توجد الآن , ولغاية الآن 151 داعشية في العراق وتتراوح اعمارهنّ من اطفالٍ بعمر سنتين الى ثلاث وصعوداً الى المراهقات والصبايا والنساء . والمعروف أنّ تلكنّ الداعشيات قد جيء بهنَّ ضمن اتفاقٍ خاص بين ” قسد – قوات سوريا الديمقراطية ” والحكومة العراقية , وهؤلاء النسوة وفتياتهم فالبعض منهنّ فقدوا ازواجهنّ الدواعش في العمليات القتالية , والبعض جرى ارغامهنّ للزواج بمقاتلين دواعش , وأخريات منهنّ مطلّقات كما بعضٌ آخر مع ازواجهنّ واطفالهنّ , والى آخره من هذه التداخلات الأجتماعية المضطربة .
وحيث من المحال تنفيذ احكام الأعدام الجماعي بهنّ , لكنّ مهاماً كبرى وصعبة أمام التعامل الحكومي مع هذهنّ الداعشيات , واوّل متطلبات ذلك اعتبارهنّ كبشر من حيث توفير المستلزمات الحياتية الكاملة لهم , ثمّ يتطلّب الأمر تشكيل لجان وفرقاء عمل من مختلف الوزارات واجهزة الدولة ذات العلاقة لوضع خططِ عملٍ للتعامل مع تلكم الداعشيات وخصوصاً الأطفال الذين يحتاجون لإعادة تأهيل دقيقة يشرفون عليها خبراء واساتذة في علم الأجتماع وعلم النفس تحسّباً لمستقبلهم البعيد كمواطنات عراقيات وما قد يتعرّضنّ لهنّ جرّاء عوائلهم وارتباطاتها بداعش , بل ينبغي توفير مستلزمات التعليم والدراسة لهم , وايضاً فلا ينبغي ان يفوت الجهات الأستخبارية اجراء لقاءات مستمرة ومكثفة مع العوائل الداعشية وتدوين كلّ كلمة يذكروها عن مجريات الحياة والأحداث في ظلّ وجودهم مع الدواعش , وذلك للأستفادة البعيدة المدى للأجهزة الأمنية .
إنّ المستقبل القريب والبعيد لهؤلاء الداعشيات يكتنفه ابهامٌ ملفوفٌ بغموضٍ معتم , فمَنْ ذا الذي سيتزوّج الفتيات العازبات منهنّ , والمطلّقات كذلك .! , وكيف ستجري وستغدو عمليات غسيل الدماغ وتعقيمه لجميع تلك العوائل , والكثير منهم لم يروا الحياة المدنية في المدن الكبرى , وقد عاشوا في بيئةٍ شبه مغلقة اجتماعياً من قبل أن تسيطر داعش عليهم وعلى مناطقهم لتزيد الطين بلّة بأضعافٍ واضعاف . وبجانب الفترة القصيرة جداً التي جرى نقلهم الى العراق في امكنة او معسكراتٍ خاصة , ولم تنته التحقيقات معهم او لم تبدأ بعد جرّاء طبيعة الأوضاع العسكرية والأمنية على الحدود العراقية – السورية واستنفار القوات المسلحة تحسّباً لأية عمليات تسللٍ لمقاتلي الدواعش الى داخل الأراضي العراقية . لكنه وبعد أن تنقضي الفترة المحددة او المقررة لأجراء التحقيقات واستنباط معلوماتٍ أمنيّةٍ مفيدة , فمن المؤمّل بعد ذلك أنْ تتيح الجهات المسؤولة الفرص لوسائل الإعلام والباحثين لإجراء لقاءاتٍ مفتوحةٍ مع هؤلاء , وهي مادّة صحفية قيّمة لا بدّ أنْ تحظى بأستحسان الجمهور في العراق وفي الأقطار العربية .