داعش صناعة أمريكية خليجية بامتياز ،جل قادتها من المجرمين والقتلة والمنحرفين ومن ابناء أمهات الرايات ،استوطنوا الأراضي الرخوة في المناطق السنية التي وفرت لهم الملاذ والنساء والمال والسلاح،لعقدة تسكن في داخلهم وهي عقدة الامارة التي لم ينفكوا في مغادرتها او العيش على ارض الواقع والقبول بما أفرزته الايام .
داعش بتكوينته الخارجية والداخلية لا يملك قدرة المواجهة او الوقوف بوجه الرجال الابطال رغم الهالة الاعلامية الكبيرة التي صنعها له الاعلام الغربي والعربي من كونه تنظيم منظم ويعمل وفق خطط واستراتيجيات عالية التقنية والدقة الا ان التجارب اثبتت عكس ذلك وكشفت عن هشاشة قوة هذه العصابة الاجرامية وانهزاميتها وانكسارها امام التحديات الحقيقية وفي المعارك الواقعية وأماطت اللثام عن اكذوبة التنظيم الذي لا يقهر.
حثالات داعش استمدوا قوتهم من قسوتهم في الغرف المظلمة والساحات البعيدة وهم يتلذذون بجرائمهم التي تترفع عنها الوحوش الضارية لكنها بالنهاية امتداد لجرائم ومنهج ابناء الطلقاء ومنهج ال امية في الغدر والخيانة.
المعارك الاخيرة في بلد والضلوعية وفي سامراء وفي قواطع البيشمركة وفي مرابط اهلنا في المنطقة الغربية أثبتت خوار هؤلاء وجبنهم وأظهرت بسالة ابناء قواتنا الأمنية وأبطال الحشد الشعبي والعشائر ومقاتلي البيشمركة بعد ان تم دحر مجرمي داعش خلال ساعات رغم الدعم الأمريكي المفضوح ورغم المساعدات العسكرية والمادية والمعنوية التي يتلقاها التنظيم بصورة ثابتة ويومية.
التنظيم الإرهابي في وجوده وانتشاره وتماسكه الى هذا الوقت يدين بالفضل الى الكثير وليس كل العرب السنة حيث الحاضنات وحيث الدعم المادي والمعنوي وحيث الملاذات الآمنة وحيث النساء الجميلات والليالي الملاح وفوق كل تلك الحوافز التشجيعية للمرتزقة الأجانب يأتي الدعم الحقيقي للعرب السنة من خلال التحاقهم بتنظيمات داعش والقتال الى جانبهم يجمعهم هدف واحد وهو القضاء على الشيعة وعودة الحكم الى الأقلية السنية.
ان اكبر خطايا وآثام العرب السنة في العراق هو ان يضعوا كامل ثقتهم بالأمريكان وان يعتمدوا على القتلة والمجرمين من مرتزقة داعش العرب وغير العرب،وان يستعدوا العرب الشيعة والكرد ،لانهم لن يستطيعوا الصمود الى ما لا نهاية فالإمكانيات المادية والمعنوية لدى الشيعة والكرد أفضل واكثر بكثير مما للعرب السنة كما ان أمريكا شريك لا يمكن الاعتماد عليه لانه لا يتعامل مع الأماني والتاريخ انما يتعامل مع مصالحه الخاصة،ولا يمكن لاي شخص ان يجزم بذكاء العرب السنة وغباء الشيعة والكرد في هذا المجال حتى وان ابتعد الشيعة عن أمريكا واعتمدوا على إمكاناتهم الذاتية ودعم بعض الدول الإقليمية ولنسمها بالاسم وهي جمهورية إيران الإسلامية.
ان من حسن حظ سنة العراق ان شركائهم الشيعة لا يتعاملون معهم وفق منطق الأحقاد والاضغان والتعامل بالمثل والا لسجل العراق انتهاء حقبة السنة في العراق بعد عام 2003 ،لكن الاستمرار بالدسائس والمؤامرات والاعتماد على المرتزقة والمجرمين في قتل الشيعة والتجاوز على مقدساتهم ربما سيكلف السنة كثيرا لان تكرار الاخطاء غباء سياسي من شانه ان يقضي على كل الروابط والصلات التي لازالت قائمة حتى الان.