11 أبريل، 2024 12:51 م
Search
Close this search box.

داعش… إرادة إلهية و ليس صناعة بشرية

Facebook
Twitter
LinkedIn

تداول مستخدمو شبكة التواصل الإجتماعي الفيسبوك صورة لرجل طاعن في السن ذو ملامح جنوب شرق أسيوية و هو يقاتل ضمن داعش متسائلين عن سبب فعلته الغريبة بترك بلاده و قدومه للقتال هنا و التعرض للموت و متهمين دولا ً بعينها بصناعة داعش.
إن السبب الذي جعل هذا الشخص و أمثاله في زمن المواصلات اليسيرة السريعة يأتون للقتال هنا هو نفس السبب الذي جعل البابليين الكفار قبل ثلاثة آلاف سنة في زمن المواصلات العسيرة البطيئة يذهبون إلى فلسطين لقتال بني إسرائيل الموحدين و سبيهم إلى بابل.
إن اللّـــه سبحانه و تعالى أنعم على بني إسرائيل و فضلهم على العالمين (يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ. البقرة 47) و لكن على الرغم من ذلك فإنهم عندما يفسدون في الأرض فإنه سبحانه و تعالى يهلكهم بتسليط أقوام أخرى عليهم, فعندما أفسدوا أول مرتين سلط عليهم البابليين لقتالهم و سبيهم إلى بابل (وَقَضَيْنَا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا. فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ ۚ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا. ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا. إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا ۚ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا. الإسراء 4-7) مع الوعيد بإهلاكهم كلما عادوا إلى الفساد (عَسى رَبُّكُم أَن يَرحَمَكُم وَإِن عُدتُم عُدنا وَجَعَلنا جَهَنَّمَ لِلكافِرينَ حَصيرًا. الإسراء 8).
و هذا هو قانون اللّـــه سبحانه و تعالى في الأرض إهلاك القوم الفاسدين ,الذين لا يسعون للإصلاح، حتى لو كانوا يصلون و يصومون و يحجون (وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ. هود 117) (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ. الروم 41) و ذلك بتسليط أقوام أخرى عليهم أو بتسليط بعضهم على بعض (وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ. البقرة 251) (وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا ۗ وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ. الحج 40).
و من أوجه الفساد المستشرية في مجتمعنا عدم تطبيق القانون بصورة حرفية و إصدار القرارات القضائية بشكل إرتجالي و مزاجي يخالف القانون شكلا ً و موضوعا ً و بيع الدرجات و الشهادات الدراسية و بحوث التخرج و أطاريح الماجستير و الدكتوراه للمتمكنين ماديا ً و تداول الرشى لتمشية المعاملات الرسمية و الغش في الميزان و عدم قيام الجهات الرقابية بواجبها في منعه و إعترافات و تبادل الإتهامات العلنية بين السياسيين بالفساد المالي و الإداري و عدم إتخاذ الإجراءات القانونية بصددها و عدم إنجاز المشاريع في موعدها و إختفاء الأموال المخصصة لها و أخيرا  إنتخاب الشعب للسياسيين و خاصة ً المشكوك بذممهم المالية مقابل الحصول على بطانية أو حتى كيلو عدس واحد فقط لا غير.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب