موقع كتابات بعنوان ( دور الأمريكان المساند للدواعش في حربهم على العراق ) والمنشورة على الرابط الالكتروني http://kitabat.com/ar/page/09/07/2014/30810
والتي حظيت بإقبال من المتابعين حتى وصل عدد القراء لها الى اكثر من 550 قارئ خلال الأيام الثلاثة الأولى من النشر .
ان المتابع للأحداث في المنطقة يعلم يقينا ان داعش تحارب في سوريا على مدى اكثر من سنتين بأسلحة أمريكية ودعم إقليمي من ذيول وعملاء أمريكا كالنظام السعودي والقطري وحتى الاردني وقد فعلت ما فعلت من جرائم بشعة وقتل ولانتهاكات دون استنكار ولو بالكلام من قبلها , اما الذي يعتقد ان داعش ليس مولودة من ضلع ابوما فهو قاصر الذهن ولا يفقه من السياسة شيئا ولكن هذه الابنة الشريرة بدات تتمدد وتتمرد وتكسب احبة لها في دول الخليج وتهدد جميع الانظمة العربية التي تخضع للطاعة العمياء للسياسة الامريكية … بمعنى ادق داعش بدات تغازل دون اذن وعلم امها
فكانت صدمة كبيرة لهذه الام المغفلة ولهذا انثارت حفيظتها لان مصالح الام ووجودها اهم من مصالح البنت لاسيما هي بنت ليست اصلية بل هي لقيطة من عهر وسفاح وهذا ما اكده قول الجنرال مارتن ديمبسي رئيس هيئة الأركان بالجيش الأمريكي إن الحالة الوحيدة التي ستغير فيها الإدارة الأمريكية من إستراتيجيتها الحالية في العراق، هو أن تصبح “الدولة الإسلامية في الشام والعراق” والتي سيطرت على مساحة شاسعة من الأرض في العراق خلال الشهر الماضي، مصدر تهديد خطير للولايات المتحدة نفسها , اذن الموضع في حرب امريكا وحلفاءها على داعش هو مصلحتهم ليس دفاعا عنا او
لسواد عيوننا بدليل لم تتدخل امريكا فعليا بعد سقوط الموصل ولم تزودنا بالاسلحة المستوردة منهم الا بعد ان وصل الخطر الى كردستان بل بالاحرى مصالح امريكا أصبحت في خطر في اقليم كردستان , ومن هنا فان العراقيين لديهم شكوك جدية بمحاربة امريكا للوجود الداعشي لانها تراخت عنهم خلال الاسابيع الاولى من حزيران ولذلك نقول ان الحرب على داعش من قبل امريكا هو كذبة كبرى وحتى الغارات التي تشنها طائراتهم فان تشعل النار في الزيت وقد تعطي لداعش طاقة للتوالد والتكاثر والتوسع من خلال زيادة الحواضن ولعل هذا امر مقصود … امريكا اذا ارادت ان تساعد العراق
حقا وتخلصه من ارهاب داعش فقد ينطوي هذا على شروط تفرضها علينا منها مشكلة الميليشيات ونزع سلاحها وقطع العلاقة مع النظام السوري، ووقف النهج السابق القائم على مد نظام الرئيس بشار الأسد بالمساعدات العراقية أو تلك الإيرانية عبر الأجواء العراقية، والإسراع بتشكيل قوات الحرس الوطني السنية لمساندة الجيش النظامي لتحرير مناطقهم، ولتكون مستقبلاً نواة قوات الجيش الذي سيتولى حماية مناطقهم… داعش أصبح بعبع مخيف بحيث حتى ايران مستعدة تتعاون مع أمريكا(الشيطان الاكبر) وهذا ما تريده امريكا بالضبط … ومختصر القول لولا تمرد واستهتار داعش
وخروجها عن طاعة متبنيتها (امريكا) لحظيت بالدعم ماليا وعسكريا ولكن ارادة الله ودماء الابرياء تعثر الظالمين وتشق وحدتهم واتفاقهم .
أكاديمي وكاتب مستقل *