تذكروا أيها السادة: أن أي أمر لا يفهم جيداً، لن يحقق شيئاً يذكر، لذا سنكون واضحين، فجرحنا النازف ما زال ندياً، وألم لم يندمل، وسنطرق أبواب الدنيا بقوة الغيوم التي تحمل ودقها الثقيل، ففي كل بيت حكاية مفجعة، والمال الحلال لا يضيع أبداً.
قيل لحكيم: أي الأشياء خير للمرء؟
قال: عقل يعيش به.
قيل: فإن لم يكن؟
قال: فإخوان يسترون عليه.
قيل: فإن لم يكن؟
قال: فمال يتحبب به للناس.
قيل: فإن لم يكن؟
قال: فصمت يسلم به.
قيل: فأن لم يكن؟
قال: فموتٌ يريح منه العباد والبلاد.
تطرف عابر للحدود، ومجموعة من قطاع الطرق، جعلت الوطن يعيش فوضى دائمة، وكأن الأمهات يلدن أبناءهن، ليذهبوا في حروب مجهولة، فلأي الأمور أشكو ولما منها أضج وأبكي، ففي الفتن تعرف الناس، وفي المواقف تعرف الرجال، وفي الشدة تعرف الأصدقاء، وهيهات أن ننسى أولادنا وشهداءنا.
عقارب بشرية بوسائل قذرة تسللت الى جسد العراق، لتمزق التعايش السلمي بين أبناء الشعب الواحد، فهي صناعة يهودية دبرت بليل أهوج، بمساعدة العقول العربية المنحرفة المأجورة، التي دعت منابرها المزيفة الى الطائفية والكراهية، بأساليب إعلامية هابطة دخيلة، لا تحترم الوطن والمواطن، وتزيدها غفلة وسذاجة، لبيئة تعرضت المعتقدات فيها الى الإنتهاك والمصادرة.
داعش وصانعوها دفنوا الحياة والحضارة، فلا عقل لديهم إلا بقطع العقول، ولا إخوان لهم إلا أبن تيميه وعبد الوهاب، والقرضاوي والرفاعي، وغيرهم من دعاة التطرف والإرهاب، أما المال فهو مخصص لشراء السبايا، وتجنيد المرتزقة، وصناعة الموت والخراب حيثما حلوا.
إما القلوب المؤمنة، في صدور رجال الحشد الشعبي المجاهدين، فهي القوة الضاربة لهذه الكلاب الهائجة، وبات نباحها كعويل الضباع التائهة، وقد نفقت في مجاهل الصحراء، وهو ما سيريح قلوب الثكالى والأيتام عاجلاً، بعد القضاء التام على جيوب داعش وحواضنها العفنة، لأنه الموت الذي يريح البلاد والعباد.
الأمهات بحرارة الإنتظار الملتهب، والآباء بشغف الأمل المرتقب، يزفون مواكب الصمت العادل، والصرخة الساكنة لا للطائفية، لا للطغاة لا للتكفير، وقد إمتزجت كوكبة شهداء سبايكر، مع شهداء المقابر الجماعية في نفس القضيةن إنه تلاحم أبطال القرن الحادي والعشرين مع مجاهدي القرن العشرين، من قادة الأهوار الى شبيبة المرجعية، يحفرون أسماءهم على طريق الهجرة الى الدار السرمدية، في عليين بقدم صدق عند مليك مقتدر.
داعش وأذنابها مصيرهم، كالذي لا يملك شيئاً (العقل، والمال، والإخوان، والصمت) أما الموت، فهو الحقيقة التي لا تؤام لها، على يد رجال العراق من القوات المسلحة، وأبناء العشائر الشرفاء، يتقدمهم رجال الحشد الشعبي.