23 ديسمبر، 2024 10:56 ص

دار الجمل تتبنى كتب التاريخ الاخر

دار الجمل تتبنى كتب التاريخ الاخر

اليوم اصبح لدور النشر تخصص ودعم خفي لتساهم بنشر افكار معينة تروج لها، واللافت للنظر ان بعض هذه الدور توزع كتب باسعار خيالية وهذا يعني انها على يقين بان كتبها مطلوبة فتستغل الطلب والا الكتاب ورقا وطباعة لا يساوي ربع سعر الكتاب ، ولكن لربما ان اتعاب الكاتب كبيرة ، وهذا يجعلنا نتساءل عن استمرارية هذه الدور بالعمل فهل ان مبيعاتها تغطي نفقاتها وتحقق لها الارباح ؟ ام ان الداعمين لها مازالوا يضخون لهم الاموال؟ الاحتمال الثاني غير وارد فالدعم لسعر الكتاب افضل من دعم دار النشر .

بعض هذه الدور اخذت شهرة من قبل القراء واصبح لها قراء متخصصين بما تخصصت به هذه الدور ، واكثرها تخصصت للطعن بالدين الاسلامي او لنشر افكارا الحادية .

من بين الدور التي تتبنى هكذا كتابات هي دار الجمل التي لها مجموعة من الكتب التهجمية وليس النقدية، وباهضة الثمن، تحت غطاء الحرية تعمل والمنع اسلوب لاينفع ، ولكن الرد من جهة والعمل على تاليف كتب بافكار عصرية تتماشى وثقافة اليوم لنشر المعتقدات الاسلامية .

كتاب مقدمة في التاريخ الاخر ـ نحو قراءة جديدة للرواية الاسلامية تاليف د سليمان بشير، ظهر عام 1984م، الذي حاكم فيه فترة صدر الإسلام، معتمدا على وثائق ومخطوطات، عثر عليها في المكتبة الظاهرية في دمشق، وحصل بشير، كما يذكر في مقدمة كتابه على صور منها بمساعدة الدكتور منذر صلاح رئيس جامعة النجاح الوطنية انذاك، والدكتور هشام ابو رميلة من قسم التاريخ فيها، والدكتور صائب عريقات مدير دائرة العلاقات العامة فيها ، وما في هذا الكتاب هو ترجمة لمعتقداته وليس للبحث الروائي الدقيق ويكفي انه عضو في الحزب الشيوعي الصهيوني ،اي حتى انتمائه الى حزب صهيوني وهو فلسطيني الاصل .

هذا الكتاب اعادت نشره دار الجمل وقد يكون بعد وفاته ، العنوان رائع ونحن اليوم بامس الحاجة لقراءة الروايات الاسلامية قراءة جديدة ، ولكن ما المقصود بجديدة ؟ هل فهم الروايات وتفسيرها ؟ ام هل حذف الدخيل والدسيس؟ كلاهما مقبول ورائع ، ولكن المهم من هم الذين يقراون الرواية وما هي الاساليب التي يتبعونها في قراءة الروايات بغية تجديدها ؟

هكذا كتب تصبح هي دخيلة على التاريخ لتزيد من تلوثه ولا اعلم هل بقصد ام بجهل ، ولكن من بديهيات هكذا قراءات ان يطلع صاحبها على كل رواة التاريخ حتى يعلم المحرف والصحيح من السقيم ، ولكن عندما يعتمد على كم هائل من مصادر طائفة دون اخرى او قراءة كتاب واحد فقط فان النتائج تاتي مشوهة، ففي الكتاب 1878 هامش باسماء المصادر مع اشارته الى روايات اخرى بضمن الرقم تكرار ذكر المصدر ، من بين هذا الرقم كرر ذكر المصادر الشيعة في (8) هوامش وهي الكافي للكليني والمقالات للمفيد ومقاتل الطالبين وابن شهراشوب فقط والبقية كلها البلاذري والبخاري وابن هشام وغيرهم .

انقل لكم رواية واحدة نقلها المؤلف لكي يظهر ما فيها من خلل، الرواية عن مقتل الامام علي عليه السلام يقول الدكتور في ص 72 : انقل لكم هذه الرواية ذات الاصل الشيعي، لما قتل علي قام حسن بن علي خطيبا ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : أما بعد ، والله لقد قتلتم الليلة رجلا في ليلة نزل فيها القرآن ، وفيها رفع عيسى ابن مريم ، وفيها قتل يوشع بن نون فتى موسى (ع).

هنا انتهت الرواية ولكنه الحقها بكلامه وهو (وطعن باحدى وعشرينليلة خلت من رمضان ، الليلة التاسعة ، وهلك لاربع وعشرين ليلة) ( المصدر حديث شيوخ بلخ لابي يعقوب البغدادي ) وبعد كلامه وضع رقم المصدر في الهامش

اقول: يقول المؤلف هذه الرواية ذات الاصل الشيعي ؟ بالله عليكم هل هذه الرواية شيعية ؟ وهل يقول الشيعة هلك بدلا من استشهد ؟ وهل تاريخ الجرح والاستشهاد معتمد عند الشيعة ؟ هذا الكتاب من دسائس من يتحدث عن تجديد التاريخ الاسلامي وغايته الرئيسية تشويه التاريخ .

هذه الرواية من مئات الروايات التي يذكرها وهي بعيدة عن الحقيقة حتى يثبت جذور التاريخ الاخر المجهول ظاهرا والمقصود باطنا